البلاد – مها العواودة
اعتبر الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح وفنون الأداء في المملكة سلطان بن عبد الرحمن البازعي إدراج تخصصات السينما والمسرح في الجامعات السعودية بأنه جاء استشعاراً منها لمسؤوليتها تجاه تنمية القطاع الثقافي والمشاركة بفاعلية في بناء القدرات، مشيراً إلى أن هذا التوجه لن يقتصر على هذين التخصصين كون الحاجة كبيرة لتنمية كل القطاعات الثقافية بمزيد من المتخصصين والمتخصصات، وهي قطاعات تفتح فرصاً كبيرة للعمل، متوقعاً زيادةً في عدد الجامعات التي تتبنى برامج أكاديمية في تخصصات الثقافة والفنون.
وأضاف البازعي بقوله لـ” البلاد ” إن وزارة الثقافة تعمل على إنشاء عدد من الأكاديميات المتخصصة في الفنون التي تركز على إعطاء تعليم احترافي للذين يريدون العمل مباشرة في هذه القطاعات، ومنها أكاديمية للمسرح وفنون الأداء، حيث يعمل حالياً على تأسيسها ضمن اختصاص هيئة المسرح وفنون الأداء، كما ستكون هناك أكاديميات للموسيقى والفنون البصرية وفنون الطهي على سبيل المثال لا الحصر، إضافة إلى برنامج الابتعاث الثقافي الذي بدأت به وزارة الثقافة لإرسال الطلاب والطالبات إلى أفضل الجامعات والمعاهد العالمية لدراسة هذه التخصصات.
ولفت إلى أن دراسة الفنون تعتمد بشكل أساس على الموهبة، وأن الكليات المتخصصة والأكاديميات في المملكة ستضع هذا في اعتبارها ضمن شروط القبول، من قبل لجنة اختيار الموهوبين الذين سيتقدمون لدراسة تخصصات السينما والمسرح.
صناعة الأفلام
وأضاف قائلا :”إلى جانب جامعة الملك سعود التي ستنشئ كلية للفنون فإن جامعة الملك عبدالعزيز بدأت برنامج لدراسة الماجستير في الأدب المسرحي، كما أن جامعة عفت بدأت قبل سنوات بتدريس صناعة الأفلام وخرجت عدداً من الطالبات، وكذلك جامعة الطائف التي بدأت برامج لا منهجية لتدريس الموسيقى، وهذا الاتجاه سيأخذ في التصاعد كما أتوقع”.
اختيار الموهوبين
وعن إمكانية وجود مسابقات سنوية لاختيار الموهوبين في مدارس التعليم العام قال :
هناك اتفاق بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم على إدخال الفنون في مدارس التعليم العام، وأن لجان مشتركة بدأت التحضير للعمل في هذه المبادرة بدءاً من العام الدراسي المقبل، يضاف إلى ذلك وجود مبادرة في هيئة المسرح وفنون الأداء لتأهيل المعلمين والمعلمات لكي يكون هناك مشرف مسرحي في كل مدرسة من مدارس المملكة، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى أن يكون النشاط المسرحي موجوداً ومفعلاً ليس فقط لاكتشاف المواهب، وإنما للقيمة التربوية العالية التي يقدمها المسرح لبناء شخصية الطلاب والطالبات وللجرعات المعرفية والثقافية التي يقدمها لهم.”
موروث ثقافي
وختم البازعي حديثه لـ “البلاد” بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية زاخرة بالموروث الثقافي وبأنماط متباينة، وأن الاستفادة من هذا المخزون في التخصصات السينمائية والمسرحية هو هدف أساس في صلب رؤية المملكة 2030 وفي الاستراتيجية الثقافية التي تبنتها وزارة الثقافة، وأن أفضل وسيلة للحوار مع العالم ستكون في تقديم الموروث الحضاري والثقافي للمملكة في صيغة العمل الفني في السينما والمسرح والموسيقى والفنون البصرية.