جدة – مرام ابو عيد
قبل أن تكتم الجائحة العالمية انفاس العالم كان كثير منا له نمط وأسلوب ودائرة حياتية خاصة به. لكن الحال تغير بعد 23 مارس 2020 حيث أضطر الكثيرون للابتعاد عن انماط معينة او التخلي عن سلوكيات وممارسات وعادات أساسية كان من شبه المستحيل ان ينتهي يومه من دون ممارستها، ولكن مع الأوضاع الجبرية أصبح يبحث عن خيارات بديلة من باب التعويض، والعكس فهنالك بعض من الأمور والعادات لم تكن مستساغة، ولكن من باب الملل والهروب النفسي خشية من الاكتئاب اضطر لاقحامها في محيطة ودائرته اليومية.
لذلك كان على البعض أن يتخذ بعضا من القرارات خلال هذه الفترة والتي أصبحت لدى الكثير عادة وممارسة يومية خلال فترة الحجر المنزلي بل من ذلك ممن سيجعلها عادته الدائمة بعد رحيل كورونا إلى غير رجعة. ( البلاد ) التقت عددا من الشباب فأوضحوا ان كورونا غيرت ايقاع الحياة وتلاشت بعض العادات فيما شكلت بعض العادات والسلوكيات حضورا قويا في الوعي الجمعي لدى افراد المجتمع فقد كان بعضهم من عشاق السهر وآخرون من محبي الوجبات السريعة ولكن غيرت الجائحة سلوكياتهم واصبحوا اكثر حرصا ووعيا وابتعادا من السلوكيات والعادات التي تدمر جهاز المناعة.
في البداية أوضح سلمان محمد سرور قائلا قبل ابتداء جائحة كورونا كان من ضمن عاداتي الصباحية التي ابتدئ بها يومي هو شراء كوب قهوة من احدى الكافيهات الخارجية ولكن بسبب الوضع الحالي والالتزام بالحجر المنزلي اقتنيت آلة صنع القهوة كما ان هناك بعضا من زيادة الاحتياجات الى ما بعد انتهاء ازمة كورونا.
الترفيه على الاطفال
اما بالنسبة لسماء الصايغ فقالت من اهم القرارات التي اتخدتها اثناء فترة الحجر وسوف تستمر معي لما بعد انتهائها هو تخصيص وقت كافٍ للعب مع اطفالي، ففي السابق بسبب انشغالي بإدارة بعض الاعمال للاسف لم يكن لدي متسع من الوقت لامضائة معهم باستثناء وقت الوجبات الرئيسية وبعض من السويعات القليلة لكن أثناء فترة الجائحة وخلال مكوثي فترات طويلة بالمنزل أتضح ان اهم قرار لابد من اتخاده هو تخصيص ساعات اكبر لأقضيها مع ابنائي وعدم هضم حقهم بالجلوس معي حتى لوكان على حساب أعمالي.
مشروع خاص
ويقول عادل أحمد كنت دائما ما أقوم بتأجيل فكرة عمل مشروع خاص بي ولكن في ظل الازمة والظروف الراهنة خصوصا انني اعمل بالقطاع الخاص استغليت الفرصة وبدأت بمشروع بسيط وسأستمر به بمشيئة الله.
هجر التدخين
أما خالد بايزيد فقال كانت تجربتي مختلفة بسبب مروري بمرحلة نفسية سيئة خلال فترة الحجر حيث اقلعت عن التدخين، ففي سابق الأمر كنت اقوم بتدخين ما يقارب ببكت كامل باليوم الواحد، وسيكون هذا القرار من القرارات الثابتة لدي حتى بعد انتهاء هذه الجائحة .
وأضاف علي صقر الغامدي أنه من ضمن القرارات الحاسمة خاصة بعد مكوثي بالمنزل اثناء فترة الحجر اكتشفت ان هنالك تقصيرا كبيرا مني تجاه زوجتي وأطفالي الثلاثة وذلك بسبب ضغط العمل وانشغالي مع فريق ممارسة هوايتي الرياضية فقررت بعد الازمة أن عائلتي فوق كل شي.
تعلم الطبخ
أما كارم محمود فيقول كنت بالسابق اعتمد اعتمادا كليا على المطاعم ابتداء من وجبة الفطور الى العشاء وكنت من عشاق الوجبات السريعة كوني أعيش بمفردي ولكن بسبب الجائحة وخصوصاً في وضعي كرجل أعزب قررت ان اعتمد على نفسي وان اتعلم الطبخ والحمد لله اصبحت الان لا اكل إلا بالمنزل.
ترك السهر
من جهته اوضح علي البارقي بقوله من العادات التي كنت امارسها قبل الحجر,بسبب فيروس كورونا السهر لساعات متأخرة من الليل مع الزملاء كأي شاب وكان السهر والجَمعة مع الشباب شيئا اساسيا في برنامجي اليومي لا يمكن بتاتا الاستغناء عنه ولكن اثناء فترة الحجر وجدت نفسي مضطرا للتنازل عن هذه العادة خوفا من الفيروس وكذلك التزاما بالإجراءات الاحترازية، حيث انني عانيت بشدة في بداية الامر ولكن مع مرور الوقت وجدت المتعة بالجلوس مع الاهل والاستماع بالحديث معهم فقراري الاول بعد الحجر بمشيئة الله الاستمرار في عادتي الجديدة التي خلقت في ظروف كورونا والحجر وهي البقاء مع الاهل لمدة اطول والإقلاع عن الاكل الخارجي لما وجدته من لذة في اكل المنزل اضافة لخفته على المعدة وأيضا قراري الى تنمية الجانب الفكري لدي بالقراءة والتعلم والجانب المهاري كالمونتاج والتصميمات على الحاسوب والفنون الادارية بالإطلاع والتدريب حيث ان جميع هذه القرارات وضعت لها خطة لا ستمراريتها بعد رفع الحجر والأكل داخل المنزل.
وجبات منزلية
أما من وجهة نظر ميعاد العبدالله فقالت هنالك عدة قرارات منها ما سوف استمر في الاقلاع عنه ومنها ما ساستمر بها.ولكن اهم قرار في حياتي هو زيادة الاجراءات الاحترازية والتقليل من خروج اطفالي فقد لاحظت فرقا شاسعا في فترة ماقبل الازمة حيث لا يمر شهر الا ونحن في زيارة للمستشفى اما الان ولله الحمد بسبب الأكل المنزلي البحت وعدم الخروج وزيارة مدن الالعاب بكثرة فلم نقم بزيارة المستشفى وهدا قرار حاسم سيستمر معي حتى مابعد الازمة.
عادات سيئة
أما بالنسبة لجهاد يحيى الزهراني فقال كانت الازمة غيرت ايقاع حياتي فقد كان معظم وقتي أقضيه مع اصحابي في المقاهي والكافيهات وكنت قليل الحرص على دراستي اضافة إلى كثير من العادات السيئة مثل التدخين والأكل غير الصحي الذي كنت أمارسه، ولكن اثناء فترة الحجر اكتشفت انني اضعت الكثير من الوقت والجهد والفرص على اشياء غير مهمة لذلك قمت بتكثيف وقتي وتركيزه على مستقبلي العلمي وعلى عمل اشياء مفيدة واتخذت قرارات نابعة من داخلي ان لا اضيع وقتي إلا على اشياء تعود بالمنفعة لي ولمستقبلي.
نهاية الاسبوع
فواز اليوسف قال إنه بحكم عملي بالقطاع الخاص كان من الضروري جداً وهو الأمر غير الخاضع للنقاش هو قضاء عطلة آخر الاسبوع مع الاصدقاء والاستمتاع والاسترخاء بعيدا عن ضجيج المنزل والبعد عن الروتين اليومي ولكن ازمة كورونا علمتني نعمة وجود الزوجة والأبناء في حياتي لذلك اهم قرار لا رجعه فيه عطلة نهاية الاسبوع لعائلتي فقط.