جدة- باسم الحربي
قررت وزارة الرياضة عودة النشاط الرياضي بعد عدة أشهر من التوقف بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، على أن تعود جميع المنافسات بشكل رسمي لكل الرياضات يوم 4 أغسطس المقبل، ومع عودة رحلات الطيران في السعودية كما هو متوقع لها منتصف شهر يوليو المقبل، ستبدأ مرحلة عودة لاعبي أندية دوري المحترفين الأجانب المتواجدين في بلادهم؛ حيث بدأت أغلب الأندية العمل على إعداد أنديتها للعودة بصورة قوية؛ لما تبقى من منافسات الموسم الرياضي.. ( البلاد) استطلعت آراء عدد من المدربين والخبراء الفنيين، حول قرار العودة وعلى مدى استعداد اللاعبين لخوض الجولات المقبلة.
المحمدي: إعداد للموسم المقبل
في البداية، قال المدرب الوطني صالح المحمدي: إن الفترة ليست كافية للتحضير بشكل مطلوب، ولكن تعتبرها مقبولة إلى حد ما، وأتوقع أن تستغل الأندية غير المنافسة ما تبقى من جولات الموسم كفترة إعداد وتجهيز فرقها للموسم المقبل من خلال خوض اللقاءات والعمل على رفع المعدل اللياقي تدريجيا، أما ما يخص الفرق المنافسة على صدارة الترتيب فأعتقد أن مهمتهم ستكون صعبة؛ بحكم أنهم مطالبون بالنتائج، وهي ما تحتاج لتعامل مختلف في تهيئة اللاعبين من الناحية النفسية والذهنية بشكل جيد، مع الجانب اللياقي وكيفية توزيع الأحمال وشدتها لتهيئتهم للجولات المتبقية بالشكل السليم، وبالنسبة للتدريبات المنزلية للاعبين فأرى أنها غير كافية، لأنها للحفاظ على الجاهزية البدنية والجهاز الدوري التنفسي بمعدل لا يتجاوز ٣٠٪ كتدريبات انفرادية؛ للمحافظة على التحمل العام وقوة العضلات حتى لا تفقد حيويتها وشدتها ومقاومتها عند العودة للتدريبات الجماعية، التي من خلالها يعود الجسم بشكل تدريجي ومثالي ولا يتأثر بفترة الانقطاع خلال الشهور الماضية .
الحربي : تكثيف التمرينات
أما الدكتور جاسم الحربي فقال: قد يتفق الجميع أن الفترة غير كافية أو قصيرة، ولكن فنيا ليست سيئة؛ حيث إن فترة 45 يوما قبل عودة المنافسات جيدة، ومن المفترض أننا نتحدث عن أندية ولاعبين محترفين؛ حيث سيساهم الإعداد الجيد من قبل الجهاز الفني على توزيع فترات التدريبات، لتكون على فترتين، مع ضرورة توزيع الأحمال على اللاعبين في صالة الحديد بالطريقة المناسبة لكل لاعب؛ لأن هناك لاعبين يتقبلون التدريبات الثقيلة والمجهدة، وفي المقابل هناك لاعبون يحتاجون لحمل تدريبي تدريجي، وأعتقد أن التدريبات المنزلية التي كان اللاعبون يقومون بأدائها في منازلهم غير كافية؛ لأن الجهد الذي يبذله أغلب اللاعبين تقريبا لا يتعدى نسبة 20% – 25% حيث لا يوجد ضغط عضلي على اللاعب بعكس التمرينات بإشراف المعد البدني المتخصص.
كميخ : الوقت غير كاف
يرى المدرب والمحلل الفني علي كميخ أن الوقت غير كاف؛ كون فترة الانقطاع كانت طويلة على اللاعبين، ومن المؤكد أن يكون هناك انخفاض كبير في الأداء عند أكثر لاعبي الأندية؛ خاصة اللاعبين المحترفين الذين اضطروا للعودة إلى بلادهم خلال الأزمة؛ لذلك أعتقد أن فترة الإعداد ستكون صعبة، خاصة في إعداد اللاعبين، حيث إن الإعداد الضعيف سيكون سببا في حدوث إصابات قوية للاعبين في المنافسات المتبقية من الموسم الرياضي، ومن الممكن أن تمنعهم من التواجد في الموسم المقبل، وعن التدريبات المنزلية للاعبين خلال فترة التوقف أكد بأنها جيدة لكنها غير كافية إطلاقا لممارسة كرة القدم؛ كون ذلك يتطلب تمارين بالمستطيل الأخضر وصالة الحديد وتمارين جماعية مختلفة وتقسيمات لتطبيق نواح تكتيكية معينة.
الخالد : تأجيل لقاءات الديربي والكلاسيكو
من ناحيته قال المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد: في البداية، نحمد الله ونشكره، ونسأله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، ثم الشكر والتقدير لقيادة هذه البلاد على حسن التعامل مع هذه الجائحة، والشكر موصول لوزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لعودة الحياة لملاعب كرة القدم، وإعادة وهج أفضل دوري عربي، ولكنني أرى أن توقف المباريات والتدريبات الجماعية سيؤثر سلبا على قوة المنافسة وجمالية الأداء الفني، وسيحتاج اللاعبون إلى وقت كاف للإعداد البدني والفني وخلق روح المنافسة وحساسية الأداء والمباريات؛ لذلك لابد أن نلتمس العذر في البدايات لأداء اللاعبين، ومن المؤكد أنه بعد جولة أو جولتين، سيرتفع الأداء، وسنشهد تنافسا قويا على المراكز المتقدمة في سلم الترتيب، وبكل تأكيد تحتاج الأندية إلى فترة إعداد سريعة؛ عنوانها الجدية والقوة والتضحية والحرص من الجميع على التعامل باحترافية مع التدريبات الشاقة والتغذية السليمة والنوم الكافي والتفاعل مع تعليمات الفنيين من مدربين وأخصائيي التغذية والإدارة؛ لتجاوز المرحلة الماضية والدخول في المنافسة بشكل قوي وفعال، ومن المهم أن يقوم الجهاز الفني بكل ناد بإعداد برنامج بدني دقيق لكافة اللاعبين للمحافظة على نسبة معينة من اللياقة، ثم الدور الأهم على اللاعب بالمحافظة على صحته ولياقته من خلال التدريب المنتظم وتطبيق البرنامج المعد من المدرب وكذلك النوم الكافي والتغذية السليمة وهذا هو السلوك المتوقع من المحترف واللاعب الذي يريد ان يسجل الحضور الفني خلال المباريات وتميزه عن باقي اللاعبين واقترح على الاتحاد السعودي ممثلا بلجنة المسابقات إجراء بعض التعديلات على الجدول والاحتفاظ بالمباريات القوية التنافسية إلى الأسبوع قبل الأخير لإضفاء مزيد من الإثارة والمحافظة على قوة الدوري.
الثقفي: التدريبات المنزلية استعراضية
المدرب الوطني عادل الثقفي يرى من جهته أن الفترة الحالية تعتبر كافية لإعداد اللاعبين للعودة مجددا إلى المنافسات المتبقية من الموسم مؤكدا على ضرورة العمل الجاد من قبل الأجهزة الفنية لإعداد اللاعبين بالطريقة الصحيحة، وخوض بعض اللقاءات الودية لإدخال اللاعبين إلى أجواء المباريات والالتحامات البدنية. وعن تدريبات اللاعبين المنزلية، قال الثقفي: أعتبر هذه التدريبات لخطف أنظار الجماهير في شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث إن أغلب اللاعبين باستثناء البعض منهم، كان يتعمد تصوير الفناء الخارجي لمنزله والتباهي بممتلكاته أكثر من الجدية في أداء تلك التدريبات، وأعتقد أن أكثر اللاعبين الذين استغلوا فترة التوقف، هو مهاجم الهلال جوميز، الذي عمل على تنفيذ برنامج لياقي مكثف تحت إشراف مدربه الشخصي في فرنسا؛ استعدادًا لعودة المنافسات، وعلى الرغم من توقف التدريبات، التي فرضها الروماني رازفان لوشيسكو على اللاعبين في منازلهم الفترة الماضية، إلا أن جوميز التزم ببرنامجه التدريبي الذي لا يقل عن ساعة ونصف يوميًّا وكان واضحا على المهاجم المميز، حرصه في المحافظة على المعدل اللياقي، إضافة إلى كتلة العضل في الجسم، أما بقية اللاعبين، خاصة المحليين، فاللأسف لم يحافظوا على معدلهم اللياقي بالصورة المطلوبة.
العتيبي : ضغط كبير على المدربين
أما المدرب الوطني مرزوق العتيبي فقال: من وجهة نظري أعتقد أن تدريبات اللاعبين المنزلية كانت مهمة جدا لتقوية العضلات والمحافظة على البنية الجسمانية. لكن كل هذه التدريبات لا أعتقد أنها مقياس لأداء اللاعب داخل الملعب؛ لأن المستطيل الأخضر فيه تفاصيل كثيرة، يستفيد منها اللاعب لياقيا مثل الجري لمسافات مختلفة، وتنفس وتحركات وتدريبات خاصة وجميعها أثرت على اللاعبين خلال فترة التوقف بشكل كبير على المستوى اللياقي؛ لذلك لن تكون فترة الإعداد كافية وسيكون الضغط كبيرا على الأجهزة الفنية؛ لإعداد برنامج لياقي مكثف متوازن لإعادة اللاعبين للمستوى اللياقي المطلوب لدخول منافسات الدوري بشكل مقبول.
