متابعات

الجيش الأبيض يضيّق الخناق على كورونا

جدة -البلاد

يأتي تقدير مجلس الوزراء لما يقوم به الممارسون الصحيون من مهمات أسهمت -بمشيئة الله- في حفظ الأرواح، وقوله إن وطنهم لن ينسى لهم تلك التضحيات ، ليؤكد ثقة مجلس الوزراء الكبيرة في كفاءة المنظومة الصحية وقدراتها المتطورة، بفضل ما وفرته لها القيادة الرشيدة من دعم مادي ومعنوي، وما استثمرته الدولة في بنيتها التحتية على مدى سنوات، الامر الذي مكنها من الاستجابة السريعة والعالية للتحديات التي فرضتها الجائحة، وتقديم الرعاية الصحية للجميع على الرغم من الأوضاع الاستثنائية التي سببتها، ما يضعنا مباشرة امام التجربة الصحية السعودية في احتواء الازمة والتي يحتل فيها الجيش الابيض من ابطال الصحة الصفوف الامامية ، وهي تجربة تستحق التقدير، خاصة اذا ما اضفنا لها تطوع ومشاركة 1000 طبيب سعودي خارج المملكة في التصدي للجانحة، ونماذج من الكفاءات الطبية السعودية التي رسمت اروع قصص الفخر بما اضفته من لمسات إنسانية في علاج المرضى بالفيروس وتضميد جراح المصابين واعادة كتابة التاريخ وتسطير ملاحم البطولات والنجاحات ما يجعلنا نرفع الغترات احتراما لهم .

الجيش الأبيض
من أبطال الصحة
لقد مثل الجيش الابيض من أبطال الصحة ، حائط الصدّ وخط الدفاع الاول للحيلولة دون انتشار الفيروس ، فمع بداية الجائحة العالمية ، عمدت الحكومة لتقديم الدعم الكبير للقطاعات المعنية، ما جعل قدراتها وجاهزيتها في أفضل مستوياتها، والحفاظ على النظام الصحي، ومضاعفة القدرة الاستيعابية للمختبرات وغرف العناية الحرجة، وأجهزة التنفس الصناعي ، فضلا عن ما قامت به وزارة الصحة من عمليات المسح النشط ، والفحص الموسع،  وانشاء المستشفيات الميدانية والعيادات والعربات الطبية المتنقلة المجهزة بالأجهزة الطبية الحديثة، ما أدى في ظل التدابير والإجراءات الاحترازية الأخرى وتطبيق سياسات التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات في الاماكن العامة ومنع التجول الجزئي في جميع مناطق المملكة والكلي في بعض المدن ، الى نجاح ابطال الصحة والجيش الابيض في رفع حالات التعافي ، ومجيء المملكة ضمن الدول الأقل في الإصابات والوفيات.

الفحص الموسع المرحلة الثالثة
ومن جهة أوضحت وزارة الصحة أن المرحلة الثالثة من الفحص الموسع لتقييم معدل الانتشار العام للفيروس، لن تشمل الفحص داخل المنازل أو زيارة المساكن، بل سيتم تنفيذها عبر منافذ عدة منها: فحص الأشخاص داخل السيارات عبر مراكز مخصصة تم إنشاؤها في مدن عدة، وكذلك الفحص في مراكز الرعاية الصحية الأولية، فيما سيتاح للمواطنين والمقيمين حجز مواعيد لعمل العينات بأنفسهم عبر تطبيق إلكتروني.

مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة
وفي سياق متصل قال الربيعة ان مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة يعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة جميع الأعمال التشغيلية للوزارة في جميع أنحاء المملكة، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتقديم الرعاية الصحية المناسبة ومتابعة كفاءة أعمال كل المستشفيات والمراكز الصحية، ويعمل فيه مجموعة من الإخوة والأخوات المميزين يقومون بجهود جبارة، ويركزون في هذه الأيام على الجائحة، ويتابعون كل أعمال التقصي الوبائي، ويقدمون الرعاية الصحية لكل من يحتاجها ، معربا عن شكره وامتنانه وتقديره لجميع الزملاء والزميلات الذين يعملون في القطاع الصحي، مضيفا انهم الآن جنود الوطن الذين يقدمون الرعاية الصحية، والأمن الصحي للبلد.

المسح الميداني النشط
في زمن الكورونا أصبح (المسح الميداني النشط) من الأساليب الطبية العالمية المتبعة في تطويق الوباء، وهو إجراء جديد طرحته وزارة الصحة للتعامل مع أزمة كورونا، وهو يُعنى بالدرجة الأولى بتوجه الفرق الطبية المتخصصة إلى المناطق عالية الخطورة أو الأماكن التي يكثر فيها احتمالية انتشار وتفشي الأوبئة سواءً في الأحياء المكتظة أو المناطق المزدحمة، حيث يقوم الممارسون الصحيون بالوصول إلى المنازل، خاصة المواقع الجغرافية ذات الكثافة السكانية، وكذلك مساكن العمال، بهدف إجراء الفحوص للتأكد من وجود حالات اشتباه بالفايروس أو أعراض للمرض في تلك الأماكن وأخذ الفحوص والمسحات الطبية والتشخيص المخبري التأكيدي، ما يساعد ويساهم في تقليل أعداد المصابين أو استكشاف أعدادهم في وقت مبكر .

وتقوم استراتيجية المسح النشط على نظرية أن هناك الكثير من المصابين بكورونا، ولا تظهر عليهم أعراض ويمثِّلون الشريحة الكبرى بالمجتمع، وهم الأخطر لأن هناك بعض التراخي في التعامل معهم، سيما وقد اثبتت إحدى الدراسات أن 20% من المرضى لديهم أعراض، بينما 80% لا توجد لديهم أعراض، ولكن تمَّ تشخيصهم عن طريق المسح النشط.


وتقوم الفرق بالكشف الميداني على الأشخاص في منازلهم حيث يتم أخذ عينات عشوائية والتعامل الفوري مع المصابين الذين تظهر عليهم أعراض المرض وتجري الفِرق الطبية المتخصصة الفحوصات العاجلة للحالات المخالطة للمصابين، من خلال العربات الطبية المتنقلة والمجهزة بالأجهزة الطبية الحديثة في الموقع لإجراء الفحص، وأخذ العينات للحالات المشتبهة والحالات المخالطة، ونقل العينات إلى المختبرات للفحص. ولولا هذا المسح لارتفعت أعداد الإصابات يومياً، بعد أن أثبتت وزارة الصحة أن 80% من الكشف في الإصابات اليومية يعود للمسح النشط.

عيادات (تطمن) للفحوصات الطبية: وفي إطار الجهود المبذولة لمحاصرة الوباء، دشنت صحة مكة المكرمة عيادات (تطمن) المخصصة لإجراء فحوصات الطبية لحالات كورونا وذلك بتوجيه من وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ومتابعة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور وائل بن حمزة مطير.

وأوضحت أنه تم افتتاح العيادات لاستقبال الحالات في المراكز الصحية المخصصة لعمل الفحوصات وتقديم الرعاية الطبية بشكل مبكر للمرضى والإسهام في تقليل الإحالات للمستشفيات الرئيسة بشكل كبير، حيث بلغ عددها سبع عيادات في كل من مراكز صحي المنصور، الخالدية ، شرائع المجاهدين ، حدا ، أبوعروة ، غران بقطاع خليص ومستشفى الكامل، مبينة أن العيادات تستقبل أي شخص لديه أعراض الإصابة بفيروس كورونا مثل ارتفاع في درجة الحرارة ، ضيق في التنفس وسعال، وتعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويكون استقبال المرضى فيها دون حجز مسبق. محاصرة الوباء وارتفاع حالات التعافي
وهكذا نجح الجيش الابيض من أبطال الصحة في محاصرة الوباء ورفع حالات التعافي، كما كان لجهودهم في مكافحة الجائحة الدور البارز في تصنيف المملكة ضمن الدول الأقل في الإصابات والوفيات، وهو ما أكده وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عندما أعلن أن معدل الوفيات في المملكة هو أقل من 0.7% في حين أن معدل الوفيات العالمي يبلغ 7 %.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت السبت الماضي 21 شوال الموافق 13 يونيو ان إجمالي الحالات 123308 وإجمالي المتعافين 82548 حالة وإجمالي الوفيات932 حالة وفاة ، ما يؤكد مرة اخرى نجاح الجيش الابيض من أبطال الصحة -بمشيئة الله- في رفع حالات التعافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *