متابعات

العودة الامنة رهن الالتزام

جدة- البلاد

اتخذت القطاعات المعنية في المملكة سلسلة من القرارات الاستباقية الهامة في مواجهة جائحة كورونا، وقدمت دعما كبيرا للمنظومة الصحية ورفع جاهزيتها ، ومضاعفة القدرة الاستيعابية للمختبرات وغرف العناية المركزة، وأجهزة التنفس الصناعي ونشر الوعي والتثقيف الصحي، والتأكيد على الإجراءات الاحترازية فكانت المملكة بذلك القدوة والمثل في مكافحة الفيروس ، ما أكسبها تقدير واحترام دول العالم. الإحصاءات العالمية ما زالت تصنف المملكة ضمن الدول الأقل في الإصابات والأقل جدا في الوفيات والأكثر جدا في الشفاء، وهو الامر الذي أكده وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في كلمة نقلتها قناة «الإخبارية» أن معدل الوفيات العالمي يبلغ 7 % في حين أن المعدل في المملكة هو أقل من 0.7% ، مرجعا السبب في ذلك إلى وجود بروتوكول علاجي دقيق من خلال مجموعة من الخبراء السعوديين يجتمعون بشكل يومي لتحديث البروتوكول بناء على كل جديد في طرق العلاج. منذ بدء تفشي “كورونا”، كانت المملكة سباقة في اتخاذ عدة إجراءات احترازية جريئة ومبكرة واستثنائية غير مسبوقة، بهدف مكافحة الفيروس والحد من انتشاره حيث قررت المملكة في الـ27 من فبراير تعليق الدخول لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي من خارج المملكة وذلك قبل أسبوعين تقريبا من إعلان منظمة الصحة العالمية في 11 مارس أنها باتت تعتبر فيروس كورونا المستجدّ “كوفيد-19” وباء عالميا:

27 فبراير : تعليق الدخول لأغراض العمرة واستخدام الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة
4 مارس : تعليق العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين في المملكة
9مارس :تعليق الدراسة في جميع مدارس وجامعات المملكة وتعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتًا إلى دول الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وسوريا وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق وتعليق سفر السعوديين والمقيمين إلى سلطنة عمان، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، وإسبانيا.
12 مارس : تعليق السفر والرحلات مؤقتًا مع دول الاتحاد الأوروبي وعدة دول آسيوية وأفريقية.

14مارس : تعليق الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين وتعليق النشاط الرياضي وإغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاصة
15 مارس : إغلاق المجمعات التجارية وجميع الأنشطة داخلها باستثناء السوبرماركت والصيدليات.
16مارس : تعليق الحضور لمقرات العمل في كافة الجهات الحكومية لمدة 16 يومًا وعقد جمعيات الشركات المدرجة عبر وسائل التقنية عن بعد وتعليق عقدها حضورياً بشكل مؤقت.
17 مارس : إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان وتعليق الدروس العلمية والبرامج الدعوية والمحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن في جميع الجوامع والمساجد.
18 مارس: تعليق حضور العاملين للمكاتب الرئيسية بالقطاع الخاص 15 يوماً.

20 مارس : تعليق جميع رحلات الطيران الداخلي والحافلات وسيارات الأجرة والقطارات 14 يوماً.
ومن أهم القرارات التي اتخذت لاحقا منع التجول الجزئي لبعض المناطق، ثم منع التجول الكلي لبعض المدن. وفتح باب العلاج المجاني لكل السعوديين والمقيمين بل حتى أولئك المخالفين لنظام الإقامة وإعلان وزارة الثقافة تأجيل معرض الرياض الدولي للكتاب لأسباب وقائية. وإيقاف تقديم الشيشة في المقاهي والمطاعم مؤقتا بجميع أمانات وبلديات المملكة.

المخالطة المجتمعية سبب ارتفاع الإصابات

ومع ذلك ظل الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي هو الشغل الشاغل للقيادة في المملكة من أجل العودة للحياة الطبيعية بشكل تدريجي ،ما يسهم في حماية صحة الجميع وتقليل أعداد المصابين في جميع مناطق المملكة ، وذلك بعد تخفيف القيود المفروضة لمواجهة الجائحة ورفع حظر التجول عن عدد من المدن والسماح بصلاة الجماعة في المساجد قبل أن تعود وتمدد ساعات منع التجول في مدينة جدة واغلاق 71 مسجدا فيها بعد تسجيل أعلى معدل يومي لإصابات فيروس كورونا تجاوز حاجز الثلاثة آلاف اصابة ، ليطرح السؤال نفسه عن اسباب ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس.

وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في فيديو مصور تناولته وسائل التواصل الاجتماعي ، عزا ارتفاع الاصابات بعد رفع المنع ، الى اكتظاظ بعض الشوارع في عدد من المدن وقد امتلأت بالناس، وهم يمارسون حياتهم العادية، ولا يتقيدون بالسلوكيات الصحية، ولا يأبهون بلبس الكمامات، وأكثر من هذا لا يهتمون بتنفيذ التعليمات الصحية الأساسية، ومنها تحقيق التباعد الاجتماعي وترك المسافات الآمنة بين الأفراد ، ما يعيد الى الاذهان تحذيراته السابقة من ارتفاع الحالات الى 200 الف اصابة في حدها الاقصى وفقا لأربع دراسات علمية بمشاركة خبراء سعوديين واجانب في حال عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية ،علما بأن اعداد المصابين قد تجاوز في الآونة الأخيرة حاجز المئة ألف مصاب ، مرجعا ازدياد حالات الإصابة نتيجة للفحص الموسع والمسح النشط بتتبع الحالات والبحث عنها والوصول لها قبل انتشارها وقبل أن تسوء الحالات.

ومن جانبه كشف الناطق باسم الوزارة الدكتور محمد العبد العالي خلال المؤتمر الصحافي اليومي والذي تحول الى مؤتمر صحفي دوري ،أن سبب ارتفاع الإصابة لدى النساء والأطفال والمواطنين في الآونة الأخيرة، هو المخالطة المجتمعية ، مرجعا اسباب اصابة الحالات الى عدم التزام البعض بالتباعد الاجتماعي ،ما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة لدى الإناث والأطفال، حيث ارتفعت نسبة الأطفال إلى 125 %، والنساء إلى 100 % ، مضيفا أن الجوائح والأوبئة، خاصة الفيروسية منها، تقف أو تندثر بعدة طرق، أهمها التحكم بوسيط (ناقل) العدوى، إضافة إلى تكون المناعة لدى الإنسان، إما الذاتية أو عن طريق اللقاحات مبينا أن الهدف من منع التجول الجزئي ثم الكلي وكل هذه الاحترازات والإجراءات أن نزيد من حرصنا ونحترز أكثر لنبقى في مأمن نحن ومن نحب، مناشدا الجميع بالحرص على تنفيذ التعليمات الصحية الوقائية، ومطالبا بضرورة الحرص على تنفيذ التعليمات الصحية ولبس الكمامات الواقية، وتحقيق التباعد الاجتماعي المحدد حتى يحمي الانسان نفسه وأمته من فيروس نشط ، قاتل وسريع الانتقال والعدوى والفتك .
العبور الآمن .. وعودة الحياة الطبيعية

مجلس الوزراء أعرب عن أمله في ان يتقيد الجميع بإجراءات السلامة ، وذلك بتقليل المخالطة بنسبة 90% من اجل العبور الآمن ، والانتقال من مرحلة المنع الجزئي إلى مرحلة عودة الحياة الطبيعية وتمكين الاقتصاد من القيام بدوره في التنمية والبناء.
ووزارة الداخلية من ناحيتها نشرت برنامج عودة الحياة الطبيعية إلى الشارع بدءا من يوم الأحد 21 حزيران (يونيو) 2020 الموافق 29 شوال 1441 هجرية. مناشدة جميع أفراد المجتمع بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والإرشادات والتعليمات ، واستشعار المسؤولية، لتتمكن الجهات المعنية من الإسهام في الحد من ارتفاع أعداد الإصابات في المملكة خلال المرحلة المقبلة، وأن يأخذوا التعامل مع الجائحة بالجدية الكافية لمنع انتشارها. واتباع إجراءات الوقاية والتعليمات الصادرة من وزارة الصحة. والاستجابة للنصائح وأن يلزموا بيوتهم ولا يخرجوا منها إلا للضرورة القصوى ، وعليهم كذلك أن يلتزموا بالتعليمات وعدم التجمعات الكبيرة في الملاعب الكبيرة والصغيرة، والمولات، ودور السينما، والمطلات البحرية، والاهتمام بلبس الكمامات، والحرص على غسل اليدين، وعدم لمس الأدوات المعدنية الناقلة للعدوى ، ما يعزز الإحساس بالمسؤولية الجماعية والوعي الفردي لتجاوز الجائحة.

إن أي حديث عن عزل منزلي أو حظر صحي وعمل فحوصات أو مسح نشط ، وتوفير أدوية وما الى ذلك من احترازات، سيكون بلا فائدة ما لم يلتزم الجميع بالجلوس في منازلهم لا يخرجون منها الا للضرورة القصوى، وما لم يتوقفوا عن التواصل الاجتماعي المباشر و المصافحة بالأيدي وما لم يلتزموا بالتباعد في الاماكن العامة ويلبسوا الكمامات والقفازات ويستخدموا المعقمات ويغسلوا ايديهم بالماء والصابون ويقفوا على بعد أمتار من بعضهم بعضا ، إذا لم يحدث شيء من ذلك، لاشك ان معدل الاصابات سيرتفع بوتيرة متصاعدة فنحن لا يمكننا ملء الغربال بالماء ولو اجتهدنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *