رياضة مقالات الكتاب

لاعبنا أفضل من لاعبكم

بنك المعلومات.. برنامج ممتع وسعدت بمشاهدة إعاداته على قناة ذكريات، ومن فقراته اللطيفة والمضحكة عندما يطلب الدكتور الخطيب من المتسابق ترديد عبارة معقدة بسرعة مثل “مرقة رقبة بقرتنا أحسن من مرقة رقبة بقرتكم ومرقة رقبة بقرتكم أحسن من مرقة رقبة بقرتنا” ؟؟.. في النهاية الأمر ليس أكثر من تسالي وليست طريقة في تحديد أفضلية وجبة على الأخرى فالأفضلية لها معايير متغيرة وليست ثابتة وتتغير عبر الزمن.

كان هناك زمن لم نتخيل فيه أن يشكك أحد أو يدخل أي لاعب في مقارنة مع العظماء أمثال بيليه وكرويف وبيكنباور، حتى أتى مارادونا وبلاتيني، وبعدهم الظاهرة رونالدو وزيدان ، وصولا إلى ميسي ورونالدو، حتى بدأت الأصوات تتعالى ممن يقللون من الأجيال السابقة مقابل الأجيال الجديدة بعشوائية وعاطفية، من دون الأخذ في الاعتبار العوامل المهمة في المقارنات، التي قد يكون بعضها دقيقا ومعقداً.

من الصعب مقارنة لاعبين في أزمان مختلفة يفصلهم عشرون، أو ثلاثون عاما ففي زمن بيليه تختلف خطط اللعب، وقوة الأندية والمنتخبات عن زمن مارادونا، الذي تختلف فيه قوانين حماية اللاعبين من عنف الخصوم عن زمان ميسي، فمارادونا من أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للعنف في بطولات كأس العالم، والدوري الإسباني والإيطالي، بل إن طبيعة أرضيات الملاعب والأحذية التي يرتديها اللاعبون تؤخذ في الحسبان ، وتكتيكات اللعب وأدوار اللاعبين تختلف فطبيعة رأس الحربة التقليدية وأدواره التكتيكية والبنية الجسدية المطلوب توفرها، أو التي يبحث عنها المدربون في اللاعب تختلف عبر الزمان.

مقارنات الأفضلية التي أرهقت عقولنا خلال الفترة الماضية غالبا لاتصل فيها لأي نتيجة في محاولة إقناع الطرف الآخر؛ لأن كل طرف لديه قناعات شخصية وعاطفية تجعله لا يرى إلا قناعته بأفضلية لاعب على الآخر، ولكن عند حضور الموضوعية في استخدام المعايير الصحيحة تصبح عملية المقارنة عملية ممتعة ومفيدة للمتلقي وليست مجرد تسالي كمرقة رقبة بقرة الدكتور الخطيب، رحمه الله ، أو مجرد تعبئة فراغات في البث الإذاعي والتلفازي، أو حسابات التواصل لمن يحبون المرق.

بُعد آخر
قبل كأس العالم في روسيا قامت إحدى القنوات بعمل سلسلة من المقارنات الموضوعية بين أساطير الكرة، والحلقة الأخيرة كانت بين بيليه ومارادونا، وكانت الأفضلية فيها لبيليه والعامل الفاصل بعد تساويهما في إجمالي المعايير، هو سلوك بيليه خارج الملعب والمكانة الراقية التي وصل لها كقدوة وأنموذج.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *