الدولية

صواريخ الهجوم على أرامكو إيرانية الصنع

البلاد – رضا سلامة

أيدت الأمم المتحدة ما أكدته الرياض وواشنطن ودول غربية أخرى في وقت سابق، وقطعت بعد أشهر من التحقيقات، بأن الصواريخ التي هوجمت بها منشآت أرامكو السعودية في سبتمبر الماضي إيرانية الصنع.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي في تقرير له، أن صواريخ كروز التي هجومت بها منشأتان نفطيتان تابعتان لأرامكو ومطار دولي في السعودية العام الماضي “أصلها إيراني”، مؤكدا أن عدة قطع ضمن أسلحة كانت الولايات المتحدة ضبطتها في نوفمبر 2019 وفبراير 2020، من أصل إيراني كذلك. وأضاف “خصائص تصميم بعضها مشابهة لتلك التي أنتجها كيان تجاري في إيران، أو تحمل علامات فارسية، وأن بعضها تم تسليمه إلى إيران بين فبراير 2016 وأبريل 2018”.

ولفت غوتيريش إلى أن “هذه القطع ربما نُقلت بطريقة لا تتسق مع قرار مجلس الأمن لعام 2015 المنصوص فيه على الاتفاق بين طهران والقوى العالمية لمنعها من تطوير أسلحة نووية”، في إشارة إلى خروقات للحظر الأممي على إيران.
وكان تقرير دولي أفاد في نوفمبر الماضي أن الهجوم على منشآت شركة أرامكو السعودية نفذ بأوامر من المرشد خامنئي، كاشفا أنه قبل 4 أشهر من وقوعه، ناقش اجتماعا لمسؤولين إيرانيين بحضور قيادات عليا في الحرس الثوري، كيفية زعزعة امن المنطقة وتصدير الإرهاب اليها الى جانب معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من الاتفاق النووي وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وهما الخطوتان اللتان سددتا ضربة شديدة لنظام الملالي، مشيرا إلى أن إيران اختارت استهداف منشآت نفطية في السعودية، وهو اقتراح ناقشه كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين في ذلك الاجتماع في شهر مايو وفي أربعة اجتماعات على الأقل تلته.

وقبيل تنفيذ هذه الهجمات حاولت إيران مرارا أن تستفز عديد الدول الأخرى من خلال الاعتداءات المتكررة على السفن البحرية، لاسيما النفطية منها، التي تمر عبر مضيق هرمز ما اضطر دولا عديدة إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمنع أي هجمات محتملة.
وتواصل عدوان إيران الرامي لزعزعة استقرار المنطقة بعد انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته برفقة بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا مع إيران، واصفة إياه بالكارثي وفرضت عقوبات قاسية على إيران.

ويدعم تقرير غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي مساعي واشنطن لتمديد حظر السلاح إلى إيران المقرر انقضاؤه في أكتوبر المقبل وفقا للاتفاق النووي، خاصة مع توالي انتهاكات طهران للاتفاق، بتجاوز السقف المسموح به في عمليات تخصيب اليورانيوم بأكثر من 5 أضعاف، ومنع مفتشي وكالة الطاقة النووية من الوصول لمواقع يعتقد بوجود أنشطة ومواد مشتبه بها فيها.

وفي سياق تزايد حالات انتحار الإيرانيين جراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، قالت الشهبانو فرح بهلوي، زوجه شاه إيران الراحل، إن النظام الإيراني هو المسؤول عن الوضع المأساوي الحالي بالبلاد.
ونشرت بهلوي رسالة علَّقت فيها على حادثتي إضرام المواطن جهانكير آزادي النار بنفسه أمام مؤسسة شهداء كرمانشاه (غربي إيران)، وانتحار عمران روشني مقدم، العامل في منشأة نفطية بمدينة الحويزة (جنوب غربي إيران)، بسبب عدم تسلم راتبه، وحمّلت النظام المسؤولية عن وضع صار فيه “المواطنون يفضلون الموت على طريقة العيش هذه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *