منذ الخليقة وتعليم أبينا آدم الأسماء كلها تفضيلاً عن سائر ماخلق، وتوالي الأحداث الكونية بقدراته، فسبحانه بأن لا علم لنا إلا ماعلمنا ، إن كرامة الإنسان وحقوقه وضمان أن يعيش موفور الحال بسلام وأمان بعد توحيد الله كانت رسالات رسله وأنبيائه ، وقد حملت القوانين والأنظمة فيما بعد لدول ومجتمعات مضامين تلك الكرامة والحقوق للإنسانية ،
ومن هذا المنطلق إلى الأحداث الراهنة في العالم وضجيج الحقوق المسلوبة ، والحريات المنتهكة ، كان لزاماً من منطلق عقدي وأمانة وإخلاص نحو ما ننعم به في وطننا المملكة العربية السعودية من حقوق تؤدى وواجبات مناطة ضمنت وكفلت لنا العيش بإباء تدفع بهذه الشعب الكريم في الرخاء للبناء، وعند الشدة ببذل الأرواح فداء ، الوقوف معها بتمعن واستبسال في كافة المراحل والأحداث ،لتعود بنا الذاكرة بفخر لما نعيشه الآن بما أخذه المؤسس لهذا الكيان العظيم- طيب الله ثراه – والذي ننعم به في عهدنا المبارك بقيادة مولاي سلمان – أيّده الله- وسمو سيدي ولي العهد الأمين – حفظهما الله- قيام دولة موحِدة موحَدة توالت عهود ملوكها بما قامت عليه بالعدل بين الشعب والعالم، فحين يؤطر لرجال الدول وبناء الأوطان يستحضر في جمعه الأممي كلمة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه حين قال :-“إن لكم علينا حقوقاً ولنا عليكم حقوق،
فمن حقوقكم علينا النصح لكم في الباطن والظاهر، واحترام دمائكم وأعراضكم وأموالكم الا بحق الشريعة، وحقنا عليكم المناصحة، والمسلم مرآة أخيه، فمن رأى منكم منكراً في أمر دينه أو دنياه فليناصحنا فيه، فإن كان في الدين فالمرجع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن في أمر الدنيا فالعدل مبذول إن شاء الله للجميع على السواء” وهذا القول المبرهن بالفعل كان قبل تأسيس منظمة حقوق الإنسان فتؤخذ قبساً لملوك بعده أدوا الأمانة بتفانٍ لرقي شعبهم،بتعليم مجانٍ وصحة مجانية،وإدارات تنفيذية لرفع المظالم ، وأداء الحقوق ،
وجهات متابعة للأحوال بكف يضرب عدلاً لكل من تسول له نفسه مساساً بالنيل بأمن وطن أو الترويع للآمنين ، ويد من عطاء تغدق إحساناً ،ليعيش الإنسان السعودي مرفوع الهام ، تحت ظل قيادة ارتضت شرع الإسلام ،يقوم حكمها على العدل والمساواة والشورى ، بأبواب مشرعة للجميع ، ولم تقتصر الرعاية على الوطن بل امتدت إلى الأنحاء في أرجاء المعمورة مد يد العون والمساعدة بشواهد صرحي هيئة حقوق الإنسان ومركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني، وجهان لعملة الإحسان بنك تجارة رابحة مع الله لا تسك إلا في مملكة سلمان التي تحتضن كرامة الانسان ،
ومع هذه الأزمة وكافة الأزمات أظهرت معها قيادة مولاي سلمان وسمو سيدي ولي العهد مواقف خالدة قل نظيرها في الاهتمام بالإنسان على ثرى الوطن المعطاء مواطنيه ومقيميه ، وامتدت إلى الدول الشقيقة والصديقة ، هذه السيرة النيرة والمسيرة المشرفة يجب علينا من منازلنا ومساجدنا ومدارسنا وجامعاتنا ووزاراتنا أن نتلقنها بقلوب واعية، وآذان صاغية ، وألسن صادقة ، ونفوس مشرئبة ، قد ارتوت فخراً بكرامات الوطن المقدس ثرى وسماء ، هواء وماء ، واتحدت تحت لواء قيادة العدل والكرامة يربو عليها من في المهد ، حتى يوارى اللحد ، وتأتي أجيال وأجيال لتظل السعودية شامخة تتسامى ، فتخلد كياناً لا يضام ولا يرام حتى يرث الله الأرض ومن عليها.