لست مع أو ضد مشاهير العالم الافتراضي الذين دخلوا حياتنا وتزايد عددهم كثيراً في الآونة الأخيرة، ودون النظر في الفئة العمرية التي تقوم بالدور في ذلك العالم، وهل يلائم ما تقدمه للمتلقي على الجانب الآخر من الشاشة، وبصرف النظر عن المحتوى الذي يقدمونه سواءً كان هذا المحتوى ذا فائدة أو لا فائدة منه، إلا أنني أقف حائرة عندما ألاحظ اختفاء الكثير منهم خلال الثلاثة أشهر الماضية، لدرجة أنك قد تعتقد أن تلك الحسابات قد أقفلت إما للتقبيل أو لعدم وجود ما يمكن أن يقال، ولم يبق منهم إلا من كان يعتمد في محتواه على معلومات وأفكار تساهم في تحقيق قيمة حقيقية للمجتمع.
بصفتي واحدة من المتلقين الذين ينظرون في تلك الشاشة لساعات ليست قليلة من اليوم، وأملك نفس الحرية التي يتمتع بها كل مشاهد في اختيار ما يملأ فكره من مشاهير التواصل الاجتماعي، ولي كل الحق في أن أمرر اصبعي وانتقل إلى صفحة أخرى أو حساب آخر إذا لم يناسبني الأمر، إلا أنني أتحسر أحياناً على تلك الساعات التي كنت أقضيها كغالبية الناس في عصرنا الحالي وما أخذته من اهتمامي وكيف أنها صرفتني عن جهات أخرى لم أكن أراها جيداً، أو لعله الحدث ” أقصد ظهور الجائحة” هو ما جعلني أركز جيداً فيما أحاول ملء فراغي به، مما جعلني أتنبه أن هناك مشاهير من نوع مختلف، يظهرون ويملؤون عالمنا بالقيّم والمفيد، ربما لم نتعرف على هذا النوع من المشاهير..
لانه لم يقصد الشهرة بدافع الظهور الإعلامي فقط، بل كانت هناك أسباب أقوى جعلتهم يقفون أمام كاميرا البرامج والأحداث، من المؤكد ستصبح أسماؤهم عالقة في أذهاننا وأيضاً لن ننسى ما تعلمناه منهم، لست أقصد بحديثي هذا فقط من حفظنا أسماءهم من أبطال الصحة مثل صديق المشاهدين في الفترة الحالية الدكتور محمد العبدالعالي بوقاره ومنطقيته، أو الطبيب نزار باهبري وهو يطل على مشاهديه بابتسامة تفاؤل جميلة، بل أيضا مقدمي البرامج في قنواتنا التلفزيونية الذين أصبحنا نعرفهم وننتظر ظهورهم، وهنا أخص بالذكر مقدم برنامج الراصد الأستاذ عبدالله الغنمي، حقيقة.. إن برنامجه يجسد المعنى الحقيقي لعنوانه، وما يجعل منه برنامجا مميزا هو تنوعه في اشباع رغبات المشاهدين بمختلف فئاتهم ومختلف تفضيلاتهم، فإن كنت ممن يبحث عن البرامج التي تهتم بالقضايا في مجتمعنا فلن تجد برنامجاً أكثر شمولاً لكل ما ترغب في معرفته فيها.
هذا هو أحد مشاهير الواقع الحقيقي ومثله كثيرون، عرفناهم عندما طرقنا الأبواب الصحيحة لمعرفة ما حولنا وتعرفنا على عالمنا كما هو وكما نتمنى أن يكون عليه.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid