الدوري الألماني لكرة القدم يعود، وتعود معه حياة كرة القدم مرة أخرى.. جولة تليها جولة، ويقترب من نهايته. الجميع يتابع بشغف حتى غير المتابعين لكرة القدم، ليس حبا في كرة القدم ولا للدوري الألماني، ولكن لمعرفة كيف يكون الوضع الرياضي بعد ” كورونا”.
عودة الألمان للكرة شجعت دول الجوار وغيرها لعودة منافساتها المحلية؛ ليعلن الإنجليز والإسبان وغيرهم عودة مؤرخة لبطولاتهم مع وضع الاحترازات المهمة لتفادي العودة من الصفر وإيقاف الأنشطة.
ليس المهم عودة المنافسة، ولكن الأهم هو الحفاظ على صحة البشر. وزارة الرياضة واتحادنا السعودي لكرة القدم حددوا شهر أغسطس المقبل موعدا مقترحا لعودة المنافسة، وحددوا معايير مشددة للعودة، ووضعت نصب أعينها النجاح الكبير الذي قدمته مؤسسات الدولة المختلفة في مواجهة هذا الوباء والوصول بوطننا الغالي إلى بر الأمان، وأنه لن يتخذوا القرار النهائي للعودة إلا بمشاورة الجهات المختصة بهذا الشأن وأيضا متى ما حافظنا نحن الشعب على جميع المكتسبات وتعاملنا وفق الاحترازات التي وضعتها وزارة الصحة مع وضعنا الجديد بعد فك الحظر الجزئي أو الكلي مستقبلا..
حكومتنا الرشيدة، حفظها الله، بذلت الغالي والنفيس؛ من أجل صحة الإنسان، سواء مواطن أو مقيم أو مخالف لنظم الإقامة، وقدمت التضحيات الكثيرة للمحافظة عليهم، فكان لزاماً علينا تكملة المشوار عندما رُميت الكرة في ملعبنا لنثبت للجميع بأننا شعب واع وراق قادر على الوقوف جنباً إلى جنب مع حكومتنا التي تجاوزت الصعب وضحت بالكثير، من أجل أن تقدم ” أنت ” السهل، وهو المحافظة على صحتك فقط من خلال الالتزام بالتعليمات واتباع الاحترازات ،،
صحيح أن الغالبية العظمي ترغب في عودة الحياة الرياضية والاستمتاع بها، ولكن يجب أن نعلم أن ” صحة الانسان ” أولا وأخيرا؛ لذلك نتمنى من اتحادنا أن يكون صارماً في المعايير، محاسبا في التقصير، وأن يوجه جميع الأندية الرياضية بأن تكون شديدة الحرص في تنفيذ التعليمات والإجراءات الاحترازية سواء عند عودة التدريبات أو حتى عند عودة المنافسة، أو داخل منشأتها، وأن يحاسب كل من يقصر في هذا الأمر، وإن وصل الأمر إلى الحسم من النقاط أو غرامات مالية كبيرة تفرض على الأندية أو أفراد.
فمن غير المنطق ولا المقبول إطلاقا أن نترك للمستهترين وعديمي المسؤولية، أن يتحكموا في صحتنا ، كما يجب على اتحادنا أن يفكر جدياً في إلغاء عودة المنافسة إذا لم يكن هناك التزام واضح من جميع المنسوبين للوسط الرياضي والجماهير بالتعليمات والاحترازات إذا لزم الأمر ” فصحتنا أهم ” ووعينا ورقينا هو المعيار الحقيقي للعودة .
ولكن لابد عند اتخاذ قرار الإلغاء أن يكون اتحادنا واضحا وشفافا وأن يبين كل الأسباب التي أدت لهذا الإجراء والتوصيات المقترحة لهذا الموسم والموسم المقبل وأن لا يهضم حق الفرق التي اجتهدت خلال المرحلة الماضية، وقدمت الكثير حتى وصلت لما وصلت له.
بقعة ضوء
الجميع شركاء فعلينا الالتزام …
@atif_alahmadi
