اجتماعية مقالات الكتاب

وعينا هو صمام الأمان

بتوجيهات حكيمة ومباشرة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – تمَّ اتخاذ إجراءات احترازية غير مسبوقة لمواجهة تفشي جائحة كورونا، وتوفير أقصى درجات الرعاية والحماية للمواطنين والمقيمين فوق أرض هذه البلاد المباركة، وقد أسهمت هذه الإجراءات – بعد عون الله وتوفيقه – في نجاح الجهود المبذولة للحد من انتشار المرض، ومن الآثار الإيجابية لذلك أن نسبة الوفيات في المملكة العربية السعودية كانت ولله الحمد والمنة أقل من نصف في المئة، وهي بذلك أقل نسبة بين مجموعة دول العشرين.

والحق أنَّ ما تحقق من نجاحات في مواجهة الفيروس يأتي امتدادًا للعناية الفائقة التي يلقاها المواطنون والمقيمون في مملكتنا الحبيبة من لدن قيادتنا الحكيمة على كافة الأصعدة وفي كافة المجالات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وكان لتوفير الدعم اللازم، والمواد الغذائية والتموينية، والمستلزمات الصحية والطبية وغيرها من الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها في تناغمٍ مُحكم وتنظيمٍ بالغِ الدقة، أبلغ الأثر في تراجع الوباء ولله الحمد، وانخفاض أعداد الإصابات المعلن عنها يوميًّا؛ ومن ثمَّ اتخذت الجهات المعنية قرارًا بتخفيف الإجراءات الاحترازية المشددة، ورفع حظر التجول جزئيًّا، وإتاحة الحركة والتنقل خلال وقت رفع الحظر، وعودة الأعمال في القطاعين الحكومي والخاص بشكل حذر ، تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً خلال الأسابيع القادمة بإذن الله تعالى.

وهنا يأتي دور المواطن والمقيم، فالتعويل الآن على توافر الوعي الكافي لدى الجميع، فالجائحة لم تنحسر بعد، والمخاطر ما تزال محدقة بالبشر في كل دول العالم، فالفيروس ما زال نشطًا، والمرض يستشري في كثير من الدول، ولم تتوصل البشرية بعدُ إلى لقاحٍ له، ورغم أن عدد المتعافين قد تجاوز عدد المصابين في الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن استمرار هذه المؤشرات الإيجابية رهنٌ بالتزامنا جميعًا بسبل الوقاية، فرفع الحظر جزئيًّا لا يعني أن الخطر قد زال نهائيًّا، إنما يعني أن الثقة موجودة في قدرة المجتمع على حماية نفسه من تفشي الجائحة.

في الحقيقة أن وعينا هو صمام الأمان لنا؛ لذا ينبغي أن نبتعد عن التزاحم، ونحرص على البقاء في البيوت ما لم تكن الحاجة ماسة للخروج، ويجب أن ندرك أن انتشار الفيروس سريعٌ بين الناس، وجزءٌ من المصابين لا تظهر عليهم أيةُ أعراض؛ ونظرًا لعدم التوصل إلى لقاح للفيروس أو علاج للمرض – حتى الآن – فنحن مضطرون للتعايش مع المرض لأشهر وذلك باتباع سُبُل الوقاية والحماية الذاتية، وتلقي الرعاية الصحية إذا لزم الأمر، ويقول بعض المختصين: إننا أمام احتمال مواجهة موجة جديدة من الإصابات إن لم يلتزم الناس بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، والالتزام بالتباعد الاجتماعي قدر الإمكان، وإلا فلا مناص من العودة إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة مرة ثانية كما فعلت كوريا الجنوبية.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا الحبيبة، وأن يُديم عليها الأمن والأمان والصحة والعافية، وأن يرفع عنا وعن العالم أجمع هذا الوباء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
Osailanim@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *