متابعات

رفع المنع تدريجيا يعزز مسؤولية المجتمع في تطويق كورونا

جدة ـ ياسر بن يوسف

أكد مختصون لـ”البلاد” أن الرفع التدريجي لمنع التجول يتطلب المزيد من تفاعل المجتمع والوعي بأهمية التقيد بالاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية لأن جائحة كورونا مازالت مستمرة في كل انحاء العالم. وشددوا على أهمية ارتداء الكمامة القماشية عند الخروج للتسوق أو الصلاة إذ تسهم في تجنب التعرض الفيروسات.

التفاعل مع التدابير الوقائية
وقالوا في تصريحات لـ “البلاد ” إن الدولة حريصة على سلامة المواطنين والمقيمين وأنها تبذل جهودا خارقة بكافة الآليات من اجل احتواء الفيروس وعلى هذا الاساس يتوجب على الجميع التحلي بالمسؤولية من اجل تطويق هذه الجائحة العالمية والوصول الى بر الأمان بتضافر الجميع .


وفي هذا السياق دعا استاذ واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا، أفراد المجتمع بالتفاعل ايجاباً مع قرار رفع المنع تدريجياً وعدم التساهل بالتدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وقال إن الجهود التي بذلتها المملكة لمواجهة الجائحة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي كبيرة يشار لها بالبنان ، فما زال دور المواطن والمقيم كبيراً الآن للتعامل مع هذا الحدث الاستثنائي وخصوصاً أن تحديات المرض مازالت إلى الآن قائمة ، مما يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد في المجتمع.
ولفت الى أن تفاعل المجتمع كان كبيراً وملموساً في المرحلة الأولى إذ أنه أكتسب خلال هذه المرحلة الكثير من التجارب والدروس الصحية في كيفية الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

تحديات المرحلة
وأكد الأغا أن تفهم المجتمع بتحديات المرحلة كان له أبلغ الأثر في التخفيف من الآثار المترتبة على هذه الجائحة فالتزامه بكل توجيهات الدولة تجسيد على وعيه ودوره في التصدي لهذا الوباء العالمي الذي لم تتوقف آثاره على دولة محددة بل شمل جغرافية العالم وفي كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية ، ولكن بتعاونه وتفهمه لتحديات المرحلة أسهم في انعكاسات نتائج ايجابية ولله الحمد ، فكل ما هو المرجو المزيد من التعاون والتقيد بالوعي والمسؤلية الإجتماعية.
وخلص إلى القول إن المجتمع نجح وبجدارة في التعامل مع كورونا في المرحلة الأولى سواء عبر العزل المنزلي أو التباعد الاجتماعي ، وجاء الآن دوره في التعامل الحذر وعدم الاندفاع أو الاستهتار بالإجراءات الوقائية.

تفاعل إيجابي
اما استاذ الصحة العامة واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق خوجة فيقول: بفضل الله وبجهود الجميع وتعاون أفراد المجتمع استطعنا تجاوز الكثير من تداعيات كورونا مما أسهم في انجاح المرحلة الاولى من الخطة الوقائية، مبيناً أن المرحلة الثانية ما بعد رفع الحظر التدريجي تتطلب المزيد من تفاعل المجتمع بعدم التساهل أو اغفال الجوانب التوعوية الصحية ، مما يعزز كل الجهود المبذولة في انهاء أزمة كورونا نهائياً.
وأكد أن تعاون وتفهم المجتمع بأهمية تطبيق كل الاشتراطات الصحية يمنع أية ثغرات للفيروس من التواجد في المجتمع إذ أن الفيروس مازال موجوداً ولم يختف نهائياً ، وبإذن الله وبتعاون الجميع واستمرار تضافر الجهود سننجح في القضاء نهائياً على الفيروس الشرس وإعلان بلادنا الغالية خلوها من كورونا.

الوعي ومسؤولية المجتمع
من جانبه يقول استشاري طب الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين إن رفع منع التجول تدريجياً يعني المزيد من الالتزام والوعي والمسؤولية ، إذ إن الالتزام بالتدابير الاحترازية وتطبيق الاشتراطات الصحية يعزز كل الجهود المبذولة لمحاصرة كورونا.
والمح الى ان خطورة الفيروس مازالت قائمة على المستوى العالمي والحل الوحيد هو أن نلتزم اجتماعياً ، فالدولة بذلت ومازالت تبذل الكثير لمحاصرة الفيروس ، ومن هنا يقع على عاتقنا ان نعزز كل الجهود السابقة ولا نترك أي ثغرة يتغلل من خلالها الفيروس .
واكد انه عند الخروج لاي موقع لابد من إرتداء الكمامة حتى لو كانت قماشية وتعقيم اليدين وعدم ملامسة الأسطح الخارجية ، مع ضرورة مراعاة الاطفال في تطبيق الاشتراطات الصحية.

مرحلة وقائية
وفي السياق يقول استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالمنعم الشيخ ، إن تخفيف إجراءات الحجر الصحي التي أعلن عنها لا يعني تجاهل الإشتراطات الصحية ، إذ إن استمرار ارتداء الكمامة عند الخروج والتباعد الاجتماعي يعزز الجهود المبذولة لتطويق الفيروس .داعيا إلى تجنب كل ما يعيق الجهود المبذولة لمواجهة كورونا ، والالتزام الوقائي عند التوجه للمساجد والمحال التجارية لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة اتباع التوصيات الوقائية للأطفال والكبار إذ أن هذه المرحلة من أهم المراحل في تطويق ومحاصرة الفيروس.

حرية التنقل
وكانت وزارة الداخلية قد اعلنت عن خطة من 3 مراحل تهدف من خلالها إلى رفع المنع المفروض داخل المملكة لمنع تفشي فيروس كورونا ، إذ قررت تغيير أوقات منع التجول الجزئي وعودة بعض النشاطات، حيث سمحت بالتجول في جميع مناطق المملكة، فيما عدا مدينة مكة المكرمة، ليصبح من الساعة السادسة صباحًا حتى الثالثة مساءً، وكذلك سمحت بالتنقل بين المناطق والمدن بالسيارة الخاصة أثناء فترة عدم منع التجول.

وفي المرحلة الثانية من الخطة، قررت المملكة ابتداءً من اليوم الأحد ، السماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في مساجد المملكة، ما عدا المساجد في مدينة مكة المكرمة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، واستمرار إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المسجد الحرام وفق الإجراءات الصحية والاحترازية المعمول بها حاليًا.
كما قررت رفع تعليق الحضور للوزارات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وفق الضوابط التي تضعها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

إضافة الى ما سبق قررت رفع الحظر عن الرحلات الجوية الداخلية ابتداءً من الأحد 31 مايو، أي في المرحلة الثانية من الخطة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة التي تحددها الهيئة العامة للطيران المدني بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة، ورفع تعليق السفر بين المناطق بوسائل المواصلات المختلفة.
وفي المرحلة الثالثة من خطة المملكة العربية السعودية، قررت ابتداءً من يوم الأحد 21 يونيو، إعادة الحياة الطبيعية في جميع مناطق المملكة ومدنها إلى ما قبل فترة إجراءات منع التجول – فيما عدا مدينة مكة المكرمة – مع الالتزام التام بالتعليمات الصحية الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وقد أبقت السعودية منع العمرة والزيارة، والرحلات الدولية حتى إشعار آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *