البلاد – رضا سلامة
استعادت بيروت أجواء الحراك الشعبي اللبناني الذي انطلق في 17 أكتوبر الماضي رفضا لفساد الطبقة السياسية وهيمنة “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، على مفاصل الدولة، إذ توافد عشرات المتظاهرين، أمس (السبت)، إلى مركز “قصر العدل” في العاصمة بيروت ضمن وقفة احتجاجية تطالب بسحب سلاح “حزب الله” وحصره بيد الدولة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “لا للسلاح غير الشرعي والدويلة داخل الدولة”، وسط إجراءات أمنية مشددة من الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانيين، فيما وضعت عناصر الأمن حواجز حديدية في وسط الطريق للفصل بين المحتجين الذين رفعوا شعار تطبيق القرار الأممي 1959، الذي ينص على عدم وجود ميليشيات مسلحة على الأراضي اللبنانية ويدعو لسحب سلاحها وحصره بيد مؤسسات الدولة الرسمية، بينما تدافع مناصرون قبل القوى الأمنية لمنع حصول أي اشتباكات أو اعتداءات، كما حصل في السابق.
وتؤشر تظاهرة “قصر العدل”، أمس، إلى موجة جديدة من الاحتجاجات امتدادا لحراك “أكتوبر”، الذي طالب بتنحي السلطة الحاكمة، والرافض لسياسات حكومة “حزب الله”.
وفي سياق فضح الممارسات الإجرامية لـ”حزب الله” وعناصره خارج لبنان، ومنها أنشطة غسل الأموال وتهريب المخدرات، صادقت المحكمة العليا في قبرص على أمر بتسليم رجل يُشتبه بأنه عضو في “حزب الله” إلى الولايات المتحدة، حيث سيمثُل أمام المحكمة في قضيّة غسل أموال متحصلة من تهريب المخدرات.
وبعد 4 أعوام على فتح قضيته في ولاية فلوريدا الأمريكية، قررت المحكمة العليا في قبرص تسليم المشتبه به المعروف فقط باسم دياب إلى السلطات الأمريكية لاستكمال إجراءات محاكمته هناك، فيما أشارت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية إلى أن المحكمة العليا رفضت طلب استئناف قرار قضائي سابق صدَرَ في سبتمبر الماضي يقضي بتسليم المشتبه به إلى أمريكا، وأمرت بأن يبقى رهن الاحتجاز إلى حين تسليمه.
والمشتبه به مطلوب من سلطات ولاية فلوريدا الأمريكية بسبب شبهات بعمليات غسل أموال تعود إلى أكتوبر 2016، وتفيد وثائق طلب التسليم بأن الرجل يواجه تهما عدة تتعلق بغسل أموال والتآمر بهدف غسل أموال، وقالت المحكمة إن المشتبه به – بصفته عضوا في “حزب الله” اللبناني الذي تعتبره الولايات المتحدة ودول عديدة حول العالم منظّمة إرهابية – تآمرَ مع أفراد في عام 2014 لغسل أموال مصدرها تهريب مخدرات.
يشار إلى أن باسم دياب اعتقل في مارس 2019 في مطار لارنكا بقبرص، لدى وصوله من لبنان، وألقت الشرطة القبض عليه بعد اكتشافها أن هناك مذكرة اعتقال أمريكية بحقه.