الرياضة

45 يوماً لإعادة التأهيل البدني والفني للاعبين

حائل – خالد الحامد

أكد عدد من مدربي اللياقة البدنية، أنه عندما يتوقف اللاعب عن أداء التمارين الرياضية بشكل منتظم، يفقد الجهاز العضلي والجهاز العصبي جزءا من التحمل والتكيف الموجود لديهما خلال فترة التمارين المستمرة في الفتره الماضية .. وقد يكون من الصعب نوعا ما على اللاعبين المحافظة على نفس الفورمة والرتم والمستوى اللياقي قبل التوقف.


” البلاد” استطلعت آراء عدد من مدربي اللياقة حول عودة اللاعبين إلى مستواهم اللياقي، والمدة الزمنية المطلوبة لذلك، بعدما حددت رابطة دوري المحترفين أغسطس المقبل موعداً مبدئياً لاستئناف دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، بعد إيقاف المسابقة في شهر مارس الماضي لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

العودة إلى التدريبات
في البداية، قال الدكتور والمدرب الوطني منصور الصويان، أستاذ التدريب الرياضي المساعد بجامعة الملك سعود، أن آلية عودة اللاعبين تعتمد على الفترة الزمنية بين السماح بالتدريبات الجماعية في الأندية، وتاريخ بداية المنافسة من جديد وعلى ضوء هذه الفترة الزمنية يمكن للمدربين وضع البرنامج اللياقي المناسب وعند عودة اللاعبين إلى ملاعب التدريب؛ تحضيرا لاستئناف الدوري ، فسيكون الأمر مثل الموسم التمهيدي الصغير ، مع عمل تكييف لإعادة مستويات اللياقة البدنية الخاصة، ومن ثم يعود التدريب أكثر اعتيادية ، مع رفع مستوى الشدة وخفض مستوى حجم التدريب وتُدرج تدريبات التكتيك والأخذ بعين الاعتبار عمليات الاستشفاء وتدريبات الوقاية من الإصابات، التي سوف تعاني منها الفرق عند استئناف المنافسة.


وعن الخطوات التي ستتخذها الأجهزة الفنية ؟ قال الصويان : على الأجهزة الفنية اتخاذ أعلى معايير السلامة من أجل المحافظة على عدم انتشار أو انتقال الفيروس وذلك من خلال الكشف على اللاعبين عن طريق الجهاز الطبي والتأكد من خلوهم من الفيروس ومن ثم وضع بعض التعليمات التي تساعد على التباعد الاجتماعي وجعل التدريبات على النمط الفردي وتقليل التواصل والاحتكاك المباشر بين اللاعبين ، كما أنه من المؤكد أن الأجهزة الفنية ستقوم بالتقييم البدني وعمل بعض الاختبارات البدنية والوظيفية التي يمكن من خلالها معرفة المستوى اللياقي أو الحالة البدنية للاعبين والتي على ضوئها يمكن وضع البرنامج التدريبي للمرحلة القادمة.

تطوير اللياقة التنفسية
وأوصى الصويان قائلا: وفقاَ للمتغيرات والمؤشرات المتوفرة من المهم خلال فترة العودة تطوير مستوى اللياقة القلبية التنفسية لتوسيع القاعدة التي سيتم عليها العمل البدني والفسيولوجي خلال الفترة القصيرة اللاحقة؛ لذا من الأفضل استخدام التدريب المتقطع عالي الشدة بواقع 3-4 جلسات في الأسبوع مع حجم 15-20 دقيقة للجلسة .

كما يمكن تطوير القدرات الحركية الواقعية مثل القدرة العضلية بتدريبات محددة (الحجل ، القفز والارتقاء ، المنعطفات ، تغييرات في الاتجاه…) وما إلى ذلك.


بالإضافة إلى ذلك ، من الضروري إدخال تمارين التحكم في الكرة لتقليل فقدان الإحساس والسيطرة على الكرة، والتحكم الحركي المحدد بالكرة.

كما أنه من الضروري أيضاً إدخال تدريبات القوة العضلية لدعم قوة وصلابة الجهاز الهيكلي مثل الأوتار والأربطة والتي ربما تأثرت بالتوقف عن ممارسة تدريبات كرة القدم الواقعية، وتحتاج إلى تدريبات خاصة مع العودة للوقاية من الإصابة، ولمساعدة الجسم في التكيف مع التدريبات والمنافسة..
واختتم الصويان بالتشديد على الحرص على تدريبات الإطالة العضلية المتحركة خلال التدريب والثابتة في نهاية الجلسات التدريبية وذلك لتسريع عمليات الاستشفاء وزيادة تكيف الجسم مع متطلبات الأداء.


كما أنه من المهم أن يركز اللاعبون على تتناول المشروبات كالماء والعصيرات الطازجة والمشروبات الرياضية من أجل تعويض المفقود من السوائل خاصةً في بداية فترات العودة وكذلك تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة التدريجي والخروج من فترة الصيام.

برنامج لياقي لكل لاعب
من جانبه، قال مدرب اللياقة للمنتخب السعودي للناشئين الوطني عبدالله المهيدب: عندما يتوقف اللاعب عن التمارين الرياضية ، كحال اللاعبين في هذه الفتره يتأثر جسم اللاعب خاصة مع زيادة المدة، ونتيجة التوقف عن التمارين يفقد الجهاز العضلي والجهاز العصبي جزءا من التحمل والتكيف الموجود لديهما .

وكذلك ممكن فقد القوة العضلية بعد ترك التمرين، حتى أنها ممكن أن تنخفض بشكل ملحوظ بعد أسبوعين فقط من ترك التمارين، وكذلك تظهر على اللاعب علامات الخمول والكسل، وتزيد مستويات الكربوهيدرات والدهون في الجسم، مع انخفاض معدلات الأيض لديه بعد ابتعاده عن التمارين .

وقال المهيدب ، قد يكون من الصعب نوعا ما على اللاعبين المحافظة على المستوى اللياقي قبل التوقف،
ولكن في الغالب ( خاصه في دوري المحترفين ) يقوم مدربو اللياقة بوضع برنامج لياقي لكل اللاعبين وبعض البرامج الخاصة ( حسب الحاجة ) ويكون هناك تنسيق بين اللاعبين ومدرب اللياقة والجهاز الطبي في الفريق لمتابعة اللاعبين وتطبيقهم للبرنامج اللياقي والغذائي في فترة التوقف، وتنتقل المسوؤلية بعد ذلك الى اللاعب نفسه في العمل بالبرنامج الموضوع له من قبل مدرب اللياقة والجهاز الطبي والمحافظة على البرنامج اليومي (بالتدريب والتغذية الجيدة والنوم لمدة 8 ساعات يوميا) والابتعاد عن السهر ،
ولكن الصعوبة تكمن في فورمة المباريات التي لايستطيع اللاعب الوصول لها في مثل هذه الظروف ، حتى مع تأديته للتمارين والبرنامج الموضوع له، ولذلك من وجهة نظري يجب أن تكون عودة اللاعبين للتمارين الجماعية قبل شهر أو شهر ونصف من لعب أول مباراة لهم بعد التوقف ..
التدريبات المنزلية
أما مشاري الصيرم المدرب السابق بالمنتخب السعودي ومدرب فريق نادي الرياض، فقال: من وجهة نظري الخاصة أنه إذا لم يحدد تاريخ العودة الأكيد في تاريخ 20 أغسطس فإن الجهاز الفني لأي فريق يصعب عليه وضع برنامج مؤكد للدوري
بينما بإمكان مدرب اللياقة متابعة اللاعبين في الفترة الحالية حتى ولو كانت تمارين في المنزل، بوضع تدريبات تحافظ على لياقة اللاعبين بدرجة معقولة، وعدم إعطاء اللاعب الحرية لأداء التمارين التي قد تكون ضارة له ويعطي مدرب اللياقة التوجيهات والتمارين أسبوعياً التي يقوم بها اللاعب بالمنزل ومقياس وزنه وفي حال تقرر وقت العودة بإمكان مدرب اللياقة وضع خطة تدريجية للتصاعد بمستوى اللياقة للاعبين .

عدة بدائل
وأضاف الصيرم : يجب على الجهاز الفني وضع أكثر من خطة ووضع البرنامج الذي يناسب جميع الظروف والمتغيرات التي قد تحدث في حال استئناف المسابقة في 20 أغسطس او تغييره، والتجهيز من قبل مدرب اللياقة وطبيب الفريق والمتخصص بالتغذية لوضع الاختبارات من قبل مدرب اللياقة في البداية وأخذ الأوزان من قبل أخصائي التغذية ومتابعتهم حتى في الفترة الحالية والتواصل معهم لتلاشي ارتفاع الأوازن لدى بعض اللاعبين وكذلك متابعة الدكتور لجاهزية وسلامة اللاعبين لأنها تعد أصعب مرحلة يمر فيها الفريق وهي التجهيز الكامل للاعب لياقياً وصحياً.

وأوصي الصيرم، اللاعبين بالنوم الكافي الذي لايقل عن 8 ساعات وكذلك بالتغذية الصحية والتنسيق مع أخصائي التغذية في الأندية وكذلك عدم إجراء اي تمرين إلا تحت اشراف مدرب اللياقة،ـ وكذلك متابعة المباريات السابقة بالدوري لكي تكون مصدرا للتحفيز والتصحيح من قبل اللاعب.

وأضاف: على بعض اللاعبين الذين لايستطيعون التواصل مع المشرفين على الفريق لياقياً وذلك لعدم إمكانية التواصل معهم ، أوصيهم بالاستعانة بمدربي لياقة، والاستعانة بهم لأخذ بعض النصائح عن تدريباتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *