جدة – البلاد
حاصرت المملكة مداخل فيروس كورونا المستجد من كل الجهات ولم تترك له مجالا للتوغل أكثر في المجتمع عبر سلسلة إجراءات محكمة مثلت “قبضة حديدية” التفت حول عنق الفيروس المستجد، وخنقته في مراكز تفشيه، المتمثلة في الأحياء المغلقة، ومناطق تجمع العمالة، ما سهل على السلطات الصحية حصر الإصابات ومعالجتها على وجه السرعة، بإمكانات لم تتوفر لدول كبرى، تفوقت عليها المملكة بحكمة القرارات، ودقة التنفيذ، وبعد نظر بالتحوط للأسوأ قبل وقوعه. منظومة متكاملة من الأعمال التي نفذتها المملكة في سبيل إيقاف انتشار كورونا المستجد، عبر كادر صحي مؤهل، عرف كيف يضرب “كوفيد” في مقتل، فجاب الأحياء عبر الفحص النشط، الذي والفحوصات المخبرية التي أكد مساعد وزير الصحة، المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور محمد العبدالعالي، أنها وصلت إلى ما يفوق الـ600 ألف فحص، أسهمت في الكشف عن العديد من الحالات، في تأكيد على أن المنظمة الصحية في المملكة تعمل بكفاءة عالية.
عمل وزارة الصحة الميداني، عززه العمل الإلكتروني الفعال في الحد من انتشار الفيروس المستجد، إذ أطلقت العديد من المنصات للتوعية بمخاطر “كوفيد”، من بينها منصات متخصصة أطلقها أمس (الخميس)، المجلس الصحي السعودي، ممثلا بالمركز الوطني للمعلومات الصحية، لتوفير خدمات تفاعلية شاملة عن فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى خريطة تفاعلية لمتابعة أعداد وحالات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم، فضلا عن “مساعد ذكي” للرد على الاستفسارات بلغات دولية مختلفة. وقال الأمين العام للمجلس الصحي السعودي الدكتور نهار بن مزكي العازمي، أن إطلاق المجلس لعدد من المنصات الإلكترونية التفاعلية الشاملة والتطبيقات التي تتعلق بفيروس كورونا المستجد، يأتي امتدادا للإجراءات الوقائية والجهود التكاملية التي تبذلها الجهات الحكومية في المملكة على الأصعدة كافة، وذلك للتعامل مع هذه الجائحة واحتواء آثارها وتداعياتها. ولم ينفصل المجتمع عن تحركات الصحة، بل أكمل دائرة “خنق كوفيد”، بالتطوع، حيث استقلت منصة التطوع الصحي، التي أطلقتها وزارة الصحة أكثر من 163894 متطوعا من المواطنين والمقيمين، سواء من الصحيين أو غير الصحيين، للمساهمة في إيقاف تمدد فيروس كورونا، إذ تربط المنصة بين الفرص التطوعية ورغبات المتطوعين المتزايدة بشكل مستمر، ما يسهم في مشاركة مجتمعية فعالة للقضاء على خطر “كوفيد”.