الدولية

غضب عراقي ضد التدخل الإيراني

البلاد – وكالات

شهدت الساحة العراقية خلال الساعات الماضية حالة غضب كبرى تجاه النظام الإيراني، مع مطالبة للمرشد الأعلى خامنئي بوقف تدخلاته في العراق، بعد يوم على إعلانه أن الولايات المتحدة ستهزم في العراق وسوريا، زاعما أن المليشيات الإيرانية ستنتصر على أرض العراق ودول المنطقة، والتي اسماها زورا “محور الممانعة”.
وأطلق عدد من الناشطين العراقيين على وسائل التواصل الاجتماعي، وسم “إلزم حدودك خامنئي”، مذكرين بمحطات شهدتها التظاهرات في العراق منذ انطلاقتها في أكتوبر الماضي مطالبة بوقف التدخلات الإيرانية في البلاد، كما أعاد بعض العراقيين مشاركة فيديوهات تظهر حرق العلم الإيراني خلال الاحتجاجات في عدد من المدن العراقية، فضلا عن حرق القنصلية الإيرانية، وشارك إعلاميون وصحافيون في الحملة منتقدين التدخلات الإيرانية في العراق عبر بعض المليشيات العميلة.

وامتدت موجة السخط العراقي على إيران عقب تعليق المليشيات التابعة لها صورة كبيرة في بغداد تجمع “الخوميني وخامنئي وسليماني وأبو مهدي المهندس”، استعدادا على ما يبدو للاحتفال بمناسبة سنوية تنظمها طهران تتاجر عبرها بالقضية الفلسطينية تحت عنوان “يوم القدس”، في محاولة لخداع الشعوب بالادعاء الكاذب بمساندتها للقضية الفلسطينية، رغم أن كل حروبها وإرهابها كانا موجهين ضد العرب، ولم يسقط لها جنديا إيرانيا واحدا دفاعا عن فلسطين.

ومنذ انطلاق التظاهرات العراقية في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، طالب المحتجون بوقف التدخلات الإيرانية في البلاد، وعمدوا إلى حرق صور للخوميني وخامنئي والعلم الإيراني أكثر من مرة في دلالة على سخطهم من التدخلات الخارجية في البلاد، بينما تحاول إيران دائما اتخاذ العراق ساحة لحروبها ومليشياتها غير مكترثة لمصالح الدولة والشعب العراقي، بدليل إسقاطها صاروخ كاتيوشا في محيط السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد أمس، في هجوم يعد الـ28 من نوعه خلال 7 أشهر ضد المصالح الأمريكية، في بلد تشكّلت فيه أخيرا حكومة وصفت بأنها قادرة على تحسين العلاقات مع واشنطن وتخفيف التوتر في العراق.

وعلى غرار الهجمات السابقة ضد المصالح الأمريكية في العراق، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن القصف الصاروخي، لكن الولايات المتحدة وتقارير موثقة من داخل العراق وخارجها تنسب هذه الهجمات إلى المليشيات العراقية الموالية لإيران، بناء على تصريحات خامنئي، التي قال فيها الأحد، إن الولايات المتحدة ستُطرد من العراق وسوريا، ما يعزز وقوف إيران ومليشياتها وراء الهجمات المتكررة على المصالح الأمريكية.
وفي محاولة لإخفاء معالم جريمة إغراق المهاجرين الأفغان، عادت إيران لـ”نظرية المؤامرة” مجددا، حيث زعمت الشرطة الإيرانية أن الحادثة مجرد “قصة صنعتها أمريكا” من أجل إحداث فتنة بين البلدين.
وقال نائب قائد الشرطة الإيرانية، قاسم رضائي، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، أمس، إن غرق المهاجرين الأفغان على الحدود الإيرانية مطلع الشهر الحالي “فتنة” من الأمريكيين ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية خارج إيران، قائلاً:”هذه القضية هي إحدى الفتن التي خلقتها أمريكا وغرستها في شعب أفغانستان”، ما يؤكد أن إيران تنوي عدم الاعتراف بارتكاب الجريمة البشعة كحالها مع جرائم أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *