في أيام الحجر (الصحي المنزلي) بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم في وقت قصير فأصبح ضحاياه بين موتى ومصابين وحاملين له.. في هذا الظرف العالمي العصيب، لزمت منزلي.
فكان افضل مكان امكث فيه مكتبتي.. فأخذت استعرض عناوين كتبها، واستمع إلى الأخبار في قنواتنا التلفزيونية الحكومية والأهلي إضافة لبعض القنوات الأخرى التي اعتقد بصدق وواقعية طرحها أو على الأقل لم تؤسس من أجل بث الكذب والكراهية ومحاربة النجاح.
في هذا الظرف شدني الكتب التي تتحدث عن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية وللمؤسس الملك عبدالعزيز (رحمه الله) فوجدت تركيزاً على أحداث المعارك والاتفاقيات وضم بعض الأجزاء دون ذكر للجوانب الأكثر حدوثاً أثناء التأسيس – إنسانية، تعليمية، اقتصادية، اجتماعية، وغيرها – ولكثرة وقت الفراغ في الحجر الصحي جمعت بين تاريخ بلادي العريق وحاضرها المشرف فكنت متابعاً ايضاً لما تقدمه قيادتنا من بذل سخي وجهود محلية، عربية، إسلامية بل عالمياً منذ بدايات ظهور الوباء بطريقة هادئة ومتدرجة.
حقيقة لم استغرب ما تقوم به بلادنا بتوجيهات من القيادة – فقد عهدنا منها ذلك – فتذكرت المؤسس والتأسيس ورجعت بي الذاكرة إلى التاريخ من بعد العهد النبوي الشريف وإلى عهد قريب، لم أجد دولة أو حكماً كان قائماً ثم انتهى وعاد ثانية.. ناهيك عن عودة ثالثة، إلا الحكم السعودي في جزيرة العرب، ثم تذكرت سببين لعودة هذا الحكم وال سعود بشكل خاص، أولهما إرادة الله سبحانه وتعالى. وثانيهما رغبة السواد الأعظم من أبناء جزيرة العرب في عودة الحكم وهؤلاء الحكام من ال سعودي للمرة الثالثة بعد انتهاء دولتهم الأول والثانية، فلولا ذلك لما تمكن الملك عبدالعزيز من تحقيق طموحه واستعادة حق ومجد ابائه وأجداده ولما اقام دولة تتربع على معظم جزيرة العرب.. إسلامية عربية سعودية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، منهجها عدم التدخل في شؤون الدول وعدم السماح لأي دولة التدخل في شؤونها، وهمها الأول الإنسان وأخذت بكل جديد ومفيد، ومن أسسها سبق عصره بمراحل من حيث الفكر والتخطيط والتنفيذ.
رحل الملك عبدالعزيز إلى جوار ربه، وترك مملكة وأمجاداً تسلمها من بعده أبناؤه الملوك،( سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبدالله) رحمهم الله، فقام كل منهم خير قيام بما توفر من إمكانيات وما حوله من ظروف.
وصل الأمر إلى الملك سلمان ، خادم الحرمين الشريفين رجل الثقافة والتاريخ مستشار الملوك، من جعل من عاصمتنا أرقى مدن العالم، ففي عهده – يحفظه الله- الحزم والعزم والتصحيح ومكافحة الفساد وتقنين العمل الخيري والاهتمام بالشأن الداخلي والخارجي والارتقاء بالدولة إلى مصاف الدول المتطورة والمؤثرة عالمياً وحفظ حقوق الإنسان والنهوض بكافة مناطق البلاد بشكل متساوي.
في ظرف الحجر استشهد فقط بأربعة أحداث مفاجئة عشناها ولا نزال، تعاملت معها المملكة العربية السعودية تعاملاً مميزاً أثمر عنه نجاح منقطع النظير شهد بذلك العالم كله، أولها ترؤس المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين الأقوى اقتصادياً وتأثيراً في العالم في دورتها العشرين، وثانيهما.. جائحة كورونا وما تلاها من أحداث صحية واقتصادية وتغيرات لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وثالثها.. التعامل المباشر والشامل مع التقنية الحديثة والمتطورة في الشأن العالمي بعقد جلسة مختلفة على المستوى الوزاري، وقد اجادت بلادنا في توحيد الرأي والاجماع على التعاون المشترك لمجموعة العشرين.. رابعاً التعامل المتقن والشامل للتقنية والتواصل غير المباشر في جميع الأعمال داخل البلاد وفي جميع المجالات أولها مجلس الوزراء ثم الشورى والخارجية والداخلية والتعليم والصحة والإدارات الحكومية والأهلية الأخرى وما له من علاقة بتسهيل شؤون المواطنين طوال فترة الوباء..
هذه بلادنا – مملكة .. المجد والبناء – حرسها الله-.