الدول عبر تاريخها ومختلف جغرافيتها ووفق تنظيمها الإداري قيادة ومسؤولين وشعوبا، تعيش فترات نهضة وتنمية ، لكنها ليست بمنأى أنْ تكون عرضة لظروف تؤجل خططها أو تؤخر تنميتها ،إما ناتج عوامل طبيعية أو بشرية ، ولكن القيادة الرائدة في مفهومها كما أوردها جورج تابون بأنها (لا تخطط ثم تحاول التغيير مع تغير الظروف ، بل عليها أن تجعل خططها تتوافق وتنسجم مع الظروف).
مع هذه التوطئة يندفع التفكير بعمق والحديث بروية لن تُمل لحقيقة أزلية على هذه الأرض الطاهرة بحكامها الأجلاء، ومسؤوليها الأكفاء ، وشعبها الوفي تاريخياً ، وجغرافياً ، بلا مزايدات ولا استثناءات يثبتون في كل مرة تفردهم ،كيف لا؟
وتحكيمهم القرآن الكريم ، وبين أظهرهم ثرى ضم سيد الثقلين، لا يُذكر التاريخ في المشارق والمغارب إلا ولهم فيه موقعه، ولا يُتحدث عن الجغرافيا إلا وكانت أرضهم جذب الناظر على الكون ، فمنذ مئة وثمانية عشر عاماً في شتاء يناير وعباءة الشرف تحيك بردة السعودي وحدة بأخوة ، وتتدرع بدرع الحق قوة ، وعلى المساحة الشاسعة أعاد السعوديون للعروبة والإسلام بريق ضوئه ، وأمطرت أرضهم الخير فكأنها السماء لتجعل من خيراتها للإنسان سبيلاً للرقي ، حين تفجرت سحائب أرضها قبل ثمانية عقود بدمامها، لم يعرف السعودي الدعة واستئثار النعم فبعد عقد من هذا ، حضر السعودي بهُويته لأمته إن اشتكى منها عضو تداعى لها كله بالنجدة والنصرة ، فيحضر السعودي باذلاً الروح في فلسطين سبيل الشهادة.
ويظل السعودي بيد تبني وبأخرى تذود وتحمي باذلاً روحه الغالية لوطنه الأغلى وتذود وحراك العالم وتياراته تتلاطم ، قد يُقنت روحه نهجاً ربانياً ، وهديًا نبوياً بعهد ووعد هي بيعة لحكم جمع شتات الأرض فصانها ، فروي من أرضها وجوداً متفردًا عن سائر تلك الانتماءات التي تصنعها شعل الفتن والثورات وصناديق التحيزات ، وينطلق في تحدٍ آخر ليس مجرد الوجود الذي ينُاضل به الأدعياء، بل لاتخاذ القرار ، والنفوذ بحق وعدل حتى لو شُلت كل أصقاع الأرض وكان السعودي سبباً فالخيمة قصره ، واللبن والتمر والماء ألذ زاده في سبيل الحق والعدل ، ويحلق الوجود السعودي إنسانية لمن سالم ، وخصماً شريفاً في كل أحواله ، وتدور رحى الظروف ، والسعودي نحو المستقبل الذي ترسمه قيادته فخلال تسعين عاماً ، لم يكن هم السعودي مؤتمرات ومؤامرات أو إسقاط أو تنصيب فشريعته محجة بيضاء ببيعة في الأعناق ، ولم يتابع منحنيات الاقتصاد فهو الآمن سرب المتوكل على ربه ، قيادته في كل هذا ثابتة راسخة برؤاها ورؤيتها عاش جده في كتائب جيشها الموحِّد ، واستظل أبيه راياتها الخضراء ، فلأجل الأرض الأغلى السعودي يأبى أنّ تضام أو تُرام ، تلك المواقف التي يجسدها السعودي ملحمية في كافة صورها تستدعي المشاعر أن تقف بإجلالية بهذه الصورة كي لا يبهتها الأعداء ، أو تؤخذ في قوالب المُسَّفهة ممن فقدوا أوطانهم ، وخانوا عهودهم ، وتآمروا حتى على أخوانهم ، فنكتبها بتبر المحابر بأن السعودي بعون الله ثم بحكمة قيادته عنوان الوطنية
وشاهد عيانها حقب من الطموح المتحقق ، ومن الصمود بشموخ لا ينال ولا يُطال ، ومع الأزمة العاصفة قد خاض السعودي قبلها غمار العواصف في شاسع الصحاري ودون شاهق القمم بشمم وقيم ، واللحظة الآن يخوض حرباً تتجلى فيه معاني الإيثار والتضحية السعودية الأصيلة بظل قيادة حكيمة جعلته في المقام الأول اهتماماً ورعاية وعوناً لها من أجل الوطن الأغلى يضرب فيه السعودي مع الوطنية درساً خالداً خلود أرضه بعلو همة نحو القمة ملجماً الأفواه بأفعاله برُقيه المعهود وبتكاتف الجهود فهو يعلم ويعمل لعلو وطن نحو وضَّاء المعالي، واكزاً أفواه سقط المتاع المهولة المؤولة من يَرَوْن كل يوم نجاحاً فيزدادوا نباحاً لهوان أمرهم ،فيسطر السعوديون الأقوى في الوطن الأغلى للقيادة العليا نموذجاً من الإخلاص الصادق ، والعزم الواثق بالسمع والطاعة فمن لم يتعلم السمع والطاعة لن يستطيع القيادة ،هكذا مع قيادة لهذا العهد الفاخر بامتداد عهود سبقت آمن السعودي بأن القيادة ليست لحظات معيشة ، بل ترك مصابيح تضيء لمن بعدنا في هذا الوطن فيدوم العيش بوطن هو الأغلى ، وبخلاصة الكلام مسك القصيد بوطن العز حقيقة يعيها كل سعودي فلا تضيره خوالف الظروف قد سطرها الأمير بدر بن عبدالمحسن بقوله :-
وحناّ ورثنا العز عظم وغظاريف
لا ماورثنا العز تاج وقطيفة
فدمت ياأغلى وطن بظل أعظم إمام ملك وولي عهد أمين ، وشعب وفي مخلص،،.