الإقتصاد

 أسواق النفط تتجه نحو الاستقرار

القاهرة – محمد عمر

أكد اقتصاديون أهمية التنسيق السعودي الروسي لتعزيز استقرار أسواق النفط العالمية ، مشيرين إلى نتائج محادثات الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك في إطار مشاوراتهما المستمرة ، وحرص البلدين على تسريع إعادة التوازن للأسعار ودعم الجهود التي يبذلها المنتجون من أنحاء العالم الذين بادروا بشكل طوعي إلى تعديل كميات إنتاجهم، انطلاقاً من إحساسهم بالمسؤولية المشتركة.
في البداية أشار الدكتور علي عباس أستاذ الاقتصاد إلى أن جائحة كورونا أدت إلى ركود عالمي في حركة التجارة والصناعة على المستوى العالمى وسط توقعات بانخفاض معدل النمو العالمي ليس هذا فحسب، بل امتد الأمر مع تطبيق إجراءات احترازية إلى غلق العديد من المصانع والمتاجر وتوقف الحركة الاقتصادية والتجارية، و التى انعكست بالفعل على أسعار النفط التى انخفضت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة حتى في حالات الحروب والمجاعات.

وأضاف أنه ومع قيام بعض الدول بتخفيف الإجراءات الاحترازية وفك الحظر المفروض على أنشطتها علاوة على تبدد المخاوف من تخزين النفط، بدأت تلوح في الأفق بادرة أمل للتحسن القريب في أسعار النفط مع توقعات بعودة الحياة التجارية والصناعية تدريجيا لسابق عهدها ، لافتا إلى أن الجهود السعودية الروسية توافقت على تحقيق اتفاق (أوبك بلس ) وماتوصل اليه من تخفيض قياسي لتخفيف تخمة المعروض والوصول إلى السعر العادل وتعويض الخسائر التي تكبدتها تلك الدول في الفترة الأخيرة.

وأكد أن الوصول إلى استقرار الأسواق والسعر العادل، يتطلب ضرورة التعاون المشترك وتنسيق العمل بين الدول بهدف تحقيق الاستقرار في أسعار النفط العالمية وتخفيض الآثار السلبية لتقلبات النفط على الاقتصاد العالمي، وفي هذا الصدد أكد تحالف ( اوبك + )خفض إنتاج النفط بواقع ١٠ ملايين برميل يوميا اعتبارا من اول مايو ٢٠٢٠ لمدة شهرين، ثم إلى ٨ ملايين برميل يوميا حتى ديسمبر ٢٠٢٠، ثم إلى ٦ ملايين برميل يوميا اعتبارا من يناير ٢٠٢١ حتى أبريل ٢٠٢٢ ، بهدف تحسين اسعار النفط والعودة بالأسعار إلى ما قبل أزمة كورونا.

نجاح سياسة المملكة
من جهته قال هشام قنديل المستشار الاقتصادى أن المملكة منذ وقت مبكر، عملت من أجل التوصل إلى اتفاق بين منظمة أوبك وروسيا لخفض الإنتاج من أجل المحافظة على استقرار السوق النفطية.
وأضاف أن اتفاق “أوبك بلس” ليس نجاحا لسياسة المملكة النفطية فحسب، لكنه أيضاً نجاح سعودي متعدد الأصعدة، ولقد كان الدور الكبير الذى قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله – في التشاور مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتذليل كل المصاعب للرجوع إلى الإجماع الدولي، كان ذلك بمثابة الدافع الأكبر لصنع إنجاز جدير بالدول التي تقود طاقة العالم.

وأشار إلى أن استقرار الأسعار يعود بالنفع ليس فقط لاقتصاديات الدول المنتجة إنما للاقتصاد العالمي ، ويسمح للدول أن تخطط للمستقبل عن طريق إنشاء وتوسيع صناديق الثروة، ويساعد على أن تكون شركات النفط الدولية قادرة على اتخاذ وجهة نظر أكثر أمناً حول استثماراتها، داعمةً مشاريع طويلة الأجل في تطوير البنية التحتية وإنتاج الطاقة، ومن شأن ذلك أن يزيل المضاربة من السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *