متابعات

استثمار الوقت بالهوايات المفيدة

جدة – ياسر بن يوسف – تصوير: خالد بن مرضاح

دعا عدد من المختصين الى استثمار الوقت في المفيد خصوصا في العزل المنزلي إذ أن ذلك ينعكس ايجاباً ويشجع على ادارة الوقت بشكل ايجابي. واكدوا إن ممارسة الهوايات المحببة يساعد في التغلب على اوقات الفراغ ويعزز وينمي القدرات وخصوصا عند الاطفال ، كما دعوا إلى ضرورة تعلم الهوايات المفيدة حتى تكون عادة وتترسخ في ذهن الانسان طيلة حياته مشيرين الى أن الحجر المنزلي ليس بعبعا على الاطلاق كما يعتقد البعض.

في البداية تقول الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، لا شك انه مع العزل المنزلي وحظر التجول يوجد مساحات كبيرة من الوقت ، وقد يشعر الفرد من الفراغ ، مبينة انه يمكن ادارة واستثمار الوقت ايجابا في مختلف الانشطة من خلال وضع برنامج يومي متجدد لا يدخل الملل او يكرس الروتين بمعنى عدم تكرار البرنامج نفسه في اليوم التالي حتى لا يشعر الفرد بالملل.
واكدت إن هناك الكثير من البرامج التي يمكن الاستفادة منها عبر النت سواء للكبار او الصغار ، فمثلا للسيدات هناك برامج الطبيخ والفنون والرياضات وقراءة الكتب وغير ذلك من مختلف الأنشطة ، وللأطفال توجد برامج مختلفة للتعلم كاستغلال الوقت في حرف كاعادة التدوير للاغراض القديمة وبرامج الابتكارات والخياطة والتطريز ، وطبعاً كل هذه الامور تتجدد يوميًا.


إدارة الوقت
من جانبه يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، مع العزل المنزلي وحظر التجول هناك اهمية كبيرة لكل فرد في كيفية إدارة الوقت سواء في ممارسة الهوايات المحببة او ممارسة الانشطة .
واوضح إن إدارة الوقت تعني استثمار الوقت بشكل فعّال ومحاولة تقليص الوقت الضائع دون إنتاج أو فائدة، وبالتالي يتم رفع الإنتاجية خلال وقت العمل المحدد، فإدارة الوقت هو الاستخدام الأمثل للوقت وعدم هدره في غير المفيد.

ونصح الحامد افراد المجتمع بضرورة تجديد البرنامج اليومي بوضع خطة يومية للاعمال والمهام والانشطة التي يجب القيام بها مع تخصيص اوقات للترفيه والراحة حتى لا يشعر الفرد بالاحباط النفسي ، فحقيقة الأمر إنه يوجد الكثير من الانشطة التي يمكن تنفيذها ولكن اعتاد الفرد على قضاء ساعات دون إدارة صحيحة للوقت .

برامج عديدة
ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة مع الرأي السابق ويقول: يتوقف استثمار الوقت على الفرد نفسه في كيفية إعداد برامج مخططة حتى لو كان في العزل المنزلي ، فهناك الكثير من الانشطة الترفيهية المختلفة التي يمكن القيام بها في المنزل ، ولكن المهم هو إدارة الوقت إيجابًا.
ولفت إلى ان الأطفال بحاجة الى من يساعدهم في ادارة الوقت في المفيد وعدم اضاعته في غير المفيد إذ إنهم يقضون ساعات طويلة على أجهزة الجوال والكمبيوتر ، وهذا يشكل مخاطر عديدة على صحتهم.
ونوه الدكتور باناعمة ان شغل وقت الفراغ يعد من الأمور المفيدة من وسائل زيادة طاقة الفرد وحماسه وإبداعه والشعور بالإنجاز، ولهذا من الضروري أن تستغل وقت الفراغ بشكل فعال من أجل التغلب على السلبيات والشعور إيجابًا بانه شخص مُنتج.
الطاقة الايجابية
وتقول اخصائية علم النفس الدكتورة نورة علي ، إن ممارسة الهوايات هي من أكثر الأشياء التي تتمتع بقدرة عالية على منحنا الطاقة الإيجابية وتخليصنا من كل الطاقة والأفكار السلبية، لذا فإن استثمار الوقت في البرامج المخططة يساعدنا على تجنب الشعور بالملل.
واضافت” عدم استغلال وقت الفراغ الطويل بامور ايجابية، سوف ينقلب الموضوع كله سلبيا، لانه قد يدفع الكثير من أفراد المجتمع إلى إضاعته في غير المفيد ، لذا يجب استغلال وقت الفراغ بامور تعود بالفائدة على الانسان بان يخلق لنفسه برنامجا ليملأ وقت فراغه في امور نافعة، حتى لا ينقلب وقت الفراغ الى نقمة بدلا من ان يكون نعمه.

واكدت إن استغلال وقت الفراغ ينبع في البداية من داخل الشخص نفسه فلا يمكن لشخص ما أن يقوم باستغلال وقت فراغه على الإطلاق من دون أن يكون الدافع نابعا من نفسه للقيام بهذا الأمر مع وجود قوة الإرادة من أجل القيام بذلك، فليس من الضروري الاستسلام إلى التكنولوجيا وإضاعة وقت الفراغ في أمور غير مفيدة فمن المهم جداً إيجاد الأمر الأهم بالنسبة للفرد والذي من الممكن أن يشغل فيه وقت فراغه سواء أكان ذلك هواية معينة كالرياضة أو القراءة أو الحاسوب فبالإمكان أن يستغل وقت فراغه من أجل تطوير هذه الموهبة أو المهارة ومن أجل صقلها.

تنمية المهارات
وفي السياق يقول الاخصائي الاجتماعي طلال الناشري، لاشك اننا تعلمنا الكثير من جائحة كورونا وخصوصًا في استثمار الوقت في البرامج المفيدة ، وفي العزل المنزلي نقضي حاليًا اوقاتنا ، وبالطبع هناك الكثير من المهام التي يمكن القيام بها والاستفادة المثلى من الوقت وعدم هدره في غير المفيد.
وأشار إلى إن وقت الفراغ إذا لم يحسن استخدامه فان الفرد سيشعر بالملل والاكتئاب، مما يجعله يسيء إلى الوقت، فالعمل الإيجابي هو ما ينقذ الإنسان من الاكتئاب والملل ويملأ فراغه.

ونوه إنه يمكن الاستفادة من الوقت وفقًا للاتي: استثمار وقت الفراغ فى قراءة بعض الكتب،
واكتساب معلومات ومعارف فى خدمة الناس والمجتمع والدين ، التعرف وإيجاد فنون التعامل مع الاخرين، يمكن أن يستغل الوقت فى القيام بالأعمال المنزلية ، ممارسة الأنشطة الرياضية، الاطلاع على البرامج المفيدة في النت ، تعزيز التواصل الاجتماعي مع الاصدقاء، مشاهدة الافلام الوثائقية.

برامج للاطفال
وتقول اخصائية الاطفال الدكتورة خلود سامح، إن هناك تطبيقات في الهواتف الذكية قد تساعد على تقديم دعم كامل وبرامج تنمية لمهارات الأطفال الاجتماعية والمعرفية، فكل أنواع التطبيقات المختلفة المخصصة للأطفال في أعمار مختلفة لها دور كبير في تنشئة الطفل ومساعدته في برنامجه اليومي.
وألمحت إلى إن التكنولوجيا اصبحت عنصرا أساسيا في حياة الجميع الآن، فلا يوجد طفل لا يجلس أمام الشاشات ساعات طويلة ولا يمكننا حرمانه منها، ولكن يجب فقط تقنينه والبحث عن وسائل تعليمية مفيدة يقضي فيها الطفل أوقات فراغه.
وأكدت إن استقلال الطفل بذاته وأن يصبح له اهتماماته بشكل مستقل عن أبويه واعتماده على نفسه يعزز ثقته بنفسه، ويمكن اكتساب ذلك من خلال تعلم أنشطة جديدة، تنمي شخصيته وتعزز قدراته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *