رياضة مقالات الكتاب

سامي…” أزعجتهم “

التنافس الإعلامي والجماهيري بين الأندية خارج الميدان جميل في مجمله إذا كان بعيدا عن الإسقاطات والخروج عن النسق الأخلاقي والأدبي.. فمن حق الهلاليين التفاخر بنجومهم وإنجازاتهم وبطولاتهم، وكذلك نفس الحق ينطبق على جميع الأندية.

فالآراء مكفولة ومن حق الجميع التحدث طالما داخل الإطار الأخلاقي والذوق العام.لا أعلم لماذا تكون ردة الفعل أقوى وأكثر من الفعل نفسه. فسامي الجابر كالمعتاد” أزعج ” الجميع في ظهوره الإعلامي مع المتألق” المديفر” في برنامجه ” الليوان “، أزعج وأشعل كل مواقع التواصل الاجتماعي وجعل الجميع ” يسنتر ” على جوالاتهم بين أخذ وعطاء؛ ليثبت أنه نجم على غير العادة، سواء أثناء تواجده داخل المستطيل الأخضر، أو بعد خروجه منه، فهذا والله هو ” الذكاء بعينه “.

نختلف أو نتفق مع ماقاله سامي الجابر في محتوى حواره، فهذا وارد ولكن لا يمكن إنكار أنه صاحب نجومية فذة وذكاء فطري، فلو كان لاعبا عاديا مثلا أو أنه لا يملك التاريخ الطويل المرصع بالبطولات والإنجازات، فمن المستحيل أن نجد هذا ” الإزعاج ” من خصومه، وهذا ” الإمتاع ” من محبيه. فسامي الجابر، وخلال أربع وعشرين ساعة فقط، أجبر الجميع على استعادة تاريخه وبطولاته ومشاركاته العالمية سواء مع المنتخب أو ناديه الهلال من خلال بحث مفصل ودقيق ليتم تناقله في مواقع التواصل الاجتماعي. والأكثر من ذلك أنه جعل كل مواقع التواصل ” زرقاء ” تتحدث عن الهلال ونجومه، فذكاء سامي جعل المنافسين يستمتعون ببطولات الهلال ويستذكرونها ويحللونها ويتذكروا تاريخها ويتناقلون مقاطعها؛ من أجل أن يقولوا فقط أن سامي لم يسجل .. فجعلهم بين أمرين؛ أحلاهما مر ” متابعة سامي ” أو مشاهدة بطولات الهلال “.

فذكاء سامي جعل ليلة اللقاء وما بعدها ” فرح لمحبيه ” وهم يشاهدون المنافسين يتغنون بنجوم الهلال الآخرين؛ من أجل الإسقاط على سامي فقط . فذكاء سامي أرسلهم إلى المنظومة ” الهلالية ” ليخبرهم ويعلق في أذهانهم أن ” الهلال ” وكل ما فيه مختلف وأن جميع من مروا عليه في خدمته. نعم ” سامي ” عرف كيف تدار الحوارات الإعلامية، وعرف كيف يجعلها في صفه، وعرف كيف ” يزعج المنافسين ” وكيف يفرح المحبين، وجعل الجميع ينبهر من عمل المنظومة الهلالية، وكيفية عملها التراكمي، وآلية تحقيق البطولات. كما أوضح كيف تعزز الإيجابيات، وكيف تتجمل السلبيات وتكون ذات تأثير سلبي لا يذكر في مسيرة الهلال، وبيّن أن الخلافات والاختلافات تصب في صالح ” الهلال”.

أثق تماما، أن هذا اللقاء لن يتوقف عند هذا الحد وسيظهر الكثير من التحركات؛ سواء من محبيه سامي للتباهي به، أو من منافسيه للوقوف عند بعض عباراته لإسقاطه بها. ولكن في النهاية لابد من الاعتراف بأن سامي ” مختلف “.
@atif_alahmadi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *