العالم يركض وبسرعة لإعادة بث الروح في الاقتصاد والحياة الاجتماعية على السواء .. ولكنه يدرك ان في تسرعه وركضه هذا ربما تكون الكارثة لهجمة اخرى مضادة للفيروس اكثر شراسة تودي بحياة البشر بنسب عالية لا قدر الله .. لذلك ارى ان على قطاع الاعمال والنظم الاجتماعية ان تستعد للانتقال الى المرحلة التالية للحظر الكلي وهي الانفتاح التدريجي بوعي وذكاء وضبط ومراقبة شديدة للغاية.
لقد انهارت اقتصاديات بعض الدول وتوقفت عجلة الانتاج وتعطلت سلاسل الموردين وانهار الطلب علي السلع والخدمات وتفشت البطالة واصبحت وباءا مضاعفا. وسادت اجواء القلق خوفا من تداعيات الجائحة وتبقى المملكة الدولة الوحيدة في العالم التي قامت باجراءات لمواجهة التداعيات الاقتصادية وحثت العالم بصفتها رئيسا لدول مجموعة العشرين وبادرت في دعم القطاع الخاص وحافظت على وظائف السعوديين في الشركات والمؤسسات وتصدت لدفع رواتبهم .
لا مفر الان امام اقتصاديات العالم وقطاع الاعمال الا ان يعملا وبسرعة كي يتخطيا عوامل الزمن .. والاستعداد للمرحلة القادمة بثبات وقوة .. حيث هناك قطاعات تتطلب اعمالها وخدماتها اعادة صياغة كلية لممارسة نشاطاتها .. مثل البنوك وقطاع الطيران وخدمات الضيافة .. الخ.
امام قطاع الاعمال فرصة ذهبية هذه الايام ـ واقصد فترة الحجر والمكوث في المنازل ـ امامهم الوقت الكافي لاعادة صياغة استراتيجيات مؤسساته .. وان يحدد النموذج الجديد لاداء اعماله وذلك وفقا للمعطيات البيئية الجديدة.
والجانب الثاني بعد وضع استراتيجيات العودة .. يجب رسم خطة تفصيلية ذات اهداف محددة وواضحة وتوفير المتطلبات والامكانات لتحقيقها.
اما الجانب الثالث .. هو وضع السياسات التي تعزز قدرة الادارة علي التأقلم مع الاوضاع الجديدة .. وان تكون قادرة على تغيير جلدها وفق معطيات المناخ العام للاعمال والبيئة المحيطة للمجتمع .. وهذا يتطلب وضع تصور واضح لأولويات التطبيق والممارسة.
واخيرا .. تحديد الاستعدادات المطلوبة لتحقيق الاهداف وماهية الامكانات المتاحة داخل المنظمة او المنشأة وكيفية اعادة التأهيل لانطلاقة قوية للعمل .. ومن هذه التحديات وضع دليل للنظم والاجراءات الجديدة .. وتوفير متطلبات الوظيفة وفق طبيعة الاعمال .. وتحديد حقوق الامان والسلامة الصحية لكل العاملين .. واعادة تصميم البني التحتية الالكترونية والروبوتية لاداء الاعمال عن بعد .. وتاهيل الموظفين ذهنيا وبالمهارات الاحترافية لضمان جودة الاعمال.
ومن حسن الطالع اننا نعيش عصر المعلومات والتواصل التكنولوجي السريع .. وقد استغلت المملكة التقدم الذي تعيشه وابدعت في مواجهة الجائحة لذلك يجب على المنشآت ان ترصد المعلومات المستجدة وان تعيد نشرها على فرق العمل وجمهور المتعاملين مع المنشأة والمجتمع.
وباختصار شديد اقتصاد العالم في حاجة الى قبلة طويلة للحياة.