القاهرة – محمد عمر
لاتزال خفايا الانتهاكات الحوثية وجرائمهم تتكشف عبر المعتقلات اللاتي لاقين صنوفا من العذاب في زنازين الميليشيات، إذ تواصل الناشطة الحقوقية اليمنية سميرة الحوري المعتقلة السابقة في سجون الميليشيات الانقلابية، فضح ممارسات أذرع الملالي، مؤكدة علاقة شبكة قيادات الحوثيين المتورطة في الانتهاكات والتعذيب والفساد بإيران.
وقالت لـ “البلاد”، إن كثيرين من محترفي التعذب في السجون الحوثية تلقوا تدريبا على إيدي خبراء أمنيين بالحرس الثوري، منوهة إلى أن الشبكة الحوثية تتجسس على المنظمات الدولية والإغاثية وموظفي الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين وتحاول استدراجهم وابتزازهم، بعدما جندت عشرات الفتيات إجباريا باستغلال أوضاعهن الصعبة لهذا الغرض، لافتة إلى أن نشاط الشبكة الإجرامي لا يتوقف عند هولاء، بل يمتد لمحاولة الاستدراج والسيطرة على شخصيات سياسية وقبلية من خصوم وأنصار الميليشيات داخل وخارج اليمن. وقطعت الحوري أن، قيادي بجهاز الأمن القومي للقطاع الخارجي الحوثي – تحتفظ الصحيفة باسمه -، جند عناصر ضمنهم فتيات للتجسس على أنشطة المنظمات الدولية والإغاثية والإنسانية والموظفين التابعين للأمم المتحدة، ونجح بالفعل في تكوين ثروة طائلة عبر الإتاوات ووسائل أخرى، بعد أن جند عشرات الفتيات مستغلا حاجتهن لاستدراج خصوم الحوثيين، معتبرة أن القيادي وجه من وجوه الفساد والإرهاب، وأحد كبار المتورطين في جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات وأعمال لا أخلاقية.
تدريب على أيدي الحرس
أكدت الحوري أنه منذ أن سيطرت الميليشيات الحوثية على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، برزت العديد من الشخصيات الحوثية التي تدربت على أيدي الحرس الثوري الإيراني، وأوكلت إليهم مهمة قمع الشعب اليمني، لذلك ظهرت جرائم غريبة على تقاليد وأعراف المجتمع كاختطاف وتعذيب واغتصاب النساء، وتم أيضا إطلاق يدهم لممارسة كل أنواع الفساد الأخلاقي والمالي في ظل حماية مطلقة من المساءلة والحساب، مشيرة إلى أن هذه الشخصيات تدين بالولاء لمشغليهم الإيرانيين وينفذون أوامرهم بتخريب المجتمع قيميا واقتصاديا.
واعتبرت أن قيادي آخر بالأمن السياسي – تحتفظ باسمه – ضمن الأشخاص الذين يرتبطون بالمخابرات الإيرانية، وتعمل تحت إشرافه الكثير من العناصر الحوثية، التي تمارس أبشع أنواع التعذيب والتهديد والوعيد بحق المواطنين الأبرياء والمعارضين خاصة النساء، اللواتي يتم تلفيق التهم لهن بهدف تجنيدهن أو استغلالهن جنسيا وماديا، مؤكدة أن هذا القيادي من أبرز الشخصيات الحوثية المتورطة في جرائم اعتقالات وتعذيب وإرهاب وقمع لمعارضين وأبرياء ذكور وإناث، بعدما تلقى تدريبا من الاستخبارات الإيرانية، وهو القيادة الفعلية للأمن السياسي، بينما القائد الحالي للجهاز ماهو إلا صورة فقط.
نقل معلومات استخباراتية
وأضافت “يتولى (القائد الفعلي وليس الصوري) كل الملفات الداخلية في الأمن السياسي ولديه فريق اعتقال واقتحام منازل خاص به يضم متورطين في جرائم جنائية مختلفة وعناصر خاصة وزينبيات يتولين عمليات تفتيش المنازل وقمع وإرهاب اليمنيات، كما أنه يمتلك خط اتصال مباشرا وعلاقة قوية مع الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري، ونقل لهم نسخة من أرشيف الجهاز وما يحتويه معلومات استخبارية مهمة ومصادر ووثائق الأمن السياسي السرية، وقد عمل بتوجيهات إيرانية على تفعيل منظومة وأجهزة تجسس إيرانية في مبني المتحف الخاص بدار البشائر في التحرير، حصل عليها الحوثيين خلال قيادي بجهاز الأمن القومي”.
صفحة سوداء
وتعليقا على حديث الحوري، قال مسؤول التعاون الدولي بوزارة الإعلام اليمنية أكرم توفيق، إن اليمن لم يعرف تعديا على حقوق اليمنيات إلا في عهد ميليشيات الحوثي الإرهابية، منذ أن وطأت أقدامهم صنعاء منقلبين على القانون والدستور والأخلاق، ومنفذين لعشرات الجرائم يوميا.
وأضاف أن القادمين من الكهوف شيدوا لليمنيات سجونا للإخفاء القسري والتعذيب بدلا من بسط الأرض لمن تحت أقدامهن الجنة، ففي زمن الحوثي قتلت جهاد الأصبحي وأعدمت أصيلة الدودحي، واعتقلت وعذبت سميرة الحوري، وضربت آزال صالح وغيبت شيرين وهجّرت هاجر الشرفي، ومئات الماجدات من الأمهات والأخوات تذوقن صنوف الأذى والتنكيل من أبشع المخلوقات الطائشة أمام مرأى من العالم ومسمع.
وأشار توفيق إلى أن هذه العصابات تشوه صورة المرأة اليمنية من خلال فرض التجنيد والعسكرة والتحشيد المسلح للنساء، والتعدي على حرمة المدارس وإرغام الطالبات على المشاركة في فعالياتهم وتلغيم عقولهن في الجامعات والبيوت والمجالس النسوية، وصولًا لاقحامهن في ميدان الموت واقتحام منازل الخصوم وسرقتها، منبها إلى أننا نشهد اليوم حالة احتقان وغليان ورفض مجتمعي لممارسات الميليشيات الإجرامية، تبشر بأن سقوطها بات محتوما وستطوى صفحتها السوداء ومشروعها الإيراني من تاريخ اليمن للأبد.