توصل الباحثون أن فيروس كوفيد 19 لا يهاجم الجهاز التنفسي فحسب، بل يستهدف أيضا مناعة المريض، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بمرض مناعي نادر يعرف باسم غيلان باريه.
ويعد مرض غيلان باريه ، مرض مناعي نادر يحفز الجهاز المناعي على مهاجمة الأعصاب الطرفية، مسببا التهابا، وأحيانا تلفا في الطبقة المغلفة للألياف العصبية، وبالتالي لا تستطيع الأعصاب نقل الإرشادات العصبية إلى الدماغ، وهو ما يؤدي إلى ضعف في العضلات والشعور بتنميل في الأطراف، وقد يصل الأمر أحيانا إلى الإصابة بالشلل، وتعتبر الفئات المعرض للإصابة بهذا المرض النادر من الذكور البالغين.
ولم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى السبب وراء الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، ولكن كثيرا ما تكون مصاحبة لبعض أنواع من البكتيريا والأمراض المعدية مثل فيروس زيكا وعدوى الجهاز التنفسي أو الإنفلونزا، ومؤخرا كشف الباحثون حالات إصابة بمتلازمة غيلان باريه بين المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد بعد أيام أو أسابيع من أصابتهم بالفيروس القاتل.
وتظهر أعراض المرض في الأطراف ثم يمتد تأثيرها إلى الجزء الأوسط من الجسم ثم تهاجم الجسم بأكمله.
وتتمثل الأعراض في صعوبة في التحكم في عضلات الوجه، وخز في الذراعين والساقين، الشعور بضعف في عضلات الأطراف، صعوبة في البلع، صعوبة في التنفس، الشلل التام في بعض الحالات.
أما عن العلاج فيتطلب دخول المريض وحدة الرعاية المركزة لمتابعة معدل التنفس ونبضات القلب، ثم العلاج بالبلازما، حيث يقوم على إعطاء المريض الأجسام المضادة أو الجلوبولين المناعي عن طريق الوريد، وتبدأ هذه الخطوة بعد أسبوع أو 14 يوما من ظهور الأعراض.
أما عن فرص الشفاء فيتعافى 85% من المصابين في غضون 3 أسابيع من ظهور الأعراض، وقد يتعافي البعض في الحالات الشديدة في فترة أطول تتراوح من 6 أشهر إلى عام كامل.