متابعات

سفرة العزل المنزلي أسرع طريق للبدانة

 جدة ـ ياسر بن يوسف

حذر أطباء مختصون من الانعكاسات السلبية المترتبة عن الإسراف في تناول اطعمة الدهون والسعرات الحرارية في شهر رمضان الفضيل ، وخصوصًا أن الوضع هذا العام مختلف مع التواجد في العزل المنزلي ، إذ أنه متوقع زيادة استهلاك الأطعمة وكشفوا في تصريحات لــ(البلاد)، ان مخاوف زيادة الأوزان تزداد اكثر مع غياب ممارسة الرياضة اذ انه بسهولة سيكون الفرد اكثر عرضة لاكتساب بعض الكيلوجرامات، واضعين في الوقت نفسه “روشتات” لتجنب السمنة من الوجبات الرمضانية.


في البداية يحذر أستاذ واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا، مرضى السكري من كسر قاعدة الحمية والرياضة وعدم اتباع نصائح الأطباء، مبيناً ان ذلك قد يعرضهم لعدم توازن سكرم الدم.

ونصح البروفيسور الاغا مرضى السكري بضرورة اتباع السنة الكريمة بتأخير فترة السحور إلى ما قبل الفجر بقليل ، تناول كميات كافية من السوائل عند السحور ، عدم الإستمرار بالصيام إذا حدث هبوط في السكر في أي وقت خلال فترة الصيام حتى لو لم يتبق الا القليل لاذان المغرب ، إتباع الحمية الغذائية الموصوفة وضرورة التقيد بالكميات والمواعيد المحددة ، وعدد وجبات الطعام خلال فترة الصيام ، يجب الاتصال باخصائية التغذية للاستفسار عن نوعيات الأكل المفضلة تناولها وضرورة استعمال المريض جداول مبادلات الأغذية في اختيار مكونات أطباق طعامه المفضلة خلال شهر رمضان والتي سوف تقوم أخصائية التغذية بشرح ذلك ، عدم تناول المريض أطباق حلويات رمضان (شراب الفاكهة والعسل والمربيات والكيك والبسكويت)، لأنها تسبب ارتفاعاً شديداً في مستوى سكر الدم، والإقلال من تناول الأغذية المحمرة بالزيت، كالسمبوسة والمطبق وغيرها لارتفاع محتواها من السعرات الحرارية ويمكن تغيير طريقة تحضير هذه الوجبات باستخدام الفرن بدلا من القلي وكذلك اذا كان لابد من أخذ القليل من الحلوى فيزيد من جرعة الانسولين سريع المفعول حتى لايرتفع لديه السكر ويكثر من شرب الماء حتى لايتكون لديه حموضة الدم ، وضرورة احتفاظ المريض الذي يستخدم الأنسولين باستمرار، بقطع من الحلوى في جيبه بشكل دائم لكي يتناولها عند شعوره باعراض انخفاض سكر الدم وانهاء صيامه على الفور ، ابرة الجلوكاجون وهي الابرة المخصصة لزيادة منسوب السكر في الدم يجب ان تكون دائما متواجدة لكي لاقدر الله حدث اغماء بسبب هبوط السكر ان يستخدمها أهل المريض لانقاذ حياته.


الدهون والسعرات الحرارية
وتنصح استشارية التغذية العلاجية الدكتورة رويدا إدريس، جميع أفراد الأسرة بالحرص على عدم اكتساب كيلوجرامات جديدة في رمضان بسبب تناول اطعمة الدهون والسعرات الحرارية، اذ انه مع طبيعة الشهر الفضيل يزيد استهلاك الفرد المقليات والمعجنات.
واكدت الدكتورة رويدا ان هناك بعض الانعكاسات المترتبة على زيادة تناول وجبات الدهون والسعرات الحرارية وهي، ان الطعام المقلي يزيد من نسبة الكولسترول فى الدم ، يزيد من دهون البطن والخصر والأرداف ، يصعب على المعدة هضم الطعام المقلى وبالتالى يصعب استخلاص عناصره المفيدة، تنعدم فوائد الطعام المقلى من عناصر وفيتامينات بمجرد غليه فى الزيت ، زيادة فرص الإصابة بالسمنة الموضعية وانعدام توازن توزيع الدهون بالجسم ، وضعف المناعة وضعف وقاية الجسم من الأمراض. وشددت على ضرورة ممارسة الرياضة لكونها تساعد على محافظة الوزن وحرق الدهون.


ضبط الكلوسترول
ويتفق استشاري القلب والباحث العلمي المعروف الدكتور حسان شمسي مع الآراء السابقة فيقول: شهر رمضان فرصة للتخلص من الوزن الزائد وليس اضافة اعباء جديدة للجسم ، اذ ان الصوم يخلص الجسم من الشوائب والسموم.
واشار الى ان تناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث تلبك معوي، وعسر في الهضم، يظهر بعملية الانتفاخ والألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة ، بإضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم، وأهمها المخ.

ودعا إلى ضرورة الاستفادة من الصيام في ضبط الكوليسترول، لا ان يكون العكس في رفع مستواه في الجسم، إذ كشفت دراسة لمعرفة تأثير الصيام في النوع المفيد من دهون الدم ، وهو الكولسترول العالي الكثافة، وقد تمت الدراسة على 24 متطوعاً سليماً، وتبين أن الكولسترول المفيد قد ارتفع بنسبة 30% في نهاية شهر رمضان، كما نقص معدل الكولسترول الكلي بالنسبة إلى الكولسترول المفيد ومعدل الكولسترول الضار بالنسبة إلى الكولسترول المفيد ، ومن المعروف أنه كلما نقص هذان المعدلان كان أفضل للإنسان، وقل احتمال حدوث جلطة في القلب فالكولسترول المفيد يحمي الجسم من تصلب الشرايين، فيقوم بإزالة الكولسترول السيئ المتموضع على جدران الشرايين ويطرحه في الكبد ، لذا فان خير نصيحة هي تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.

نوعية الاكل
من جانبه يقول استشاري الباطنة الدكتور سعيد عبدالكريم، في رمضان للأسف يلاحظ ان وزن البعض يزيد اكثر من السابق رغم ان الأكل ربما لا يختلف عن الأيام السابقة ، والمشكلة تكمن في نوعية الأكل التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية ، وبالتالي إمكانية الإصابة بالدهون الثلاثية والكوليسترول.
وعن الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول قال: هما نوعان منفصلان من الدهون التي تنتشر في الدم، فالدهون الثلاثية تقوم بتخزين السعرات الحرارية غير المستخدمة، وتوفر الطاقة للجسم ، أما الكوليسترول فيستخدم لبناء الخلايا وبعض الهرمونات ، وتكون الوقاية منهما بالمحافظة على الوزن الصحي ممارسة النشاط البدني ، اتباع نظام غذائي صحي قليل السعرات الحرارية ، تجنب الأطعمة السكرية والمكررة ، تناول الأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء ، الإقلاع عن التدخين.


المقليات والأطفال
وينبه استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف من زيادة أوزان الأطفال في رمضان ويقول: في رمضان قد يندفع الأطفال الى تناول كميات كبيرة من وجبات الدهون والسعرات الحرارية مثل المقليات ، وفي الواقع ان تناولها بشكل مسرف يهدد صحتهم في اكتساب وزن إضافي اكثر ، وخصوصًا اذا أدركنا ان الأطفال في العزل المنزلي حاليا يقضون معظم وقتهم وراء الأجهزة.
وتابع ان اهم المخاطر الناتجة عن تناول الأطفال للمقليات بكثرة على المدى القريب والبعيد يتسبب في رفع مستوى الكوليسترول الضار في الدم، الأمر الذي يعمل على زيادة الترسبات الدهنية في الدم، وهذه الترسبات الدهنية تتراكم على جدار الأوعية الدموية فتضيق هذه الأوعية، وربما يحدث فيها انسداد ، مما يعمل على إعاقة تدفق الدم داخل الشرايين.
ونصح الدكتور الشريف أفراد المجتمع بضرورة ممارسة الرياضة مع العزل المنزلي في رمضان ، والحرص على تناول اطعمة صحية والابتعاد قدر الإمكان عن الدهون والسعرات الحرارية ، الإكثار من تناول الخضار والفواكه .
سلوكيات خاطئة
وحول اهم السلوكيات الغذائية الخاطئة في رمضان تقول استشارية التغذية نورة الغامدي :اهم السلوكيات الخاطئة في رمضان هي الإكثار من تناول اطعمة غير صحية مثل الوجبات السريعة لأنها مشبعة بالدهون، والكربوهيدرات غير الصحية، ومن المحتمل أن تحتوي على بعض المكونات الاصطناعية التي ترفع خطر الإصابة بالامراض السرطانية ، وأيضا الأطعمة المقلية اذ انها تحتوي على نسب عالية من الدهون والسعرات الحرارية ، وأيضا الإكثار من تناول
مشروبات الكافيين ومنها الشاي والقهوة بعد الإفطار مباشرة اذ ان هذه المشروبات الغازية تحفز فقدان الماء بشكل أسرع من الجسم ، والأفضل تناول الماء والعصارات الطازجة.
وشددت على ضرورة ممارسة الرياضة في العزل المنزلي لفوائدها الكثيرة منها المحافظة على الوزن الطبيعي ، تجنب الإصابة بالأمراض، تقوية العضلات، حرق السعرات والدهون .


عادات سيئة
من جانبه ذكر استشاري الامراض الباطنية وأمراض الدم والاورام الدكتور عبدالرحيم قاري السبب الرئيسي في زيادة أوزان بعض الأشخاص في رمضان رغم صيامهم وامتناعهم عن تناول الطعام لفترات طويلة.
وأوضح قاري إن المواطنين في كل الدول الإسلامية يتعرضون لنزول في الوزن، إلا في دول الخليج، وذلك لأنهم إذا أفطروا «أكلوا الأخضر واليابس» وفق تعبيره.
وبين أن الصيام لـ16 ساعة، وحرق بعض الدهون والسكريات الموجودة في الجسم، يجعل الجسم جاهزا لخسارة بعض الوزن، لكنه يفاجئ بتناول الفرد كميات كبيرة من الطعام حتى لو كانت أشياء صحية.
وأشار إلى أن السبب الأكبر في زيادة الوزن هو تناول تلك الكميات الكبيرة، فضلا عن نوعها حيث تجدها ممتلئة بالسكريات والمقليات والمشروبات المحلاة بالسكر وبالألوان الصناعية، فضلا عن الإكثار من التمر والدهون.

وأوصى قاري، بعدم الإكثار من الطعام بهذه الطريقة، وجعل رمضان فرصة لتغيير سلوكيات الأكل، وضرورة إشعار الجسم بالشبع عن طريق أكل الوجبات التي تعطي إحساسا بالامتلاء لكن دون فائدة غذائية عالية كالخضروات والورقيات والكوسة والبامية والقرع والباذنجان.
وشددت على ضرورة ممارسة الرياضة في العزل المنزلي لفوائدها الكثيرة منها المحافظة على الوزن الطبيعي ، تجنب الإصابة بالأمراض، تقوية العضلات، حرق السعرات والدهون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *