جدة ـ مهند قحطان
ثمة أسئلة تسطع في فضاء احياء وحواري عروس البحر الأحمر جدة هذه الأيام عن دور عمد الأحياء في التوعية بفيروس كورونا وهل استطاع أصحاب ” المركاز” القيام بدورهم بالتعاون مع الجهات المختصة لأحتواء هذه الجائحة خصوصا وأن وزارة الصحة عزت كثرة الاصابات المسجلة هذه الايام إلى وجود حالات داخل المنازل في الاحياء.
“البلاد” التقت بعدد من عمد احياء جدة والذين أكدوا أنهم يقومون بأدوارهم المنوطة بهم في التوعية من فيروس كورونا وتفقد المحتاجين من اهالي الاحياء خصوصا التي تم فيها ألية تطبيق العزل الكامل، رافضين ما يحيط بهم من انتقادات وهجوم، ويرون أن العمودية اليوم لم تعد كما كانت بالأمس، إذ تمددت الأحياء ونما عدد السكان أفقيا ورأسيا، فالحي الذي كان يقطنه عدد محدود من الناس لم يعد اليوم كذلك، حتى طبيعة المشاهد والأوراق تغيرت، ومع ذلك ظل العمد هم حراس الحي وعينه التي ترى، وانهم يرصدون سكن العمالة وينسقون مع الجهات المختصة فضلا عن بناء جسور مع الجمعيات الخيرية لدعم المحتاجين .
دور فعــال
في البداية اوضح طلال آل عمرو عمدة الرويس أن دور العمد مؤثر وكبير خصوصا في مثل هذه الايام التي ينتشر فيها فيروس كورونا واتمنى من عمد الاحياء التعاون مع وزارة الصحة ومراقبة الحي لمعرفة اذا كان هناك مصابون بالفيروس، لافتا إلى إن العمدة يمثل حلقة من حلقات المجتمع في العمل الجماعي لمواجهة تداعيات «كورونا»، ويلعب دورا مهما في إيصال رسائل التوعية لمختلف الشرائح الاجتماعية، وتذليل العقبات. وأشار إلى أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية ليس خاصا بفئة دون أخرى، خصوصا أن فيروس كورونا لا يفرق بين صغير أو كبير أو جنس دون آخر، داعيا الجميع لتفهم خطورة المرحلة.
وأضاف أن القرارات الاحترازية العديدة التي اتخذت في الأسابيع الماضية تهدف للحفاظ على الأرواح، لافتا إلى أن دور المواطن أساسي عبر التعاون والالتزام الكامل بمنع التجول والبقاء في المنازل على الدوام للحيلولة دون انتشار الفايروس.
رسائل هــامة
من جهته اكد عمدة حارة الشام والمظلوم ملاك باعيسى أن هناك كما هائلا من الرسائل التي تصل من الجهات المختصة تتعلق بالتوعية وتقديم النصائح والتعليمات أولا بأول فضلا عن الحلول التي تمكن الجميع من تخطي هذه الجائحة وان دور العمدة في الوقت الحالي يتمثل في انه بمثابة مجهر للتعرف على احوال الحي والتواصل مع الجهات المختصة رافضا في الوقت نفسه ما يتردد أن دور العمدة في الراهن اصبح هامشيا.
واضاف أن دور العمدة في الفترة الحالية بمثابة همزة الوصل بين الجمعيات الخيرية وسكان الحي سواء كانوا من الفقراء والمحتاجين او كبار السن والأرامل او من تقطع بهم السبل ولا يوجد لديهم مواصلات او اي شيء ويعتمدون على بعض المساعدات التي تاتيهم تأتيهم من اهل الخير وفي مثل هذه الظروف الأستثنائية فإن دور العمدة يتمثل في ايصال البيانات المتوفرة لديه وان يقوم بالتواصل مع الجمعيات الخيرية لدعم المحتاجين وفقا لما لديه من بيانات.
وأضاف انه كعمدة لاحد الاحياء فإنه يحاول أن يتواصل مع سكان الحي من اجل بث التوعية بمخاطر كورونا وان يلتزم الجميع منازلهم زمنع التجمعات حتى داخل البيوت لانها تمثل خطرا لانتقال العدوى.
نشر الوعي
رسمية سمكري المدير التنفيذي لمركز حي الامير فواز النسائي التابع لجمعية مراكز الاحياء أكدت أن فيروس كورونا ترك اثراً كبيراً في المجتمع كافة والعالم عامة ، ولعل من اولها التباعد الاجتماعي فكان لابد من حراك لجمعية مراكز الاحياء والقيام بدورها في نشر الوعي السليم الذي هو احد الاهداف الاستراتيجية لجمعية مراكز الاحياء حيث بدأت بتوعية سكان الحي باتباع تعليمات وزارة الصحة التي بذلت وتبذل جهداً كبيراً لحصر الفيروس وعدم انتشاره.
وســــائل التواصل
وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت ، عقدت الامانة العامة بالجمعية اجتماعات عن بعد لجميع مراكز الاحياء البالغ عددها ٣١ مركز حي بجدة، وكانت التوجيهات بالعمل عن بعد باستخدام التقنية حرصاً على سلامة الموظفات والمستفيدات واتباع سياسات وضوابط العمل عن بعد لضمان عدم تعطيل عمل المراكز والدور الذي يقوم به والتواصل مع الجيران واهل الحي وتلمس احتياجاتهم وذلك من خلال المراكز الافتراضية.
كما قامت الجمعيه ومن خلال مراكزها المنتشره في جده بعمل عدد من المبادرات تهدف الى نشر الوعي السليم والمساهمة في تقوية البناء الاسري والحد من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن تبعات ازمة كورونا ، حيث تم التركيز فيها على توعية الاسرة من خلال إرسال رسائل للسكان تحثهم على البقاء في البيت وتنفيذ تعليمات وزارة الصحة باتباع اجراءات السلامة وعدم الخروج من المنزل الا للضرورة ، كما تم عمل لقاءات توعوية عن طريق برامج التواصل عن بعد تهتم بالتغذية الصحيه والسمنة وكيفية معاملة الاطفال في الفترة الاحترازية والاطفال ذوي الاحتياجات ولازال العمل قائم ومستمر في تقديم هذه المبادرات حسب جدول اسبوعي منظم.
كما اطلقت جمعية مراكز الاحياء منصة ارزاق لتسجيل من تضرروا من هذه الجائحة وفقدوا اعمالهم بتوفير مواد غذائية لهم وايصالها الى منازلهم بدعم من التجار ورجال الاعمال ، حيث قام كل مركز بحصر الاسر المتضررة من هذه الازمة. كما نشرت الجمعية رابطاً الكترونياً لحصر المتضررين وبياناتهم ورفعها للجهات المختصة.
وتضيف ان مراكز الاحياء تقدم خدماتها انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية، حيث انشأت غرفة عمليات افتراضية على مستوى المحافظة، كما قام كل مركز بإنشاء غرفة عمليات افتراضية مكونة من اعضاء وعضوات مجلس مركز الحي والمتطوعات والمتطوعين يتم التواصل من خلالها والوقوف على خدمة اهل الحي وارسال البيانات الى عمليات الجمعية كل هذا العمل عن بعد من غير ان يخرجوا من بيوتهم ويتعرضوا للخطر.