يرتبط شهر رمضان الفضيل ببعض الطقوس، خصوصا في الدول العربية، وأهم ما يميز المائدة الرمضانية أطباق الحلويات ومنها “الكنافة والقطايف” التي بدأت من الشام ومصر والعراق ثم دخلت البلدان الأخرى والخليج العربي.
وتعود الكنافة إلى مئات السنين، إذ يشار أنها عرفت في عصر الدولة الأموية، وقد صنعت خصيصا للخليفة الأموي الأول معاوية بن سفيان، فقد قدمت له أثناء السحور لأنه كان يشعر بالجوع أثناء ساعات صيامه، وأصبحت تعرف بـ “كنافة معاوية”.
وفي العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي أزدهرت صناعة الحلويات في القاهرة، وقد ألف العلامة المصري جلال الدين السيوطي كتاباً حمل اسم “منهل اللطائف في الكنافة والقطايف”، ما يدل على شهرة هذين النوعين من الحلويات، التي ارتبطت بدرجة كبيرة برمضان في تلك الفترات التاريخية.
أما بالنسبة للقطايف فلا يوجد رواية واحدة عن تاريخ أصلها، فهناك ثلاث روايات اولها في العهد الأموي، حيث كان الخليفة سليمان بن عبد الملك الأموى هو أول من تناول حلوى القطايف فى شهر رمضان عام 98هجرياً.
وأما الرواية الثانية في العصر الفاطمي حين كان صناع الحلوى يتنافسون على تقديم أجمل ما لديهم للخليفة أو السلطان لينال إعجابه ويحصل على رضائه والعمل بقصر السلطان، فقرر أحد الطهاة أن يبتكر فطيرة صغيرة محشوة بالمكسرات، ثم وضعها بشكل أنيق فى طبق وزينه بالمكسرات وخرج به على الضيوف فى القصر الملكى ليذوقوا اختراعه الجديد، فتهافت عليه الحاضرون وظلوا يقطفونها من بعضهم فأطلق عليه صانعها أسم ” قطايف”.
اما الرواية الثالثة مرتبطة بتاريخ الحضارة في الأندلس حيث روت كتب التاريخ أن أول من ابتكر القطايف هم الأندلسيين وانتشرت فى مدن عربي كغرناطة وأشبيلية، ثم انتقلت تلك الفطيرة الصغيرة المحشوة بالمكسرات إلى بلاد الشرق العربى فى ظل الحكم الإسلامى، وظلت تتطور على مدار السنوات لتصبح من أهم الأعراف المرتبطة لدى المصريين بشهر رمضان.
ففى كل ليالى شهر رمضان يصطف الناس حول بائع القطائف يشاهدونه وهو يملأ علبته الصفيحة التى يفرغ منها عجينة القطايف على الصاج الذى يعتلى النيران، فتنضج أمامهم القطائف ويتهافت عليها الأطفال، فلا ينتظرون حشوها وطهيها لكنهم يتقاطفونها وهى “سخنة” بعد خروجها من تحت يدى صانع القطايف فيكون لها مذاق مختلف ومميز.