يعد المسحراتي من أهم سمات شهر رمضان الفضيل، ورغم تراجع شعبيته في السنوات الأخيرة، إلا أنه مرتبط بأذهان الصغير قبل الكبير.
وفي رحلة البحث عن أصول العادات والتقاليد والطقوس الدينية والاجتماعية، وجدنا أن بداية ظهور المسحراتي، تعود إلى العهد الإسلامي للصحابي الجليل بلال بن رباح، فكان يجوب الطرقات ليلا لإيقاظ الناس ليتسحروا، وقد طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم بمهمة إيقاظ الناس للسحور مع ابن أم مكتوم.
وفقا لكتاب “رياض المعرفة” للكاتب الدكتور عبد الله أبو علم، أن مهنة المسحراتي ظهرت بشكل رسمي في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، عندما أمر جنوده يمرون على البيوت ويوقظون الناس لتناول السحور.
أما في عصر الدولة العباسية، فيعد والي مصر عتبة بن إسحاق أول والي يخرج على قدميه ليوقظ الناس ليتسحروا مرددا “يا عباد الله تسحروا، فإن في السحور بركة”.
ولقد تطورت ظاهرة المسحراتي على أيدي المصريين، إذ أنهم ابتكروا الطبلة التي يحملها المسحراتي ويدق عليها دقات منتظمة، وكانت تسمى “بازة” ثم تطورت إلى طبلة كبيرة أثناء تجوله في الأحياء وهو يقول أشعارا شعبية وزجلا خاصا.
وكان يرافق المسحراتي قديما رجلاً أو طفلاً يحمل فانوساً، حتى ينير للمسحراتي طريقه في ليالي رمضان، حيث لم تكن هناك إنارة في الشوارع والطرق الضيقة الوعرة.