حالة الانهيار التي تشهدها أسعار النفط في الأسواق العالمية ، تثبت بكل المعايير أهمية اتفاق ( أوبك +) الذي نجحت المملكة بالتنسيق مع روسيا في إنجازه ، بالتعاون مع عدد من الدول المنتجة من خارج هذا التجمع ، لمواجهة تحديات كبيرة في هذه المرحلة ، على ضوء الانهيارات غير المسبوقة في الأسعار لأسباب الأزمة الناجمة عن تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي وتخمة المعروض والمخزون الهائل المصحوب بمضاربات البيع للتخلص من تكلفته.
وفي أزمة عميقة كهذه تزداد حدة قبل تطبيق اتفاق الخفض الانتاجي الجماعي بأيام وتحديدا أول مايو القادم ، تأتي الكلمة والموقف الأهم من المملكة، بتأكيدها مجددا الحرص على تحقيق الاستقرار للسوق البترولية، والالتزام مع روسيا الاتحادية بشكل راسخ على تنفيذ التخفيضات المستهدفة المتفق عليها لمدة عامين، واستمرارهما في مراقبة أوضاع السوق البترولية عن كثب، والاستعداد لاتخاذ أية إجراءات إضافية بالمشاركة مع الدول الأعضاء في اتفاق (أوبك بلس) والمنتجين الآخرين.
هذا التأكيد من المملكة على موقفها وسعيها الحثيث مع روسيا للتخفيف من ضغوط الوفرة غير العادية للمعروض النفطي مقابل تراجع كبير في الطلب ، يؤشر إلى تحرك عاجل ، انتظارا لعودة تدريجية لنشاط الاقتصاد العالمي واتساع دائرة تعافيه من آثار الجائحة والجهود التي تبذلها المملكة في هذا الاتجاه.