متابعات

ماراثون خلف الغرف المغلقة

جدة – ياسر بن يوسف

مع استمرار تفشي وباء كورونا في كافة أنحاء العالم، اتجهت أغلب الدول نحو منع التجمعات وإغلاق المرافق العمومية وفرض تدابير العزل الصحي على مواطنيها لمنع انتقال العدوى وتجنب الأسوأ، ليجد الناس أنفسهم يزاولون العزل المنزلي وفي مثل هكذا ظروف يفتقد الكثيرون، خاصة عشاق ممارسة الرياضة، الذهاب إلى النوادي الرياضية أو الخروج إلى الفضاءات المفتوحة لمزاولة الأنشطة الرياضية التي كانت تشكل جزءا من روتينهم اليومي مثل الجري وركوب الدراجة والتمرينات الهوائية وحمل الأثقال، أو لمجرد المشي لما ينطوي عليه من فوائد صحية متعددة.

غير أن المكوث في البيت طيلة اليوم لا يعني بحال الركون إلى الخمول وقلة الحركة، فكثيرة هي التمارين الرياضية التي يمكن للمرء مزاولتها في المنزل دون الحاجة إلى أوزان أو معدات رياضية مكلفة وشاغلة للمساحة، بل تكفي بضعة أمتار مربعة ومنفذ للهواء للقيام بتمارين رياضية تعود بنتائج جيدة لا تقل أهمية عن تلك التي تمنحها لنا الرياضة خارج البيت. (البلاد) ناقشت سيناريو الرياضة المنزلية مع عدد من المختصين وعشاق الرياضة بشكل عام فكانت اراؤهم متباينة حول التمارين الرياضية خلف الجدران المغلقة.

في البداية تحدث صالح الحداد قائلا إنّ الرّياضة هي التّعبير عن الحياة والنّشاط والحيويّة، فالإنسان الذي يمارس الريّاضة في حياته هو الإنسان الأقدر على التّعبير عن روح الحياة التي تتّسم بالحركة والدّيناميكيّة، بل إنّ الإنسان بممارسته للرّياضة يحقّق مقاصد الحياة وأهدافها التي تتطلّب بذل الجهد والنّشاط، فالرياضة تساعد على تحسين المزاج، فبمجرد الانخراط في النشاط البدني، فإنّ الدماغ يفرز مواد كيميائية تجعل الشخص يشعر بالسعادة، والراحة، وبالكثير من الاسترخاء. كما انها هي غذاء الروح الذي يساعد الاخرين على قضاء وقتهم بكل راحة وسعادة داخل منازلهم.
جوانب ايجابية


فهد العوذلي قال تعزّز الرّياضة الجوانب الإيجابيّة في نفس من يمارسها كما تبعد عنه الجوانب السّلبيّة، فقد أثبتت كثيرٌ من الدّراسات دور ممارسة الرّياضة في تحسين الصّحة النّفسيّة للإنسان وتعزيز الرّوح الإيجابيّة لديه، حيث إنّ الإنسان أثناء ممارسته للرّياضة يفرز هرمونات معيّنة تبعث على الرّاحة والسّعادة.

كبار السن
أما محمد عسيري فيقول هناك تمارين منزلية عمليّة لكبار السن تحافظ على الشباب الدائم وهي بممارسة طريقة بيلاتس نسبة إلى مخترعها الألماني جوزيف بيلاتس. وهي رياضة آمنة تتضمن العديد من التمارين المخصصة لكافة الفئات العمرية والحالات البدنية، وتعد الأفضل بالنسبة لكبار السن والنساء الحوامل.
وتتألف تمارين « بيلاتس » من حركات قليلة الصدمات لتقوية العضلات والمرونة، وتعتمد على استخدام عضلات البطن وأسفل الظهر. وتساعد الممارسة المنتظمة لهذه التمارين على تقوية العضلات الأساسية وتحسين الاتزان والقوة الأساسية للجسم، وزيادة المرونة والوقاية من آلام الظهر.


تقوية المناعة
من جانبها بينت الدكتورة جميلة محمد هاشمي استاذ التغذية العلاجية بجامعة الملك عبدالعزيز أنi من اهم السلوكيات التي تساهم في رفع مناعة الجسم الطبيعية تتمثل في النوم الكافي ليلا لمدة تتراوح بين 6-8 ساعات، التوقف عن استهلاك السكريات تماما في النظام الغذائي ” كل ملعقة طعام من السكر 15 جم تضعف المناعة بنسبة 50% ” مزاولة الرياضة البدنية ضرورية جدا وان نجعلها اسلوب حياة وليست رفاهية ،المشي 30 دقيقة لمدة 5 ايام في الاسبوع ، ومع الظروف الحالية يمكن ممارسة الرياضة في المنزل ، الابتعاد بقدر الامكان عن الضغوط العصبية والنفسية، لأنها تعمل على افراز هرمون الكورتيزول وهو من الهرمونات الضارة والتي تعمل على زيادة الوزن وتزيد من مقاومة الانسولين وتضعف المناعة. غسل الايدي مهم جدا جدا لمدة كافية تتراوح من30 الى40 ثانية بالماء والصابون تقلل من70 الى 80 % من الميكروبات العالقة بهما. الامتناع عن التدخين حيث التدخين يعمل نقص المناعة بسبب تدميره لفيتامين سي خاصة حيث يحتاج المدخن الى كميات وفيرةمنه تفوق الشخص الغير مدخن.

تناول الفاكهة
من جهتها دعت استشارية التغذية العلاجية الدكتورة إيمان احمد بضرورة الاهتمام بتناول الفواكه ذات القيمة الغذائية باعتبار احتوائها على الفيتامينات، والأملاح المعدنية، والألياف الطبيعية، ومضادات الأكسدة، وبينت أن هناك ٣ فواكه لابد الحرص على وجودها في المنزل إذ تتمتع بقيمة غذائية وينصح بتناول واحدة منها بشكل يومي، وهي تتمثل في الموز الذي يعتبر مصدرا للبوتاسيوم الهام لصحة القلب، فهو غني بالسعرات الحرارية ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الضرورية لجسم الإنسان ومنظم للجهاز الهضمي، فضلا عن التفاح الذي يعد من أكثر أنواع الفواكه التي يتم تناولها في العالم أجمع، وهو غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الضرورية ، وله دور في تحسين صحة الجهاز العصبي والأعصاب ، حيث وجد أن تناول التفاح يساعد في تقليل عدد الخلايا العصبية المتضررة، والناتج عن الإجهاد التأكسدي.
ولفتت الدكتورة إيمان ان الفاكهة الثالثة هي البرتقال وهي من الفواكه الأكثر انتشارا في العالم ومتوفرة طوال العام ، وله فوائد عديدة منها الحماية من الانفلونزا ونزلات البرد ، والوقاية من السرطان ، وتقوية الجهاز المناعي ، خفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلب.

الدكتورة إيمان أكدت على ضرورة الاهتمام بإعطاء الأطفال فاكههة منها يومياً لدورها في تقوية جهاز المناعة بالجسم وحمايته من الفيروسات وخصوصا المسببة لأمراض البرد والرشح والإنفلونزا.
بقي التأكيد على أن الحاجة إلى اتباع أسلوب عيش صحي ليست وليدة الظروف الراهنة التي فرضها تفشي وباء كورونا، إلا أن أهميته تبرز أكثر في ظل فترة العزل الصحي التي نعيشها وما يترتب عنها من ضرورة البقاء في البيت وتراجع عام في نشاطنا البدني. ولرب ضارة نافعة إذا اغتنمنا هذه الفرصة للتخلص من عاداتنا السيئة واكتساب أخرى حسنة تلازمنا بقية حياتنا.
كيفية ممارسة الرياضة في البيت


تُعتبر ممارسة التّمارين الرياضيّة واحدة من أكثر الأمور التي يُوصي بها الأطباء في جميع أنحاء العالم، لما لها من آثار إيجابيّة صحيّة ونفسيّة أيضاً؛ فهي تُساعد الجسم على القيام بوظائفه وعمليّاته الحيويّة المُختلفة من خلال تنشيط الدورة الدمويّة مثلاً، ولها فوائد مُتعلّقة بالتخلُّص من الوزن الزّائد والحصول على جسم صحيّ ورياضيّ، إضافةً إلى فوائدها النفسيّة المُتعلّقة بإزالة التوتُّر والقلق.إضافةً إلى ذلك، فإنَّ بناء عضلات الجسم وإبرازها يُعتَبَر رمزاً للقوّة، لذلك يطمح مُعظم الشّباب بذلك.

يُمكن ممارسة الرياضة في البيت، ويُفضِّل المعظم، وتحديداً السيّدات، مُمارستها في البيت، لذلك وضع مختصو الرّياضة مجموعةً من التّمارين البسيطة والمُفيدة التي يُمكن مُمارستها في البيت ومتابعتها على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب مُراعاة أمرين مُهمّين عند مُمارسة الرّياضة من أجل تضخيم العضلات وتحسين مظهر الجسم، وهما: التّمارين الرياضيّة، والغذاء، حيثُ أنَّ هذين العُنصرين مُتكاملين ولا يُمكِن الاستغناء عن أيٍّ منها.


الغذاء يجب على من يُمارِس التّمارين الرياضيّة بشكلٍ روتينيّ أن يُحافِظ على الغذاء الصحّي المُتوازِن، وخصوصاً إن كان تضخيم العضلات وتحسين مظهر الجسم هو الهدف الأساسيّ من هذه التّمارين. يُعتَبَر البروتين أهمّ عُنصُر غذائيّ لبناء العضلات؛ وذلك لما يحويه من حموض أمينيّة مُهمّة في تكوين العضلة، ويُوجد البروتين بكميّات جيّدة في اللّحوم، والحليب ومُشتقّاته، لذلك يجب المُحافظة جيّداً على هذا العُنصر الغذائي.
يجب المُحافظة على شُرب الماء والحصول على جميع العناصر الغذائيّة الضّروريّة للجسم وتناوُل الفواكه والخضراوات، فهي مصدر أساسيّ للفيتامينات والمعادِن، والامتناع عن تناوُل الأطعمة التي تحتوي على دُهون مُشبعة، كالبطاطا المقليّة، والوجبات السّريعة، ويُنصح بالتّقليل من الحلويّات قدر الإمكان؛ فهي تحتوي على كميّات هائِلة من السُكَّر.

يُنصح باتّباع إرشادات مُعيّنة، منها: القيام بعمليّات الإحماء قُبيل البدء بالتّمارين؛ وذلك من أجل زيادة ضخّ الدم في العضلات، ممّا يُحسِّن من أدائها ويقيها من الإصابات كتمزُّق العضلات، إضافةً لتليين المفاصِل لزيادة قُدرتها على تحمُّل ضغط التّمارين. اختيار مكان واسع وبعيد عن الأثاث أو أي عائِق قد يتسبّب بعرقلة التّمرين أو وقوع إصابات. عدم تناوُل الطّعام قبل التّمرين بنصف ساعة على الأقل؛ وذلك لتفادي حصول مشاكل في عمليّة الهضم. الحرص على شُرب الماء على دُفعات لإبقاء الجسم رطباً ومُفعماً بالطّاقة. عدم التمرُّن في مكان ذات درجة حرارة مُنخفضة لتفادي حدوث الأمراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *