رياضة مقالات الكتاب

إعلام “واتساب”

كنت ، ولازلت مقتنعاً أن المقال / العمود اليومي.. فن لا يجيده إلا حفنة من الكتّاب في العالم ، وأكثر اقتناعاً أن العمود أو البرنامج اليومي أمر يساهم بشكل كبير بتسليط الضوء على مستوى صناعة المحتوى لدينا ، فالمقالات التي تكتب بصيغة رسائل الواتس، لا تستحق أن تُفرد لها الأعمدة اليومية ، وتوجيه رسائل وخطب عصماء للبشر بماركة ((الجواب ما تراه دون أن تسمعه)) لا يستحق أن يُطل علينا أصحابها بشكل يومي ، ومثلها البرامج التي تنبش في قبور الماضي، وتطوعه بشكل يثير التعصب، أو تصبح وجبة يومية من حرق الدم للمشجع (المتعصب وغير المتعصب) على حد سواء.

اختيار المحتوى الإعلامي مسؤولية كبيرة، وأمر ليس بالسهل لمن يؤمن بأهمية مايقوم به ، لذلك أصبح صانع المحتوى المميز عملة نادرة، وللأسف الشديد، فإن المحتوى المميز أمر تهاون به أو تشبع منه الكثير من الكتّاب ومعدي ومقدمي البرامج الرياضية اليومية؛ بحيث لم يعد مهما لهم طبيعة وفائدة المخرجات للمتلقي، ولكن الأهم بالنسبة لهم هو نسب المشاهدة وأرباح المعلنين وأرقام المتابعين، ومكافآت الحلقات والمقالات، وقبل ذلك حب الظهور، ولو على حساب المحتوى، وهذا ليس بالأمر المحرم، ولكن لابد أن تكون هناك خطوط حمراء يضعها الإعلامي لنفسه، وأن لاتكون هذه الأمور هي غايته الوحيدة.

أحد الأمور الأخرى التي تؤدي إلى المحتوى السلبي هي غياب الإبداعية، فإن أردت أن تعرض مادتك الإعلامية بشكل يومي، ستكون مهمتك جداً صعبة لتكون مخرجاتك كمادة إعلامية على مستوى عالٍ ومفيدة للمتلقي ، وليس تسويقاً لشخصك ، ومصلحتها ، فالكاتب والمحرر الأمريكي رون هيجينز يقول: ” أنت لست القصة، ركز على القصة نفسها فأنت من ينقلها بالطريقة الصحيحة للمتلقي، كن حقيقياً ، وذا مسؤولية عالية، فلا يمكنك خداع القراء، بالإضافة إلى ذلك، تجنب العبارات المبتذلة، واعتمد على أسلوب يمكن لجميع القراء فهمه، ولا تبالغ في الوصف والكتابة، ولا تجعل أي شيء أكبر، أو أسوأ من واقعه الحقيقي”.

بالنسبة للطامحين إلى إبراز قدراتهم وأفكارهم، فانفراد العديد من الكتاب بالكتابة، والبرامج اليومية يقتل الفرص والتنوع ، ويؤدي استمرارنا في الدوامة الحالية من المخرجات، والتي أصبح الكثير يشتكون منها.

بُعد آخر
من يرى أنه كان من الممكن أن تكون هناك قيمة مضافة (فائدة حقيقية) للمتلقي من حوار الأستاذ منصور البلوي الذي لم يعرضّ، أو موضوع الكابتن خالد الغامدي، ماعدا سيناريو لموسم من مواسم مسلسل “البروفيسور”.. ياليت يتفضل ويفيدنا..
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *