اجتماعية مقالات الكتاب

معركة الوباء ومواجهة الفساد

أجل، كورونا أظهرت لنا عوار بعض دول الغرب، واختلافها في كل شيء، إلا إذا تعلق الأمر باستغلالنا نحن العرب والمسلمين. فاليوم أكدت لنا كورونا أن أسطوانة (حقوق الإنسان) المشروخة، كانت مجرد عصا غليظة في يد الغرب لنهب ثرواتنا؛ الأمر الذي أكد لنا اليوم بشكل قاطع صحة نظرية المؤامرة التي طالما كتبنا عنها منبهين الذين أدمنوا التغريب إلى خطورتها.

كورونا فضحت لنا المستور في الغرب من ادعاءات رعاية (حقوق الإنسان)، وتوفير كل ما يلزم من أسباب السعادة والحماية للمواطنين، حتى إن استدعى الأمر تحريك الأساطيل من أجل نصرتهم؛ غير أن ذلك كله تبخَّر يوم اشتد أمر كورونا. فعجزت تلك الدول عن حماية مواطنيها داخل حدودها من فيروس لا يُرَى بالعين، حتى عن طريق توفير أبسط وسائل الحماية. فاستعرت حرب (مضحكة مبكية) في مطارات (دول حماية حقوق الإنسان)، أبطالها لصوص الكمامات والقفازات، بل أشنع من هذا: أعلن رئيس إيران أنه لن يوقف العمل في الدولة حتى إن وصل عدد الذين يلقون حتفهم في البلاد بسبب كورونا إلى مليوني مواطن يومياً! في استفزاز تقشعر له الأبدان.

كورونا أكدت للعالم أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي وقفت صامدة كالأسد، مؤكدة حديثها عن صدق رسالتها في أحلك الظروف التي تعيشها البشرية اليوم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وحدها السعودية (دقَّت صدرها) وقالت لمواطنيها: أبشروا بتوفير كل ما يلزم من رعاية طبية واجتماعية وإنسانية واقتصادية أيضاً؛ بل بشَّرت السعودية كل موجود على أراضيها بالرعاية نفسها التي تقدمها لمواطنيها، سواءً بسواء.

فحشدت إمكاناتها، واستنفرت العاملين في القطاعات المعنية، ولم تطلب من مواطنيها غير البقاء في منازلهم آمنين؛ وتحمَّلت الجزء الأكبر من رواتبهم في القطاعين العام والخاص، ووفرت مليارات الريالات لشركات القطاع الخاص لاجتياز هذه المحنة.

كورونا أعادت لنا تعريف معنى المسؤولية الحقيقية؛ ففي حين تخلَّت دول (رعاية حقوق الإنسان) المزعومة عن مواطنيها العالقين خارجها، نجد أن السعودية أوصلت الطعام وكل ما يلزم مواطني الأحياء الذين طلبت إليهم البقاء في منازلهم حتى عتبة دارهم، كما وفَّرت لمواطنيها العالقين رعاية في فنادق سبعة نجوم.

كورونا، أكدت للعالم أن السعودية فعلت هذا كله، (من قرشها الأبيض الذي ادخرته لمثل هذا اليوم الأسود)، ولم تضطر للاقتراض أو تمد يدها لمواطنيها؛ بخلاف تلك الدول التي قضت عمرها كله في الصراع على الكراسي ولهذا اضطرت إلى التَّسول لمواطنيها لدعمها.

أجل، وحدها السعودية في العالم اليوم الدولة التي أعلنت قيادتها تحمُّل مسؤوليتها كاملة، متَّكلة على الله سبحانه وتعالى، ثم على كفاءة أبنائها؛ فناهزت الصين في تشييد المصانع في أسابيع لإنتاج مواد الحماية والوقاية اللازمة وتهيئة المستشفيات.
والحقيقة هذا الأمر ليس غريباً على دولة الرسالة، إذ كان مستوى رفاهية المعيشة في السعودية أثناء الحرب العالمية الثانية، أفضل مما عليه الحال في أي بلاد أخرى باستثناء أمريكا، مع الفارق طبعاً في قدرة اقتصاد البلدين آنئذٍ.

وختاماً: أتقدم بأصدق آيات العرفان والامتنان لولي أمرنا ولولي عهده الأمين؛ بل إلى كل مواطن ومقيم لالتزامهم بالتعليمات من أجل مصلحة الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *