الدولية

أردوغان يستميل العواطف بفلسطين ويدعم إسرائيل

البلاد – وكالات

ظل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حالة تلون دائم، وتناقض مستمر في أقواله وأفعاله، ففي الوقت الذي يدعي وقوفه مع القضية الفلسطينة، يمد يده لإسرائيل بالدعم، إذ قرر أخيرا تزويد إسرائيل بمعدات طبية، تشمل كمامات الوجه والبدلات الواقية والقفازات المعقمة، لمساعدة تل أبيب على مكافحة تفشي وباء كوفيد 19.

ووافق أردوغان على بيع شحنة معدات طبية لإسرائيل، بينما سيمنحها شحنة مماثلة من المساعدات الطبية، وفقًا لمسؤول تركي رفيع المستوى، بحسب وكالة “بلومبيرغ”، ما يبين حجم التناقض الذي يعيش فيه الرئيس التركي، مخادعا الجميع بأنه يهتم بالقضية الفلسطينية، بينما يدعم ألد الأعداء، حكومة الاحتلال تحت غطاء “الإنسانية” الزائفة التي يفتقدها تجاه شعبه وسجنائه السياسيين، إذ يلقون شتى ألوان التعذيب مع عدم الرعاية الصحية اللازمة.

ويخرج أردوغان بين الحين والآخر مهاجما إسرائيل كلما كانت هناك مناسبة عن القضية الفلسطينية، وبالأخص إذا ما تزامنت مع انتخابات داخل بلاده لكسب مزيد من التأييد، ومن الباطن يوقع البلدان على اتفاقيات لزيادة حجم التبادل التجاري، ما يؤكد أنه صديق لدولة الاحتلال وليس عدوا لها كما يظهره للعالم.
وباتت أساليب الرئيس التركي مكشوفة ومفضوحة، تكذبها الحقائق والمعطيات، وأضحت تجارة خاسرة تهدد عرشه، خاصة مع توالي الانشقاقات من حزبه “العدالة والتنمية” وظهور معارضين بارزين نالوا ثقة الأتراك، وهذا ما ظهرت نتيجته بالانتخابات البلدية، وخسارته لأهم بلديتين وهما إسطنبول وأنقرة، بعد أعوام عديدة من سيطرته عليهما.

وعلى الرغم من إظهاره الفتور في العلاقات بين تركيا وإسرائيل عقب مداهمة قوات الكوماندوز الإسرائيلي أسطولاً تركياً في 2010 كان متجهاً إلى قطاع غزة الذي تضطلع حماس بإدارته، فإن الأرقام التي تتحدث عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية تكشف عن زيف خطابات أردوغان وادعائه أنه ضد الاحتلال، فوفق صحيفة معاريف الإسرائيلية، وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 6 مليارات دولار في 2019، علما بأنه كان أكثر بقليل من مليار دولار فقط عندما قدم أردوغان إلى الحكم.

وتعد أنقرة أكبر ناقل للمسافرين الإسرائيليين حول العالم، وفقا لصحيفة زمان التركية. وأواخر 2018 وقعت الخطوط الجوية التركية اتفاقية مع أكبر بنوك إسرائيل من أجل إصدار بطاقات خصم لرحلات الطيران على خطوطها من وإلى إسرائيل.

وأردوغان الذي وعد مرارا بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وقّع اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل عام 2016، دون أي ذكر لهذا الحصار، والغريب أن التوقيع على الاتفاق جرى على أساس أنه بين أنقرة والقدس، أي أن حكومة أردوغان تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفيما ينهب الرئيس التركي المساعدات الإنسانية المرسلة للدول الأخرى، كما فعل مع إسبانيا، إذ استولى على طائرة محملة بأجهزة التنفس كانت في طريقها من الصين إلى مدريد، وفقا للخارجية الأسبانية، يحول مثل هذه الشحنات كمساعدات لإسرائيل، إذ نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤول تركي، لم تسمه، أن الحكومة صدّقت على شحنة معدات طبية تشمل أقنعة الوجه، وبدلات واقية، وقفازات معقمة لإسرائيل، مضيفا أنه من المتوقع أن تحط ثلاث طائرات من إسرائيل بقاعدة إنجرليك الجوية لتسلم الشحنة.

ويبدو أن أردوغان الذي يتحدث باسم الدين يعد تهريب الأسلحة والنفط وتمويل الإرهاب مصادر رئيسية لثروات عائلته السرية التي تضخمت خلال السنوات العشر الماضية من تجارة النفط والدم على جثث مئات الآلاف من الشعوب العربية في العراق وسوريا وليبيا. ويقوم أبناء أردوغان بشراء النفط المسروق من العراق وسوريا وليبيا بثمن بخس مقابل تهريب الأسلحة للإرهابيين التابعين لهم لقتل شعوب الدول الثلاث وإضعافها في سبيل تحقيق وهم إمبراطورية أردوغان العثمانية مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *