الدولية

وثائق تكشف برنامج إيران السري لإنتاج النووي

البلاد – رضا سلامة

كشف تقرير لفريق من الخبراء الأمريكيين في “معهد العلوم والأمن الدولي” عن موقع سري لتطوير الأسلحة النووية في إيران، في تأكيد أخير على إصرار الملالي على الاستثمار في برامج الأسلحة النووية والصاروخية ودعم الأذرع الإرهابية في الخارج، بدلًا من توجيه موارد الدولة لفائدة الشعب المُبتلى بحكمهم، رغم تصاعد أزمات النظام الإيراني السياسية والاقتصادية والتي عمقها كورونا بأزمة صحية كشفت عجزه عن حماية أرواح الإيرانيين.

وذكر تقرير معهد العلوم والأمن الدولي، الذي تأسس عام 1993 بقيادة المفتش النووي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ديفيد أولبرايت، أنه بناءً على الوثائق المُسربة من الأرشيف النووي الإيراني، فقد أنشأت إيران بناء على خطة “أماد” ورشة “شهيد محلاتي” بالقرب من طهران، للبحث وتطوير تخصيب اليورانيوم المتعلق بصنع أسلحة نووية.
تشير خطة “أماد”، وفقا للمعهد، إلى خارطة طريق إيران لتطوير سلاح نووي في هذه المنشأة التي هي بمثابة محطة تجريبية تهدف إلى تطوير وتصنيع مكونات اليورانيوم للأسلحة النووية.

ودعا معهد العلوم والأمن الدولي طهران إلى الاعتراف بالموقع الذي لم يكشف عنه من قبل للمفتشين الدوليين، بينما أصر التقرير على أن “إيران يجب أن تعلن هذا الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تسمح بتفتيشه لأن المنشأة صممت وبنيت للتعامل مع المواد النووية الخاضعة للضمانات بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة الإيرانية”، مضيفًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تتحقق من كافة المواقع والمرافق والوثائق والمعدات والمواد المستخدمة في أنشطة خطة “أماد”.

وأكد رئيس المعهد ديفيد أولبرايت أنه “ربما أن هذا الموقع على وشك صنع نوى من اليورانيوم يصلح لصنع أسلحة نووية، وتباع بالقول “الموقع يسلط الضوء بشكل ملموس على أن إيران كانت تؤسس لإنتاج الأسلحة النووية وليس مجرد برنامج تطوير، وليس هناك دليل على أنها قامت بتدميرها”.
وأضفت خبيرة عدم الانتشار والباحثة في مؤسسة ” الدفاع عن الديمقراطيات”، أندريا ستريكر، المزيد من المصداقية على تقرير معهد العلوم والأمن الدولي، بالإشارة إلى أن اكتشاف هذا الموقع الجديد “يظهر مدى كذب طهران على المفتشين الدوليين بشأن ماضيها وربما برنامجها المتواصل لصنع أسلحة نووية”، مضيفة أن “طهران اليوم أقرب إلى سلاح نووي مما كان يعتقد في السابق، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل في إيران لضمان أن برنامجها النووي سلمي تمامًا”.

وفي تعزيز لأدلة مواصلة النظام الإيراني العمل على برنامج سري لصناعة السلاح النووي، اعترف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي باستمرار تطوير الأنشطة النووية وصناعة جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي. وأضاف صالحي، وفقا للتلفزيون الإيراني الرسمي، أمس الأول، أنه سيتم قريبًا الكشف عن جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة “ناطنز” للتخصيب، وأن العمل جارٍ لبناء عدد من مجمعات الوقود لمفاعلات أراك ومفاعلات الطاقة، مؤكدًا أن عملية بناء مفاعل أراك لأبحاث المياه الثقيلة (التصميم الجديد) تتقدم، بالتعاون مع الأطراف الأجنبية وبالمعدات ذات الصلة، وأن إنتاج وتخزين المياه الثقيلة يحدثان دون أي قيود، ومشيرًا إلى أن بناء مفاعلين جديدين للطاقة النووية في بوشهر، يجري بالتعاون مع روسيا.

وفي سياق استمرار الملالي في تمويل ودعم الميليشيات الإرهابية في المنطقة، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن إيران تواصل عمليات التجنيد رافعة إلى 9500 تعداد الذين جرى تجنيدهم أخيرا ضمن منطقة غرب الفرات والجنوب السوري.
وقال المرصد إن عمليات التجنيد لصالح القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني في الجنوب السوري ومنطقة غرب الفرات تتواصل عبر عرابين تابعين لها، مقابل سخاء مادي واللعب المتواصل على الوتر الطائفي، خاصة في سرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا، بالإضافة لمراكز في منطقة اللجاة ومناطق أخرى بريف درعا وخان أرنبة ومدينة البعث بريف القنيطرة على مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، بالإضافة لمدينة الميادين وباديتها وضواحيها ومنطقة البوكمال وغيرها بريف دير الزور غرب نهر الفرات.

رصد المرصد تصاعد تعداد المُجندين لصالح إيران وميليشياتها في الجنوب السوري إلى أكثر من 5600، بالإضافة إلى نحو 3900 في غرب نهر الفرات بريف دير الزور، إذ تعمد المليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد استغلالًا منها لانشغال الروس في الاتفاقات مع “الضامن” التركي بالشمال السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *