البلاد – مها العواودة
بينما يواصل فايروس كورونا المستجد انتشاره حول العالم موقعا مزيدا من الضحايا، وتتواصل رحلة بحث العلماء عن علاج فعال للقضاء على الفيروس، غزت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من أفراد غير مسؤولين وليسوا من ذوي الاختصاص طارحين ارشادات عمياء ووصفات لأعشاب وزيوت طبيعية مدعين أنها تقي من الإصابة بفيروس كورونا وبعضها لعلاجه، في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من تدفق خطير لمعلومات تغذيها شائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث عملت مع منصات الانترنت الرئيسية لضمان ظهور معلومات منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا في طليعة نتائج عمليات البحث على الانترنت.
يؤكد الدكتور بسام نصر استشاري أمراض باطنية وصحة عامة أن تطبيق التجارب الوهمية العجيبة التي تصدر عن اجتهادات من غير المختصين قد تكون بمثابة خطأ قاتل، محذرا من التفات البعض للوصفات العشوائية وتطبيقها بحجة أنها علاج فعال لمصابي فيروس كورونا.
ويقول :” كورونا فيروس جديد يرتبط بعائلة الفيروسات التي ينتمي إليها الفيروس الذي يتسبب بمرض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة سارز وبعض أنواع الزكام العادي، يهاجم الجهاز التنفسي مسببا بحة في الصوت والتهاب في الحلق يصاحبه آلام في المفاصل وضيق نفس حاد وارتفاع في الحرارة نتيجة مهاجمة الفيروس لبطانة الغشاء المبطن للبلعوم والرئتين، وحدوث تصادم بين جهاز مناعة الإنسان والفيروس المهاجم”.
مشيراً أن شرب السوائل مهم جدا، فجهاز المناعة عند مقاومته للأجسام الغريبة يتطلب وجود كمية كافية من الماء في الجسم، حيث جفاف الخلايا يمكن الفيروس من التغلب عليها، وأن عملية استنشاق الماء الدافئ والغرغرة إن لم تفد لن تضر خاصة وأن الفيروس لديه القدرة على البقاء على الأسطح، وينتقل عن طريق اللمس ورذاذ العطس، لافتاً أن في حالة لمس الأشخاص للأسطح المتواجد عليها الفيروس ومن ثم لمس منطقة الفم والأنف والعيون يستوجب التغسيل بماء دافىء لأن الأغشية المخاطية بمنطقة الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي العلوي تفضل الماء الدافىء عن البارد، كونه يرفع ترطيب مجرى التنفس العلوي الذي يساعد في تقليل فرص توتر الأغشية، وبهذا نضمن تجنب الإصابة.
ويرى أن صور تقوية جهاز المناعة متعددة وضرورية للوقاية من الإصابة بالفيروس، ووفق دراسات أجريت مؤخرا في ايرلندا تحدثت عن ضرورة تناول فيتامين دال بجرع معينة لحماية جهاز المناعة وتقوية الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي، وكذلك فيتامين سي الذي يعمل على تكوين خلايا جديدة بدلا من التالفة وبشكل سريع.
وأضاف” كل شيء مقوٍ للمناعة هو عامل إيجابي لتفادي الإصابة بالفيروس، وفي حالة المصابين فهو عامل قوي وفعال لسرعة الشفاء، أما كبر السن ومن يعانون من أمراض مزمنة فهي عوامل مؤثرة على مناعة الشخص لذلك هم أكثر عرضة للإصابة”.
وعن حديث البعض في نجاح الحبة السوداء من القضاء على الفيروس أكد أن الحبة السوداء تحتوي على مادة الثيموكينون وهي جزء من التركيبة الطبية في علاج هيدروكسي كلوروكين الذي استخدم خلال العقود الماضية لعلاج الملاريا والمطروح الان لمعالجة فيروس كورونا، ولكن حتى الآن لا أحد يستطيع أن يؤكد أو يقول أنها علاج فعال وتقضي على الفيروس تماما، وإن كان لدى بعض الأشخاص رغبة في تناول الحبة السوداء فيجب أن تأخذ بكميات معقولة وبدون إفراط، لكنها ليست العلاج السحري لكورونا.
مؤكدا أن الصحة النفسية والبعد عن القلق مهم جدا في تقوية المناعة ومطلوبة كما هي النظافة الشخصية ونظافة الأماكن الموجودين فيها، والحرص على لبس الاقنعة والكفوف في حالة الخروج من المنزل وفق توصيات منظمة الصحة العالمية واقتداء بدولة الصين التي استطاعت تجاوز خطورة الأزمة والحد من انتشار المرض على أراضيها.