البلاد – رضا سلامة
بينما يصرف الأموال على المرتزقة الموزعين في المنطقة، سواء كان بسوريا أو ليبيا وغيرها من البلدان لتنفيذ الأجندة الإرهابية الإخوانية، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب التركي بالتبرع لمواجهة جائحة كورونا التي يستغلها سياسيا، فجاءه الرد صاعقا من الأحزاب التي دعته لبيع قصوره الفارهة والطائرة الخاصة التي تلقاها هدية من أمير قطر كعربون “شراكة إرهابية”، وحل أزمة كورونا.
وسخرت الأحزاب التركية من طلب أردوغان الغريب بمساعدة الدولة من قبل الشعب بينما يفترض أن يكون العكس، معتبرين أنه يحتفظ بالأموال لتنفيذ أجندته السياسية الخاصة ولا ينفع بها البلاد، في إشارة لدعمخ المتواصل للإرهاب في عدد من الدول.
وقال قيادات في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أبدوا سخريتهم من تبرع أردوغان براتب 7 أشهر لمواجهة الجائحة، ودعته لبيع القصور الفارهة التي يمتلها والتبرع بثمنها لصالح الحملة. وأضاف العضو في البرلمان التركي عن حزب الشعب أنجين ألتاي: “هو من قال إنه يملك 75 مليون دولار لإنشاء قناة اسطنبول المائية، وهو من قال إنه سيقرض صندوق النقد الدولي 5 مليارات دولار، أين هذه المليارات ؟، فليخرجها وينفقها على الشعب بدلا من أن يمد يده للمواطنين، فيما قالت زعيمة حزب الخير القومي ميرال أكشنير، قالت: “اقترح على أردوغان التبرع بطائرته الخاصة التي تلقاها هدية من أمير قطر ويبلغ ثمنها 500 مليون دولار”.
وهربًا إلى الأمام، يواصل الرئيس التركي رجب أردوغان التصعيد في سوريا وليبيا للتعمية على فشله السياسي والاقتصادي في الداخل، وعجزه عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة كورونا، حيث زادت تركيا منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا قبل شهر، من عدد النقاط العسكرية المنتشرة في المنطقة إلى نحو 57 نقطة، بعد أن كانت 12 نقطة فقط في إدلب ومحيطها، مع استمرار إرسالها المزيد من التعزيزات سواء من الآليات أو الجنود الذين بلغ تعدادهم الآلاف.
وتوحي المؤشرات على الأرض بأن استئناف المواجهة في إدلب ومحيطها بات مسألة وقت في ظل قناعة بأن تركيا لم تكن تسعى من الاتفاق الذي أبرمته مع روسيا سوى كسب المزيد من الوقت لترتيب أوراقها العسكرية.
ويرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، جيدو شتاينبرغ، وفقا لشبكة “دويتشه فيله” الألمانية أن وقف إطلاق النار مؤقت وسينهار في أي وقت، وأن سوريا (يقصد نظام الأسد) ومؤيديها الروس واللبنانيين (يعني حزب الله) والإيرانيين قرروا استعادة محافظة إدلب، كل ما نراه الآن هو تراجع من تركيا وحلفائها، وستكون هناك هجمات مرة أخرى خلال فصل الصيف، والهجوم الكبير الذي بدأ في أبريل 2019 سيؤدي في النهاية إلى هزيمة أردوغان.
وفي السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه جرى، الأربعاء والخميس، رصد طلعات مكثفة للطيران الروسي من جبل الزاوية مرورا بريف إدلب الجنوبي وصولا إلى مناطق ريف حلب الغربي، مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات السورية والمسلحين الموالين لها إلى محاور جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي، ونقل المرصد عن مصادر وصفها بالموثوقة أن القوات التركية أصدرت أمرا للجماعات المعارضة بالتأهب، ما ينذر بأن المنطقة مقبلة على مواجهة جديدة، ستكون إن وقعت حاسمة بالنسبة إلى طرفي الصراع.
وفي ليبيا، يعكس تفاعل حكومة الوفاق المدعومة من أردوغان الباهت مع الدعوات الأممية إلى هدنة إنسانية في ليبيا لمواجهة تداعيات وباء كورونا بعد أن كانت تهرول للترحيب بها، متغيرات ميدانية يؤكد متابعون للشأن الليبي أنها ذات علاقة بشحنات الأسلحة التركية الكبيرة التي وصلت طرابلس، وتراهن الميليشيات على هذه الأسلحة المتطورة لإيقاف الجيش الليبي الذي يحقق تقدما في مختلف جبهات القتال.
وبحسب صحيفة “أحوال تركية”، كشف آمر قوة الإسناد التابع لحكومة الوفاق ناصر عمار، عن طبيعة القوة والأسلحة التركية التي وصلت إلى العاصمة طرابلس ومهامها، موضحًا أن القوة التي وصلت عبارة عن فنيين ومتخصصين في تقنيات التشويش وتركيب منظومات الدفاع الجوي، لمواجهة طائرات الجيش الوطني الليبي، كاشفا عن استلام حكومة الوفاق وميليشياتها أسلحة متطورة من تركيا.
وقال المحلل الأمني التركي متين غورجان إن “تركيا استعملت في ليبيا التكتيكات نفسها التي استعملتها في إدلب السورية في أوائل مارس، وهي زيادة الطائرات دون طيار المسلحة التي تستهدف مراكز القيادة البارزة وأسلحة العدو المهمة، إلى جانب دعم المدفعية ونيران الصواريخ”.