الدولية

واشنطن تعترض قرض «دعم الإرهاب»

البلاد – رضا سلامة

في تصد لمحاولات النظام الإيراني استغلال الأوضاع الحالية للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لتوجيهه لدعم ميليشياته الإرهابية ومساعدتها على القتل والتخريب في المنطقة، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن واشنطن تخطط لمنع تقديم قرض طارئ تبلغ قيمته 5 مليارات دولار لطهران من صندوق النقد الدولي، لأن إيران تنفق ميزانيتها على “عمليات إرهابية”.
وقال مسؤولون كبار في إدارة ترمب، حسب الصحيفة الأمريكية، إن الحكومة الإيرانية لا تزال لديها حسابات بمليارات الدولارات، مبينين أن “المسؤولين الإيرانيين لهم تاريخ طويل في ضخ ميزانية السلع الإنسانية في جيوبهم ولصالح القوات الإرهابية الوكيلة عنهم”. ولفتوا إلى أن طهران ستنفق دعم صندوق النقد الدولي، على ميليشياتها في الشرق الأوسط، بدلاً من مواجهة كورونا.

وفي وقت سابق، ردت وزارة الخارجية الأمريكية على مزاعم طهران بعدم إمكانية الحصول على تمويل لتوفير الدواء بسبب العقوبات، قائلة: “إن المسؤولين الإيرانيين يمكنهم استخدام ميزانية المؤسسات المعفاة من الضرائب التي يشرف عليها خامنئي”، في إشارة إلى ثروة المرشد التي تتجاوز 200 مليار دولار، بينما قال رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في وزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك، إنه يجب على طهران إنفاق ميزانية العمليات العسكرية في سوريا والعراق لمحاربة الأزمة الصحية في إيران.

وكان روحاني استجدى صندوق النقد الدولي مجددا، أمس (الأربعاء)، لمنح بلاده قرضا بقيمة 5 مليارات دولار، لمساعدتها في مكافحة تفشي فيروس كورونا، وقال في اجتماع لمجلس الوزراء بثه التلفزيون: “قدمنا طلبا لصندوق النقد الدولي لمنح إيران قرضا قيمته 5 مليارات دولار، لكنه لم يلتزم”. وفيما يشير إلى تسييس أزمة كورونا والخلافات داخل معسكر الملالي، هاجم المكتب السياسي للحرس الثوري، المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهان بور، وقال إن تصريحاته حول المعلومات والإحصاءات الخاطئة التي قدمتها الصين عن الفيروس، غير مسؤولة وضد المصالح الوطنية، وليست في محلها وغير مهنية ومؤسفة، وأدت إلى استياء السفير والحكومة الصينية، ما يؤكد التناقض الكبير في سياسة الملالي القائمة على العداوة ثم التراجع متى ما لزم الأمر، مع سلك طريق الخداع للدول الأخرى، بدليل أن الحرس الثوري قال إنه “ينبغي استرضاء الصين وتصحيح هذه التصريحات”، في خداع جديد لنيل ثقة ودعم الصين.

وبجانب تصريحات جهان بور، أكد مسؤولون آخرون من وزارة الصحة، بما في ذلك رؤساء جامعات العلوم الطبية في كثير من محافظات إيران، أن انخفاض خطورة كورونا بالمقارنة مع الإنفلونزا، وعدم إصابة الأطفال، ومتوسط عمر المصابين، وسرعة الانتشار، وانخفاض معدل الوفيات الناتجة عن مرض كورونا، كلها معلومات غير صحيحة قدمتها الصين حول هذا الفيروس، حتى إن مينو محرز، عضوة اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، قالت: “إن الفتك والعدوى بفيروس كورونا أعلى بكثير مما تقول الصين”.

لكن في المقابل، عمل الحرس الثوري على تسييس القضية بادعاء أنه لا ينبغي الإساءة للحكومة الصينية، متجاهلًا أن إيران بؤرة تفشي كوفيد 19 في الشرق الأوسط، وأحد أكثر البلدان في معدلات الإصابة والوفيات في العالم. وتأكيدًا لذلك، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، شهروز برزجر كلشاني، أن ” الحكومة تضحي بأرواح الناس من أجل العلاقات بالصين”، كما دافع عضو المركز الوطني لمكافحة فيروس كورونا في إيران، الدكتور حامد سوري، عن تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة وكشف في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “ارنا” وجود ما يقارب النصف مليون إصابة في البلاد، واصفا التقديرات الحكومية الحالية حول عدد الإصابات بأنها “غير دقيقة”. تأتي تلك البلبلة بينما تشكك العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة بالأرقام والاحصائيات التي تقدمها كل من إيران والصين حول حقيقة انتشار الفيروس في هذين البلدين اللذين كانا أولى بؤرتي تفشي الجائحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *