تتسارع الأحداث في جميع أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حتى بتنا نرى دولاً أوروبية كبرى وقد أنهكتها معاركها الشرسة مع الفيروس، وهو ما رأيناه في الصين التي خسر اقتصادها عدة تريليونات من الدولارات، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم والقوة العظمى ليست أفضل حالًا هي الأخرى، فقد أنهكها هذا الفيروس الضئيل الذي لا يُرى بالعين المجردة، بل صارت مؤخراً أكثر الدول تضرراً حول العالم من هذه الجائحة.
وتعيش مدن العالم حالةً من الفزع والهلع والذعر ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، وتكالَب الناس على المواد الغذائية في ظل الاستعدادات المحمومة لمواجهة وباء كورونا المستجد، وخاصة في ظل إجراءات الإغلاق الكامل والانهيار الكبير في هذه البلدان.
لكننا هنا في المملكة العربية السعودية نعيش وضعاً مستقراً ومطمئناً بفضل الله تعالى، فقد تم التحسب للأزمة من بدايتها، وأخذتها حكومتنا الرشيدة على محمل الجد منذ اللحظة الأولى، واتخذت في سياق ذلك حزمة من الإجراءات والتدابير الاحترازية المبكرة بدأت بإغلاق المدارس والجامعات والتحول إلى التعليم عن بعد، وأعقب ذلك حزمة أخرى من الإجراءات المهمة صحياً واقتصادياً وتموينياً، وعلى مستوى العمل، وحركة الطيران، ووسائل النقل المختلفة، كل ذلك لمحاصرة المرض وتضييق دوائر انتشاره.
وتتلاحق الإجراءات التي تتخذها حكومتنا الرشيدة لمواجهة هذه الجائحة غير المسبوقة عالميًّا والتقليل من آثارها السلبية على مجتمعنا، ونحن – ولله الحمد – فخورون بوطننا وشعبنا وقادتنا وفقهم الله؛ لأن ما قامت وما تقوم به الدولة حفظها الله بتوجيهات قيادتنا الحكيمة من إجراءات احترازية كان لها أبلغ الأثر في حماية المجتمع وصيانته من تفشي المرض.
لقد نجحت المملكة العربية السعودية بمرتبة الشرف الأولى في تحدي كورونا، ولا نبالغ إن قلنا إن الخطة التي أعدتها المملكة لاحتواء هذا الوباء والتقليل من آثاره تعد مضرب المثل في كيفية التعامل مع هذه الظروف غير المسبوقة، على عكس ما حصل في كثير من البلدان من تأخرٍ في القيام بالإجراءات الحاسمة التي كان ينبغي اتخاذها من البداية ما فاقم من حجم المشكلة لديها.
وها هي المملكة تتفوق بفضل الله ثم بفضل حكمة وحصافة قادتها على الدول الكبرى في العالم في كيفية احتواء أزمة كورونا، فقد كانت طريقة إدارتنا للأزمة بفضل الله تعالى ناجعةً جداً في محاصرة المرض والتقليل من آثاره السلبية مقارنةً بما جرى في معظم دول العالم.
وبكل فخر أقول: لقد وفقنا الله سبحانه وتعالى للتعامل الأمثل مع هذه الأزمة بغض النظر عن فوارق مساحة البلد وعدد السكان وحجم الإمكانات العلمية والتجهيزات الطبية وغير ذلك، فلا شك أن أمريكا قارة بحد ذاتها، ولكن العبرة هنا هي في كيفية إدارة الأزمة واتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة وقبل فوات الأوان، ويأتي قبل هذا وبعده توفيق رب العزة والجلال، وحفظه لهذه البلاد الطاهرة أرض الحرمين الشريفين.
حفظ الله مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد، وكافة أبناء هذا الوطن الغالي وكل مقيم على أرضه وسائر بلاد المسلمين.