الدولية

اليمن: المليشيات تحول المدن إلى «حقول ألغام»

 جدة – البلاد

تتمادى مليشيات الحوثي في إرهابها للمدنيين، وتتسبب في قتلهم وتعذيبهم، إذ لم توقف المليشيات قصفها للمواقع السكنية والمنشآت العامة، وحولت اليمن إلى حقل ألغام برزاعتها له في مختلف المدن والطرق الرئيسية، ما يعرض الأبرياء لخطر الموت وبتر الأعضاء متسببة لهم في إعاقات دائمة وتشوهات جسدية.

وأكد مركز حقوقي يمني أن ميليشيات الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عن زراعة الألغام بمختلف أنواعها، بما فيها الألغام البحرية، في مختلف أنحاء اليمن، مشيرا إلى أنها “مازالت تزرعها حتى اللحظة في كل مكان تضع يدها عليه”.

وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، في بيان له، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام والذي يصادف الرابع من أبريل من كل عام، إنه في الوقت الذي يحقق فيه العالم تقدما بالتخلص من بقايا الألغام الأرضية، فإن اليمن يغرق في حقول لامتناهية من الألغام المزروعة بشكل يستهدف المدنيين على وجه الخصوص، مبينا أن أسوأ مظاهر الحرب في اليمن التي تدخل عامها السادس هو الاستخدام غير المسبوق للألغام في أماكن متعددة وبدون خرائط واضحة، الأمر الذي يصعب معها أي جهود لإزالتها ولو مستقبلا.

ولفت المركز وهو منظمة إقليمية حاصل على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، إلى نحو 8 آلاف ضحية للألغام معظمهم من النساء والأطفال على الأقل، فضلا عن عشرات الآلاف من مبتوري الأطراف الذين خلفتهم تلك الألغام، ما يؤكد بجلاء حجم الكارثة الإنسانية التي ترتكبها مليشيات الحوثي في اليمن بحق العزل من الرجال والنساء والأطفال دون اكتراث بالعواقب.

وبحسب التقارير، فقد لقي نحو ٥٥ شخصا حتفهم، وأصيب ٥٠ آخرون من العاملين في برامج نزع الألغام حتى أواخر العام المنصرم 2019، بينما قال المركز إن أكثر المناطق تضررا من زراعة الألغام هي الحديدة وتعز، مضيفا أن “هذا لايعني أن مناطق أخرى أقل، ولكن فرق نزع الألغام لم تصل إلى تلك المناطق بعد لمعرفة حجم الكارثة فيها”، منوها إلى أن اليمن يجثو اليوم على أكبر حقل ألغام في العالم، ولن يتم كشف حقيقة تلك الكارثة إلا بعد أن تتوقف هذه الحرب وتظهر آثارها للعلن.

واقتصر استخدام الألغام على ميليشيات الحوثي بشكل حصري، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من مليوني لغم أرضي زرعها الحوثيون في 15 محافظة يمنية، من جميع أنواع الألغام المضادة للمركبات والأفراد والألغام البحرية، ومعظمها محلية الصنع أو مستوردة، وتم تطويرها محليا لتنفجر مع أقل وزن، ما ينبئ بخطر كبير على صحة الإنسان اليمني في ظل التخريب المستمر لمليشيات الحوثي، وعدوانها الدائم على الشعب اليمني وعدم امتثالها للقوانين والأعراف الدولية، وتجاهلها لحقوق الإنسان لتحقيق مآربها الإرهابية على جثث الأبرياء، بينما تجد التصدي الحازم من الحكومة الشرعية، مدعومة من تحالف دعم الشرعية الذي يتصدى دوما للعدوان الحوثي بقوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *