الدولية

أردوغان يرتكب جرائم ضد الإنسانية في زمن المعاناة

البلاد – رضا سلامة

كعادته في عدم الاكتراث لأية اعتبارات إنسانية واستثماره في معاناة البشر، استهدف أردوغان أخيرا خطوط ومحطات كهرباء في شمال سوريا، وطائرة شحن طبية في ليبيا، وتراجع عن تأجيل سداد فواتير الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي للمواطنين الأتراك، فيما يمكن وصفه بجرائم ضد الإنسانية في وقت تتضافر جهود العالم لمواجهة تحد مميت يواجه البشرية، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف النزاعات في شتى أنحاء العالم لتعزيز جهود مكافحة جائحة كورونا، وتسابقت حكومات العالم في تقديم الدعم لمواطنيها للتغلب على الأوضاع المعيشية الصعبة المترتبة على انتشار الفيروس وإجراءات مكافحته، التي تطلبت تقييد الحركة والنشاط الاقتصادي.

وأعلنت السلطات السورية استئناف ضخ المياه القادمة من محطة “علوك” إلى مدينة الحسكة وما حولها وعودة التيار الكهربائي، أمس (الاثنين)، بعد إصلاح خط نقل المياه إلى مدينة الحسكة وصيانة محطة تحويل كهرباء “تل تمر” وإعادتها إلى الخدمة، بعد اعتداءات تركية استهدفتهما وأدت إلى قطع المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة في شرق الفرات شمال سوريا.

وألقت السلطات في سوريا المسؤولية على القوات التركية بخصوص توقف محطة الكهرباء الذي قصفته أنقرة بعد يومين من اتهامها بتعطيل محطة المياه في اعتداء آخر، إذ تقول دمشق إن استهداف محطة كهرباء تل تمر والخطوط والشبكات الكهربائية المغذية لها من قبل القوات التركية هو الخامس من نوعه منذ تواجدهم بالمنطقة، متهمة القوات التركية باستهداف البنى التحتية والمنشآت الخدمية الموجودة في ريفي المحافظة الشمالي والغربي بشكل متكرر لحرمان الأهالي من خدماتها.

واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، في وقت سابق، تركيا بالإضرار المتعمد بالسكان المدنيين في شرق الفرات، وقطع مياه الشرب عنهم، ما يهدد بتفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد- 19)، موضحة في تقرير لها أن تركيا قطعت عدة مرات الخط الذي يقوم بنقل المياه إلى المدن الواقعة في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أنها بذلك تعرض جهود مكافحة المقيمين في تلك المناطق لفيروس كورونا للخطر، مشيرة إلى أن المسؤولين الأكراد يتهمون تركيا بالوقوف وراء عمليات قطع المياه، مؤكدين أنها تريد الضغط عليهم في الأماكن التي يسيطرون عليها من خلال قطع المياه والكهرباء.

وفي تأكيد على أن جرائم أردوغان بحق المدنيين ممنهجة ومتعمدة، استهدف طيران تركي مُسيّر طائرة شحن طبية بمهبط مدينة ترهونة جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس. وقال الناطق باسم اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا التابعة للحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب الشرعي المنتخب، الرائد مجدي العرفي، إن الطائرة كانت تحمل مستلزمات طبية ومعدات تجهيز لمراكز عزل خاصة بوباء كورونا لبلديات المنطقة الغربية، وكانت مرسلة من الحكومة الليبية المؤقتة، الأمر الذي أكده المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، جدد الدعوة إلى إسكات البنادق في مناطق الصراع العربية، حتى يتسنى تركيز الجهود الوطنية على مواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا، كما جدد رفض وإدانة الجامعة العربية لكافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في الشأن الليبي، والخروقات المتعددة لحظر السلاح المفروض على البلاد، واستقدام المقاتلين الإرهابيين إلى ساحات القتال، في إشارة إلى تركيا.

وفي الداخل التركي، فوجئ عدد من أصحاب الأنشطة التجارية في مدينة قونيا جنوب تركيا، بقطع الكهرباء عنهم بسبب تراكم الاستحقاقات عليهم، وذلك رغم أن أردوغان أعلن حزمة جديدة من الإجراءات لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، من بينها تاجيل سداد فواتير الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي.

مالك أحد المطاعم في مدينة قونيا، يدعى رفيق كاسكين، اعترض على قرار قطع الكهرباء عنه وعدم تنفيذ ما وعد به أردوغان والحكومة من إرجاء سداد الفواتير، في ظل إغلاق المطاعم، وقال لصحيفة “زمان التركية”، أمس، “لقد اغلقتُ مطعمي، بعد أن منحت العاملين عطلة لمدة 14 يومًا. ولكن بعد يومين وصلتني رسالة أن فاتورة الكهرباء وصلت إلى ألف و602 ليرة. ولكنني لم أدفعها لأن رئيس الجمهورية قال إنه لن يتم قطع الكهرباء. ثم عرفت أن الكهرباء قد قطعت عنا. ووجدت المواد الغذائية قد فسدت داخل الثلاجات. خسرت منتجات بقيمة 3 آلاف ليرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *