البلاد – رضا سلامة
رغم الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها النظام الإيراني بفعل عقوبات الضغط الأقصى الأمريكية، إلا أنه يبدد موارد الدولة في تمويل أذرعه الإرهابية في الخارج ويضيق الوضع المعيشي على الشعب.
وفي وقت تبدو مخاطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مع واشنطن قائمة بقوة، يواصل الملالي حالة التضليل والتخبط في ملفي الطائرة الأوكرانية ومكافحة كورونا، مما يعمق أزمات النظام الذي بات في أضعف حالاته وأوقاته.
وكشفت صحيفة “همشهري”، أمس (لأحد)، عن الصعوبات التي تواجه إيران في تمويل ميليشياتها، منتقدة تصريح رئيس مؤسسة المستضعفين، برويز فتاح، بأنه دفع رواتب مسلحي ميليشيات “فاطميون” في سوريا خلال فترة سابقة، بناء على طلب قاسم سليماني من ميزانية المؤسسة. وكتبت الصحيفة أن “رئيس مؤسسة المستضعفين ليس لديه الذكاء الكافي ليدلي بهذه التصريحات”.
وسبق أن قال فتاح إنه بسبب العقوبات واجه فيلق القدس عجزا في الميزانية لدفع رواتب مسلحيه الأفغان في سوريا، مضيفًا: “قال سليماني: ساعدوني في سوريا. أي إن الأمور وصلت إلى نقطة لا يستطيع معها سليماني دفع رواتب جنوده. كان يقول إن هؤلاء هم إخواننا الأفغان، وكان يطلب المساعدة من أناس مثلنا”.
برويز فتاح الذي كان رئيسا للجنة الإمام للإغاثة ثم رئيسًا لمؤسسة المستضعفين كشف أيضًا عن الميزانيات المختلفة للحرس الثوري، فضلًا عن إضافة 200 مليون يورو إلى ميزانية فيلق القدس بعد مقتل سليماني، ما يؤكد أن النظام الإيراني يبدد موارد البلاد على التنظيمات الإرهابية في وقت يعاني الشعب من أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة.
وعبرت صحيفة “جهان صنعت” الإيرانية، أمس، عن المخاوف بشأن حرب محتملة بين واشنطن وطهران، إذ يرى خبير العلاقات الدولية والمتعمق في شؤون الشرق الأوسط بير محمد ملازهي، أن التحرك الأمريكي في العراق والمنطقة ليس مجرد حرب نفسية ويعتقد أن الضربة قادمة تجاه إيران، معتبرا أن الولايات المتحدة تخطط لمفاجأة ومهاجمة الحشد الشعبي والقضاء على القوات الموالية لإيران، وإذا تحرك الحرس الثوري الإيراني لدعم الحشد الشعبي، فمن غير المستبعد أن تهاجم الولايات المتحدة إيران، مشيرا إلى أن إيران ستلعب دورا تخريبيا في المنطقة بأكملها كعادتها.
وفي كشف لتضليل الملالي في أزمتي إسقاط الطائرة الأوكرانية ومكافحة فيروس كورونا، أوضح عضو اللجنة القانونية في البرلمان الإيراني، حسن نوروزي، في حديث مع صحيفة “همدلي” أنه رغم ادعاءات السلطة القضائية باعتقال كثير من الأشخاص في قضية “الطائرة الأوكرانية”، إلا أنه الحقيقة غير ذلك فلم يتم القبض على أي شخص.
إلى ذلك، أثار الرئيس الإيراني حسن روحاني قلق الشارع الإيراني بإعلانه في اجتماع المركز الوطني لمكافحة كورونا، أمس، بدء الأنشطة الاقتصادية يوم 11 أبريل الحالي، في ظل تحذيرات مسؤولو وزارة الصحة من القرارات المتعجلة التي ستضاعف خطر كورونا، وهو القرار الذي انتقده وزير الصحة ورآه سيؤثر سلبًا على مكافحة الفيروس والنظام الصحي واقتصاد البلاد.