جدة – البلاد
لم تتوقف مليشيات الحوثي المدعومة من إيران عن أعمالها الإرهابية التخريبية في اليمن، والتي تهدف إلى تدميره وتشريد المدنيين الأبرياء وقتلهم، واستخدام البعض الآخر في تنفيذ الهجمات الإرهابية، كما حدث في العملية التي نفذتها المليشيات أمس (الأحد)، عندما أطلقت صاروخا باليستيا تجاه محطة الضخ الخاصة بأنبوب “صافر” النفطي والواقعة في (صرواح) غرب محافظة مأرب، بحسب ما أعلنت وزارة النفط والمعادن اليمنية، بينما ارتكبت المليشيات الحوثية أمس، مجزرة شنيعة بقصف السجن المركزي في تعز بصاروخ استهدف قسم النساء، لتقع 30 أمراة ضحية حسب الأنباء الأولية.
واعتبرت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن الاعتداء عملا إرهابيا تخريبيا يستهدف مقدرات الدولة اليمنية ومنشآتها الحيوية، وممتلكات ومكتسبات الشعب اليمني الوطنية، مبينة أنه امتداد لانتهاكات المليشيات الحوثية الإرهابية وأعمالها التخريبية المستمرة ضد الشعب اليمني الشقيق.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، إن الاعتداء امتداد للأعمال الإرهابية والعدائية التي تنفذها مليشيات الحوثي المدعومة، مشيرا إلى أنها أطلقت صاروخا بالستيا من محافظة صنعاء السبت باستخدام الأعيان المدنية لمكان الإطلاق، وسقط بعد إطلاقه داخل الأراضي اليمنية في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة بمنطقة زراعية ذات كثافة سكانية وأعيان مدنية بالقرب من قرية عكوان بعد أن قطع مسافة 200 كلم.
ولفت العقيد المالكي إلى أن الاستمرار المتعمد من المليشيات الحوثية الإرهابية بانتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الصواريخ البالستية، وسقوطها عشوائياً على المدنيين وكذلك التجمعات السكانية، يهدد حياة المئات من المدنيين، مؤكدا أن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في اتخاذ الإجراءات الحازمة لتحييد وتدمير هذه القدرات البالستية لحماية المدنيين بالداخل اليمني، وحماية الأمن الاقليمي والدولي.
في السياق ذاته قالت وزارة النفط اليمنية، في بيان لها أمس: “إن هذا الاستهداف من قبل ميليشيات الإرهاب لمحطة ضخ النفط يمثل عملا إجراميا وتخريبيا وكارثة على طريق الاستنزاف المتواصل لمقدرات الدولة ويؤكد حقيقة استهتار وعبث تلك الميليشيات المدعومة من إيران بمقدرات وممتلكات الشعب اليمني، وأنها لا تجيد سوى لغة التخريب والهدم”.
وأضافت الوزارة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن “ارتكاب الميليشيات لهذا العمل الجبان والجريمة النكراء تأكيد على حقيقة سعيها لتدمير كل مقدرات الشعب اليمني ومكتسباته، كما أنه تأكيد على سلوكها المنحرف في نقض العهود والمواثيق، ومجانبتها لكل القيم والاعتبارات الوطنية والإنسانية التي تحتم أن تبقى المواقع الاقتصادية محايدة وبعيدة عن الحروب العبثية والأفعال الهستيرية التي تقترفها بشكل مستمر ومتواصل في مناطق ومحافظات اليمن كافة”.
وبحسب البيان، فإن الميليشيات تسعى من هذه العملية إلى خلط الأوراق والاتجاه ومواصلة حروبها التدميرية ضد المكتسبات الوطنية”، مناشدة كل القوى والمكونات السياسية في الداخل والخارج إلى سرعة التدخل ووضع حد لهذه الميليشيات الإرهابية واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تضمن وقف مثل هذه الأعمال العدوانية والسافرة ضد الشعب اليمني واتخاذ الإجراءات والتدابير الممكنة لحماية ما تبقى من المنشآت الحيوية التي يمتلكها الشعب اليمني، مشيرة إلى أن هذا العمل التدميري من شأنه أن يفشل الجهود المضنية والمبذولة لإيجاد وخلق بيئة ومناخ استثماري جذاب ويعيق عودة الشركات النفطية الأجنبية للبلاد لاستئناف نشاطها في إنتاج وتصدير النفط الخام.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، إن استهداف المليشيا الحوثية محطة الضخ الخاصة بأنبوب صافر النفطي ليس الاستهداف الأول للمنشآت والمرافق النفطية، فقد منعت فريق خبراء الأمم المتحدة من معاينة وصيانة ناقلة النفط صافر التي تحتوي على أكثر من مليون برميل نفط رغم مرور ٥ أعوام على الصيانة الدورية.
ولفت إلى أن هذا الاعتداء الاجرامي والتدمير المتعمد للمنشآت والمرافق النفطية التي كلف تشييدها ملايين الدولارات يؤكد أن المليشيات الحوثية لا تجيد سوى الهدم والتخريب، وأن نهجها قائم على تدمير الدولة ومقدراتها والعبث بالاقتصاد الوطني وسياسة التجويع والافقار للشعب اليمني لتركيعه وإذلاله، محملا المليشيات المسئولية الكاملة عن الاعتداء التخريبي، داعيا الأمم المتحدة لإدانة واضحة والضغط على المليشيات لوقف استهداف المكتسبات الوطنية والحيلولة دون وقوع كارثة كبرى في سفينة النفط صافر سندفع ثمنها لأجيال قادمة.
