جدة – عبد الهادي المالكي
مع قرار اغلاق محلات الحلاقة الرجالية وصالونات التجميل النسائية في اطار الإجراءات الاحترازية التي تم الاعلان عنها لاحتواء فيروس كورونا بسبب تقارب الأفراد أثناء عملية الحلاقة إضافة الى احتمال انتقال العدوى من الحلاق إلى الزبون فإن وزارة الصحة اكدت عبر حسابها الرسمي وعبر رسائل الجوال بأن الحلاق والكوافير يساهمان في انتشار العدوى نظرًا لاستخدامهما أدوات الحلاقة بصورة متكررة بين عدة أشخاص الامر المؤدي لتفشي العدوى شأنهما في ذلك ، شأن المعلم الخصوصي ومندوب التوصيل -غير الرسميين- لجهة عدم تطبيقهما إجراءات السلامة الوقائية، واختلاطهما المتكرر مع أشخاص في البيوت خلال فترة عملهما ، محذرة في الوقت نفسه من بعض الممارسات التي تتم في المنازل ، مشيرة بذلك الى أن زيارة العاملين في مهن الحلاقة والكوافير الى المنازل تعد من الأمور الخطيرة التي يمكن ان تنشر الفيروس.
« البلاد » التقت بعدد من المختصين والمواطنين والذين اكدوا أن الحلاق المتجول عبارة عن فيروس متجول ” خصوصا بعد ضبط خروقات وانتهاكات وممارسات منزلية عشوائية في ابرز صور التحايل والالتفاف حول قرار إغلاق صالونات الحلاقة لمواجهة انتشار فيروس كورونا ، مؤكدين أن بعض الحلاقين لجأوا للعمل بشكل سري في منازلهم ونقل كرسي الحلاقة وعدة الشغل إلى مقر سكناهم واستقبال زبائنهم هناك والبعض منهم يذهب الى الشخص الذي يرغب في الحلاقة في منزله مصطحبا معه ادوات الحلاقة مخالفين بذلك الاوامر الصادرة التي تحد من انتشار فيروس كورونا ومن ضمنها اغلاق صوالين الحلاقة.
من جهة اخرى أظهرت مقاطع فيديو متداولة مشاهير سناب شات ومواطنين وهم يخالفون الإجراءات الاحترازية والوقائية من العدوى حيث تباهى احد من يطلق عليهم مشاهير عبر فيديو نشره وهو يجمع أصدقاءه ويستدعي حلاقين آخرين. الجهات الأمنية القت القبض على هؤلاء بسبب مخالفة قرارات الوقاية .واستكملت الإجراءات النظامية اللازمة حيال المستهترين بصحة المواطنين والمقيمين.
كما أن الخطورة الأكبر تكمن في الأدوات التي يستخدمها الحلاقون في الحلاقة للزبائن، فمعظمها أدوات لا تتغير، مثل ماكينة الحلاقة ومشط التصفيف، كما أن تعقيمها لا يضمن نظافتها بشكل كامل، إذ إنها تنتقل من رأس إلى أخرى على مدار أيام إن لم يكن أسابع أو أشهر! بالإضافة الى اختلاط الحلاق نفسه بزملائه وأبناء جلدته الذين يخالطون هم الاخرين.
أوهام النظافة
الى ذلك اوضح عدد من استشاريي أمراض الصدر ان الإصابة بمرض كورونا يمكن ان يكون مصدرها صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية ،ما يشكل خطرا وسببا كافيا للامتناع عن الحلاقة مؤقتا ، وأن إشعال النار في أمواس الحلاقة لا يكفي لقتل الجراثيم، وأغلب الصالونات المستخدمة في محال الحلاقة غير مضادة للجراثيم والبكتريا.
ورغم خداع الحلاقين للزبائن ومحاولة إقناعهم بنظافة صالونات الحلاقة، الا ان هذا الامر غير صحيح لأنها غنية بالجراثيم والبكتيريا الضارة والأمراض المعدية فهم يوهمون زبائنهم بالنظافة والعناية عبر الديكورات واستخدام.
أجهزة وأدوات حلاقة غالية، وتعقيمها عبر رشها بالكولونيا ومن ثم إشعالها بالنار لقتل الجراثيم، وهذا غير كاف ، مؤكدين على سهولة انتقال فيروس كورونا في صالونات الحلاقة لكونها أماكن مغلقة مما يسهل انتقال الفيروس ، سيما ان كثرة الأشخاص في الأماكن المغلقة تزيد من فرصة إصابة الأشخاص بالفيروس. بالإضافة لعدم ضمان خلو الحلاق نفسه او احد زبائنه من الفيروس.
قرار إيجابي
الدكتور اسماعيل محمد التركستاني استشاري العدوى والمناعة بمستشفى مدينة الحجاج بالمدينة اكد ان الاختلاط في مجتمعات ضيقة سبب رئيسي من اسباب انتقال الفيروس من شخص الى اخر وكما نعلم بان الحلاق ينتقل من بيت الى بيت اخر وهكذا يدخل اكثر من بيت ومن استراحة الى اخرى عوضا عن مروره ببعض اصحاب المهنة من زملائه او من جنسيته في الطريق والسلام عليهم بمصافحتهم ثم بعد ذلك يمسك بيده ادوات الحلاقة او وضع يده على خد الشخص الذي يقوم بحلاقته وغيرها من الامور التي لا تخفى على من تعود على ارتياد الحلاقين. ولهذا كان قرار اغلاق صوالين الحلاقة امرا ايجابيا .
بؤرة العدوى
عدد من الاعلاميين منهم عبدالله الغامدي مدير العلاقات العامة والإعلام بجمعية المدربين السعوديين والاعلامي حميد المالكي والمراسل الصحفي والتلفزيوني نزار العلي اجمعوا على ان جلب الحلاقين للمنازل قد يكون سببا في انتقال العدوى بين افراد الاسرة وانتشار الفيروس ولذلك يقول عبد الله الغامدي انا اعتمد على نفسي في الحلاقة والادوات الشخصية الخاصة بي، مشيرا الى ان هناك من يخالف الانظمة بجلب حلاقين الى المنازل ونصيحتي لهؤلاء باتباع الانظمة التي وضعت لمصلحة الجميع ويجب علينا التقيد بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية.
حلاقة شخصية
فيما اكد الاعلامي حميد المالكي اهمية الالتزام بالاجراءات والتوجيهات الصادرة من قبل حكومتنا الرشيدة والجهات الرسمية ممثلة في وزارة الصحة والجهات الامنية ومن ضمنها إغلاق صوالين الحلاقة وعدم الاستعانة بشخص من خارج اطار الاسرة ، مضيفا: انا احلق في البيت ولدي مستلزماتي الخاصة واحلق لنفسي وفي البيت هناك حجر فردي.
زيارة يومية
في ذات السياق يشير نزار العلي الى ان هناك أشخاصا معتادون على زيارة الحلاق كل يوم قبل الذهاب للعمل ولكن يجب على الانسان ان يكون مستعداً دائماً للبدائل في الظروف الطارئة كظروف السفر وغيرها، سيما ان هناك أدوات حلاقة شخصية وكهربائية متوفرة دون الحاجة للذهاب الى الحلاق.
ايوب الغامدي اعتبر ممارسة البعض للحلاقة من منازلهم او زيارة زبائنهم في المنازل جريمة في حق الاسرة والمجتمع بسب استخدام نفس الادوات وقرب الحلاق من الزبون بين اسرته واطفاله مما يتسبب في نقل العدوى اليهم وباستطاعة كل من اراد الحلاقة ان يشتري الادوات من المحلات التجارية والصيدليات والحلاقة بنفسه ضمانا لصحته وصحة اهل بيته. فيما نوه عدد من المواطنين منهم وليد الزهراني واحمد الزبيري وحميد الجدعاني بالقرارات والأوامر الاحترازية والوقائية للحد من انتشار هذا الوباء، ومنها إغلاق محال الحلاقة الرجالية.
اتباع الارشادات
وليد الزهراني قال : نحن في هذه الازمه نحتاج لان نتعاون مع حكومتنا بتقيدنا بالتعليمات واتباع الارشادات التي تصب في مصلحة الجميع من مواطنين ومقيمين بشكل عام فنحن في سفينة واحدة وغرقها يعني غرق الجميع ولا نرضى باي شخص ان يقوم باحداث ثقب في هذه السفينه باية حال من الاحوال.
وبالنسبة للحلاقة صراحة هذا شيء صعب على الجميع لان الغالبية لا يعرفون ان يحلقوا لانفسهم ولكن نتعاون قدر استطاعتنا فانا مثلاً امتنعت عن الحلاقين واكتفيت بنفسي ومساعدة زوجتي.
وقال احمد الزبيري : لقد تعودت على الحلاقة في منزلي منذ 15 عاما بحكم انني كنت اعمل في فندق وكان مطلوبا مني ان احلق كل يومين وفي خضم هذا الوباء يجب ان يحرص كل شخص على صحته بالابتعاد عن كل ما هو مسبب لانتقال العدوى ومن هذه المسببات الحلاقون.
وقال حميد الجدعاني: البعض يخاطر بنفسه وأهله بجلب حلّاق سري للمنزل وشخصيا ليست لدي مشكلة مع هذا القرار حيث أنني وقبل وباء كورونا كنت أقوم بالحلاقة المنزلية بنفسي ولهذا أنصح بالحلاقة المنزلية خلال هذه الأزمة كخيار للحد من انتشار الوباء والمشاركة في التباعد الاجتماعي. ولا ننسى: “كلنا مسؤول”.
