في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن كوريا الجنوبية قد سيطرت تماماً على فيروس كورونا المستجد، وأنها أحكمت قبضتها على تفشي هذا الوباء، إلا أنه حدث شيئا لم يتوقعه أحد أدى إلى تدمير كل جهود الدولة في الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها.
فجأة ارتفع عدد الإصابات بشكل جنوني إلى أكثر من 9 آلاف شخصا، فما هو السبب الذي أدى إلى حدوث هذه الكارثة؟
يعود ذلك الأمر إلى المريضة “رقم 31” ، فهى امرأة تعرضت لحادث سيارة صغير في مدينة دايجو، التي يزيد سكانها على 2 مليون شخص، ذهبت تلك المرأة إلى المستشفى بعد الحادث للاطمئنان، وهناك عرض الأطباء عليها إجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا نتيجة ارتفاع حرارتها، إلا أنها أصرت على مغادرة المستشفى.
وعادت هذه السيدة لحياتها الطبيعية، وحضرت طقوس دينية في كنيسة شينتشيونجي بالمدينة في 9 و 16 فبراير، بحضور أعداد كبيرة من الناس، وذهبت لتناول الغداء في بوفيه بأحد الفنادق في نفس الفترة.
وفي يوم 17 فبراير بدأت تظهر أعراض فيروس كورونا على هذه المرأة وخضعت للفحص وتأكدت من إصابتها.
وفي الأيام التي تلت ذلك، تم تشخيص مئات الحالات في الكنيسة بفيروس كورونا، والتي مثلت 80% من الحالات في البلد بأكمله.
وحصلت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في كوريا الجنوبية، على قائمة تضم 9300 شخص، حضروا الطقسين الدينيين بكنيسة شينتيونجي، حيث أصيب نحو 1200 منهم من أعراض تشبه أعراض الانفلونزا، وأكدت مئات الحالات.
كما ظهرت مجموعة أخرى من المصابين بالقرب من مستشفى في تشيونجدو وهى مقاطعة قريبة من دايجو، وقامت السلطات بالتحقيق بوجود رابط بين حضور أعضاء من كنيسة شينتيونجي في دايجو جنازة في نفس التوقيت أيضا ، وبذلك فهذا يعني أنه يمكن ربط المريضة رقم 31 بتفشي فيروس كورونا المستجد بين مقاطعة دايجو و تشونغدو، وتمثلان نحو 80% من الحالات المؤكدة في البلد بأكمله.
كما حققت السلطات في كيفية إصابة المريضة رقم 31 بفيروس كوفيد 19 خصوصا أنها لا تملك سجلا حديثا للسفر أى أنها لم تسافر إلى الخارج، وليس لديها اتصال سابق معروف بحالات مؤكدة أخرى.