الإقتصاد

التحركات السعودية تعجـل بتوازن أسواق النفط

جدة – عواصم – البلاد

خلال أقل من 24 ساعة استعادت أسعار النفط في الأسواق العالمية بعض مكاسبها بارتفاعات ملموسة تجاوزت 22 % بعد دعوة المملكة لاجتماع عاجل لمجموعة (أوبك بلس)، حيث محت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت جزءا من الخسائر في جلسة التداول في آسيا الجمعة لترتفع في التعاملات الأوروبية المبكرة فوق 34.25 دولاراً للبرميل، مع آمال قوية بشأن اتفاق عالمي كبير لخفض الإمدادات بهدف دعم الأسعار ، بعد الدعوة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع عاجل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة هذا الأسبوع لدول اتفاق ( أوبك بلس) ، سعياً للوصول إلى اتفاق عادل، يعيد التوازن المنشود للأسواق في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.

وجاءت دعوة السعودية وتحركاتها في هذا الاتجاه انطلاقا من حرصها على استعادة التوازن للسوق النفطية ولمصالح الدول المنتجة والمستوردة على السواء، وهو موقف التزمته دائما في سياستها النفطية استشعار بمسؤوليتها الرائدة على مدى تاريخ طويل باعتبارها الدولة الرئيسية الأهم في حجم الاحتياطيات والقدرة على الإنتاج، ورمانة الميزان في ضمان استقرار الإمدادات النفطية للأسواق العالمية ، وحرصها على تحقيق أكبر قدر ممكن لتوازن المصالح المشتركة بما يدعم استقرار الاقتصاد العالمي.

تأييد واستجابة
هذه الحقائق أشارت إليها المملكة في بيانها بشأن دعوتها للاجتماع العاجل لمجموعة أوبك والدول المنتجة الرئيسية من خارج المنظمة وفي مقدمتها روسيا ، أو ما يعرف بمجموعة ( أوبك + ) للوصول إلى اتفاق يعيد التوازن في سوق النفط، حيث قامت المملكة بحشد التأييد لذلك من 22 دولة إلا أنه تعذر الوصول إلى اتفاق لعدم الحصول على الإجماع. وتمثل استجابة الدول المعنية من داخل أوبك وخارجها لعقد الاجتماع وترحيبها بجهود المملكة ، تأكيدا لصواب موقف الرياض على مدى الشهور الماضية تجاه التحديات القائمة الناجمة عن تفشي جائحة كورونا وأضرارها الفادحة على الاقتصاد العالمي والانهيارات التي شهدتها أسواق النفط.

ويرى المراقبون أن اجتماع دول ( أوبك بلس ) وما سيتسفر عنه من اتفاقات تعكس إرادة جماعية مع تأييد أمريكي لهذا التوجه من شأنه رفع الأسعار إلى مافوق 40 دولارا ، مع آمال متزايدة بتعافي الاقتصاد العالمي على مدى أطول من آثار جائحة كورونا ، ويرغب عدد من الدول المنتجة للنفط من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول في الانضمام إلى التحالف القائم “أوبك +” وفقا لما قالته مصادر لوكالة الإعلام الروسية ،مشيرة إلى أنه من المحتمل أن يبحث الاجتماع المتوقع بعد غد الاثنين السادس من ابريل الجاري ، ضم أعضاء جدد، وقد يسفر عن اتفاق بخفض كبير للإنتاج يقدر بحجم 10 ملايين برميل يوميا على ضوء واقع السوق ومستجداته ، بما يسهم في تحقيق استقرار سعري.

وكالة الطاقة والشركات
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أشارت في تقرير، إلى أن الأزمة العالمية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا ستمتد تداعياتها عبر سلاسل إمداد النفط العالمية، وتصل إلى أجزاء أخرى من قطاع الطاقة.

وقالت: إن الأسعار المتاحة للمنتجين في غرب كندا تراجعت إلى خانة الآحاد، في حين ظهرت حالات لأسعار سلبية في أجزاء من أمريكا الشمالية لخامات أخرى ، محذرة من تداعيات انهيار سعر النفط على قطاعات طاقة أخرى، مضيفة أن انخفاض أسعار النفط لفترة ممتدة سيؤثر على فرص التحول إلى مصادر للطاقة النظيفة مثل الغاز الطبيعي.

وضغطت الانهيارات السعرية على الخطط المستقبلية لأكبر شركات النفط والغاز في العالم التي باتت تسارع للإعلان عن تخفيضات في الإنفاق ، وتقدر التخفيضات المعلنة في الإنفاق لـ 8 شركات نفط كبرى مجتمعة إلى 28 مليار دولار، وهو ما يمثل انخفاضا بـ 20% عن الإنفاق الذي كان مقررا بـ 142 مليار دولار خلال 2020. ومن بين أكبر الشركات التي أعلنت عن تخفيضات هذا العام، ( رويال دتش شل) التي خفضت الإنفاق الرأسمالي بـ 5 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار ، فيما خفضت شركة (بي بي) الريطانية خطتها للإنفاق بنسبة 25% إلى 12 مليار دولار،

مشيرة إلى أنها ستخفض إنتاج النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة ، كما أعلنت إكسون موبيل أنها ستخفض الإنفاق الرأسمالي من دون تحديد النسبة ، وفي البرازيل، خفضت شركة بتروبراس، الإنفاق الرأسمالي بـ 29% إلى 8.5 مليار دولار، مشيرة إلى أنها ستخفض الإنتاج على المدى القصير وستؤجل توزيعات الأرباح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *