البلاد – رضا سلامة
أحرز الجيش الوطني اليمني تقدما كبيرا في محيط جبل هيلان غرب مديرية صرواح التابعة لمحافظة مأرب شمال غرب اليمن، أمس (الخميس)، وكبد ميليشيات الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش اليمني تمكنت من السيطرة على “تبة الاريلات” الاستراتيجية بقلب جبل هيلان في مواجهات عنيفة مع الميليشيات، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، مضيفة أن الجيش يتعامل مع ما تبقى من جيوب الميليشيات الحوثية في محيط جبل هيلان، بعدما سيطر على غرفة ومركز قيادة الحوثيين في قلب الجبل الاستراتيجي.
وواصلت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية شن غارات جوية مكثفة على تجمعات وتحركات ميليشيا الحوثي الإرهابية في محافظتي مأرب والجوف، بينما قالت مصادر مطلعة إن مقاتلات التحالف العربي لم تتوقف منذ صباح الخميس عن شن غارات جوية دقيقة على تجمعات وتحركات وتعزيزات ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات القتال المتفرقة لكل من مأرب والجوف، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف منعت وصول أية تعزيزات للميليشيات نحو جبهة صرواح وجبهات قتال شرق الحزم ومعسكر اللبنات.
وذكرت المصادر أن القصف طال أرتالًا قتالية عدة تتضمن أطقما وآليات وعشرات العناصر الحوثية المتجهة من صنعاء إلى جبهة صرواح، مؤكدة أن الغارات خلفت عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات المتمردة، وتدمير كافة التعزيزات القتالية معظمها أطقم وآليات وعربات وأسلحة.
بدوره، أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي، أن ابطال الجيش الوطني بإسناد رجال القبائل وطيران التحالف العربي، حققت انتصارات كبيرة وتقدمات غيرت مجريات المعركة على الأرض في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب.
وقال العميد مجلي :”إن الجيش الوطني تمكن من تحرير العديد من المواقع المهمة، والمرتفعات الجبلية في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجي، ومنها مواقع القناص وعدد من التباب المحيطة بجبل الخطاب وجبل المهتدي”، وأضاف أن :” الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، تكبدت خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، فضلا عن القبض على العديد من عناصرها، واستعادة أسلحة متنوعة خلفتها الميليشيات في جبال هيلان”.
وأشاد الناطق الرسمي للقوات المسلحة بالروح المعنوية العالية والجاهزية القتالية والملاحم البطولية التي يسطرها أبطال الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية من القبائل ورجال اليمن الأحرار، الذين كان لهم دور كبير في تحقيق الانتصارات والمكاسب على الأرض، مثمنًا دور قوات التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة، ومشيدًا بدور طيران التحالف وإسناده الجوي للجيش لكسب هذه المعركة المهمة.
وبعد خسائرهم الكبيرة في عدة جبهات وخاصة صرواح بمأرب، بدأت قيادات حوثية في طلب التفاوض والعودة إلى مسار الحل السياسي، وهو سيناريو تلجأ إليه الميليشيات الإيرانية كلما اقترب انهيارها العسكري، في محاولة لتخفيف الضغط عليها وكسب وقت لاستقدام الإمدادات وإعادة التموضع، كما حدث خلال معركة الحديدة وتوقيعهم اتفاق استكهولم، الذي لم ينفذوا أيًا من بنوده.
وفي مراوغة جديدة منه لتخفيف خسائره وخداع اليمنيين، طلب القيادي في الميليشيات الانقلابية محمد علي الحوثي، أمس، من الحكومة الشرعية التفاوض لإنهاء الحرب في اليمن، مقدما مقترحًا لتشكيل لجنة للوساطة ترعي مفاوضات الحل السياسي وتشارك فيها دول عدة.
وفيما يبدو محاولة جديدة لإنقاذ الميليشيات الحوثية من اندحار عسكري وشيك، كما حدث إبان اتفاق السويد، كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، عن إجراء مناقشات ثنائية للتوصل إلى اتفاقات حول وقف إطلاق النار على مستوى اليمن.
وقال إن المشاورات تهدف إلى تعزيز الجهود المشتركة بين الأطراف لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا المستجد، وعدد من الإجراءات الإنسانية والاقتصادية لتخفيف معاناة المواطنين.
ولفت غريفيث إلى نيته عقد اجتماع متلفز يجمع بين مختلف الأطراف، من خلال الإنترنت في أقرب وقت ممكن، موضحًا أن المشاورات تطرقت إلى سُبل استئناف عملية سياسية تشمل الجميع، وللاستماع للآراء حول آليات دعم قدرة اليمن من أجل تفادي فيروس كورونا.