قال تعالى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)، من يتدبر تلك الآية العظيمة، يدرك حجم النعم التى وهبها الله للإنسان، الا اننا كبشر معرضون لبعض المنغصات فقد وجدنا انفسنا بين ليلة وضحاها مجبرين على تعديل سلوكياتنا ونحمد الله على كل حال.
فمع توغل فيروس كورونا فى غالبية دول العالم وجدنا أننا فقدنا مزايانا ففى إيطاليا على سبيل المثال افتقد المجتمع تكريم الانسان عند مماته خشية العدوى كذلك فعلت العديد من المجتمعات في كافة اصقاع الأرض وتجاوز الامر ذلك ليصل الى افتقاد نعمة النظرة الأخيرة على الأحباء والاقرباء الى حد كبير بالإضافة لتوقف مراسم العزاء.
شاهدت منذ عدة أيام منشوراً لإحدى الفتيات وهى تبكي، لأنها لم تكن تتخيل بأن ترحل والدتها بذلك المرض دون أن تستطيع توديعها بما يليق وكما ينبغي.
أصبحنا الآن ندرك نعمة الخروج من المنزل والعودة فى أوقات متأخرة بعد تحديد ساعات الخروج بسبب حالة المنع التي فرضت على الجميع لسلامتهم، فقدنا فرحة الأشياء بعد إغلاق كافة المحال أمام الزبائن، فقدنا نعمة الاسكتشاف وفوائد السفر بعد إغلاق حدود كافة الدول أمام بعضها البعض، فقدنا نعمة الدفء بعد أن ابتعد كل منا عن الآخر حتى لا يصاب بالعدوى.
كم نعمة لم ندرك قيمتها إلا بعد أن فقدناها.. فالفقد هو معادلة مُنصفه إلى حد ما، يشبه فى عدله تناقضات الإنسان حين يشعر بالندم على قيمة الأشياء بعد فقدانها بالرغم من أنها كانت ثمينة ما يكفى للحفاظ عليها.
والآن.. تعافت الأرض ومرض الإنسان، فنظر حوله ولم يجد من النعم ما يواسيه فى محنته سوى ظله الذى بمجرد أن تنطفئ الأضواء يختفي هو أيضاً ! فيروس كورونا ما هو إلا ومضة لنستيقظ ونعيد ترتيب حياتنا من جديد.
Nevenabbas88@gmail.com