الدولية

بعد استخدامهم لابتزاز أوروبا.. أردوغان يرحل اللاجئين قسرًا

البلاد – رضا سلامة

بعدما استخدمهم كأداة لابتزاز أوروبا غير مكترث بمعاناتهم الإنسانية، رحّل أردوغان قسرًا، أمس الأحد، جميع اللاجئين المتواجدين في منطقة “بازار كوله” على الحدود اليونانية التركية، بعد أن مزقت قوات الجيش التركي جميع الخيام التي نصبها طالبو اللجوء هناك، الذين كانوا يأملون بالوصول إلى اليونان ومنها إلى أوروبا، بناءً على وعود الرئيس التركي لهم بتسهيل مرورهم إلى القارة العجوز.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا استخدمت ذريعة الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا لترحيل اللاجئين قسرًا، لذلك عمدت إلى نقلهم لأماكن تجميع بائسة تسميها مراكز طبية لإجراء فحوصات تتعلق بالفيروس، على أن يتم نقلهم بعدها إلى ولاية اسطنبول، كما جرى الاعتداء على اللاجئين وضرب بعضهم من قبل الجيش التركي.

ونوه المرصد إلى أن آلاف اللاجئين المتواجدين في تلك المنطقة يعاملون معاملة غير إنسانية، في ظل ظروف مناخية ومعيشية صعبة، ويشهد المكان حالات فوضى تزامنًا مع غياب دور لأي منظمة إنسانية، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي عمقت أزمة ومعاناة اللاجئين، الذين كانوا ضحايا متاجرة أردوغان بقضيتهم.

ولم يتوقف القمع الأردوغاني عند الاجئين، بل طال 47 بلدية كردية وضعها الرئيس التركي تحت الوصاية بسبب انتماء مجالسها المنتخبة لحزب الشعوب الديمقراطي، الذي دعا إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وقال إن “الحكومة التي فقدت دعم الأغلبية في انتخابات المحليات تغتصب إرادة الشعب من خلال أساليب سياسية انقلابية، مثل عزل رؤساء البلديات، لا يمكنها أن تدير المجتمع، أكثر من ذلك بالطرق غير القانونية وغير المشروعة.

وكان أردوغان قد هدد قبل الانتخابات البلدية التي أجريت في 31 مارس 2019 بفرض الوصايات على البلديات التي يفوز فيها الحزب الكردي، قائلًا: “إنهم يقولون إنهم سيفوزون مرة أخرى في البلديات التي فرضت عليها الوصاية القضائية من قبل. وأنا أقول لهم: حتى لو فزتم بالبلديات فإننا لن نترك لكم هذه البلديات بل سنفرض عليها وصاية مرة أخرى”، وبالفعل تم عزل 47 رئيس بلدية منتمي للحزب الكردي، خلال عام واحد فقط.

وفي سياق مكافحة كورونا، توالت الانتقادات لتعاطي أردوغان مع الأزمة وسط تحذيرات من تغول الوباء، حيث حذّر طبيبان تركيان أحدهما نائب في البرلمان من تفاقم انتشار الفيروس المستجد وعدم كفاءة وسرعة الإجراءات الوقائية، وقال نجدت إيبك يوز وهو طبيب ونائب في البرلمان التركي إن “التحاليل التي تجريها وزارة الصحة غير دقيقة ومعظم الناس لهذا السبب لا يثقون ببيانات وزارة الصحة”،

مشيرًا إلى أن “المرحلة المقبلة ستظهر ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المصابين بالفيروس المستجد، في ظل معاناة القطاع الطبي في تركيا، حيث المستلزمات الطبية غير متوفرة بشكلٍ كبير كالأقنعة والقفازات، وأيضًا سعة المستشفيات محدودة ولا توجد مراكز مخصصة لرعاية المصابين”، واصفًا الاجراءات الحكومية بـ “غير الكافية، قائلاً “لم تُفرض بعد حالة عزلٍ كامل والناس يتجولون ويمضون لأعمالهم، ولا يمكننا أن نقول لهم اجلسوا في بيوتكم، فظروفهم المالية السيئة ترغمهم على العمل كلّ يوم وهذه أيضاً مشكلة على الحكومة إيجاد حلٍ لها خاصة وأن الاختلاط بين العاملين يكون كبيرًا، ما يزيد من انتشار وباء كورونا”.

وشدد الطبيب والنائب البرلماني على أن “الحركة لم تتوقف على الحدود التركية مع دول الجوار وهناك إيرانيون وأفغان يدخلون بشكلٍ غير شرعي إلى تركيا، ولا يخضعون لأي تحاليلٍ طبيّة ويتجولون بين الناس، الأمر الّذي يهدد بزيادة تفشي كورونا في حال كان من بينهم مصابون، كما أن حركة الطيران مستمرة من أغلب الدول نحو تركيا حتى من إيران، وهذا أيضًا يزيد من تفشي الفيروس”.

وقال اردال سيبان وهو طبيب يعمل بمدينة ديار بكر الواقعة جنوب شرقي تركيا: “تركيا لا تتعامل بشفافية مع أعداد المصابين ولا أماكن انتشار الفيروس، وهناك عدد كبير من المواطنين والمقيمين في البلاد لا يصدّقون تلك البيانات، وينتقدون تدابير الحكومة المتأخرة، وتعود أسباب هذا الأمر للأزمة الاقتصادية، ونستطيع القول إن القادم أسوأ، وخلال الأيام المقبلة ستكون أزمة كورونا في تركيا أسوأ من إيطاليا نفسها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *