الدولية

 الاحتلال الإسرائيلي يستغل الجائحة لتصعيد نشاطات الاستيطان

البلاد – مها العواودة

كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن نشاطات الاستيطان وعربدة المستوطنين لا تتوقف على امتداد الأرض الفلسطينية، في ظل حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا، مضيفًا أنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالتطورات الصحية المتلاحقة للفيروس، تنفذ حكومة الاحتلال مشاريع استيطانية واسعة، منها توسيع مستوطنة “افرات” المقامة على أراضي بيت لحم الغربية، لافتًا ان مساحة المخطط تبلغ (569 دونما) من أراضي بيت لحم، يقع 477 منها خارج حدود إفرات .
يأتي هذا، بعدما صادق الاحتلال على إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية والاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في الأغوار ونابلس وبيت لحم، وذلك ضمن التطبيق العملي لمخطط الضم الذي أعلنه نتنياهو، والمتوقع استكماله بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة برئاسته، بعد الاتفاق مع الزعيم السابق لحزب أزرق أبيض بيني غانتس الذي انشق عن حزبه والتحق بركب نتنياهو، وانتخبته كتلة اليمين رئيسًا للكنيست على أن يتناوب على رئاسة الوزراء مع نتنياهو .

بؤر استيطانية جديدة
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف إن وتيرة الاستيطان تضاعفت بشكل كبير منذ بداية العام الجاري، حيث نفذ الاحتلال 200 مخطط استيطاني ما بين توسيع مستوطنات أو إقامة بؤر استيطانية جديدة، وطرق التفافية للمستوطنين بهدف ربط المستوطنات مع بعضها”.
وأضاف لـ”البلاد” أن الاحتلال يهدف من مخططاته الاستيطانية المتواصلة ترسيخ مخطط الضم الاستعماري وفصل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها، واستكمال مخطط القدس الكبرى وتهجير آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم، مستغلاً انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا، لافتًا أن جزء من هذه المخططات الاستيطانية تم المصادقة عليه في السابق وكان الاحتلال ينتظر الفرصة المناسبة لتطبيقها.

وحذر عساف من خطورة هذه المخططات التي تهدف للاستيلاء على منطقة الأغوار التي تشكل مساحتها 28% من الضفة الغربية، واستكمال عملية التهجير والهدم للمنازل الفلسطينية بهدف تفريغ المنطقة المصنفة “ج” وفق اتفاق أوسلو والتي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية.

قوائم هدم للمنازل
بدوره، قال مدير عام النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قاسم عواد إن الاحتلال أقدم منذ بداية العام الجاري على هدم 70 منزلًا في الضفة الغربية والقدس، ووضع مئات المنازل الفلسطينية على قائمة الهدم، حتى التي شيدت بتمويل من قبل الاتحاد الأوروبي، خاصة في الأغوار تم هدمها والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاصر المدن الفلسطينية بالمستوطنات، ويواصل مصادقته على إقامة مئات الوحدات الاستيطانية بهدف ربط المستوطنات مع بعضها لتشكل كتل استيطانية ضخمة، منوهًا إلى أن الاحتلال يخوض حربًا ديمغرافية شرسة في القدس تستهدف إخراج 120 ألف فلسطيني منها بواسطة جدار الفصل العنصري، وذلك لعزل الأحياء العربية المقدسية عن قلب مدينة القدس، وجعل الأغلبية السكانية في المدينة المقدسة للمستوطنين.

من جانبه قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار صلاح الخواجا إن عملية التطبيق لضم أجزاء واسعة من الضفة المحتلة قد بدأت على الأرض وأن الاحتلال ضخ ميزانيات ضخمة من أجل تنفيذ هذا المخطط، والذي سيستكمل حلقاته نتنياهو بعد تشكيل حكومته اليمينية الجديدة بعد أن تحالف مع غانتس.
وفيما يتعلق بانشقاق غانتس عن حزب “أزرق أبيض” وانسحابه من هذا الحزب الذي يعد ائتلافا بين ثلاثة أحزب يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله إن غانتس ضحى بحزبه ومستقبله من أجل منع الاعتماد على حكومة مدعومة من القائمة العربية المشتركة، وهو مساس بالأمن القومي وأن عملية انضمام كل حزبه للحكومة يعني أن يتزعم العرب المعارضة، وهي وفق القانون الإسرائيلي يجب أن تكون مطلعة على كل الأمور السرية المتعلقة بالدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *