البلاد – محمد عمر
في استمرار لنهج أردوغان العدواني وتدخله في شؤون ليبيا، أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري “أن القوات التركية حاولت الهجوم على قواتنا وقام رجالنا بصد الهجوم”. وأضاف أن قوات الجيش الليبي دمرت مدرعة تركية من طراز ACV-15، حاولت خرق الخطوط الدفاعية للجيش، لافتا إلى أنه عرض على الطرف الآخر، في إشارة لحكومة الوفاق في طرابلس غير المعترف بها من البرلمان والمتحالفة مع أنقرة، أن يستلم المدرعة وجثث القتلى بداخلها ولكنهم رفضوا استلامها بحجة أنها مدرعة تركية وجثث غير ليبية، طالبا من السلطات التركية أن تتواصل مع الجيش الليبي لاستلام المدرعة والجثث.
وأعلن آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي اللواء مبروك الغزوي، مقتل 4 جنود أتراك وقيادي سوري، خلال الاشتباكات الأخيرة بين قوات الجيش والمليشيات المسلحة التابعة لقوات الوفاق، في المحاور الجنوبية للعاصمة طرابلس.
وتعليقًا على ماحدث، قال مدير مركز سلمان زايد للدراسات هشام البقلي، إنه بالرغم من ما تعانيه تركيا من انتشار فيروس كورونا المستجد، مثلها مثل كافة دول العالم، إلا أن أردوغان لا يزال مصرا على تدخله في الشأن الليبي، مثمنا دور الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يلقن تركيا بشكل مستمر دروسا قاسية في المعارك العسكرية، ويؤكد صمود ليبيا أمام العدوان التركي الذي يستهدف السيطرة على موارد ليبيا وتقسيمها لصالح جماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف أن طلب الجيش الليبي من تركيا استلام جثث القتلى وبقايا المدرعة يحمل رسائل متعددة؛ أولها هو احترام القواعد والقوانين الدولية فيما يخص تسليم جثث ضحايا الحروب لدولهم، والرسالة الثانية هي الأقوى وموجهة إلي أردوغان وحكومته بأن الاقتراب من الحدود الليبية يعني القضاء على أي فرد عسكري يفكر في ذلك، وأنه قد يعود إلى تركيا مرة أخرى ولكن جثة هامدة، وتلك الرسائل المهمة من قوات الجيش الليبي تؤكد أن المعركة ستحسم لصالحه لا محالة.
وقال المختص بالشؤون الدولية والتركية محمد ربيع الديهي، إنه لا شك في أن النظام التركي يجيد التلاعب بالقضايا ويشتت الرأي العام الداخلي والخارجي، ففي ظل انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا بدأت انقرة في اختراق الهدنة في سوريا، وكذلك لم تلتزم بوقف اطلاق النار في ليبيا، بينما يبدد الرئيس التركي أموال شعبة في ظل أزمة تفشي كورونا على دعم ومساندة الجماعات الارهابية في المنطقة، ويساهم في إطالة أمد الأزمتين في ليبيا وسوريا.
ولفت إلى أن حول محاولة القوات التركية شن هجوم على قوات الجيش الليبي أمر في غاية الخطورة، ويؤكد مدي ضعف النظام التركي وسعيه لكسب أي شئ على أرض الواقع، مستغلا أزمة انشغال العالم بتفشي فيروس كورونا ومحاربة انتشاره.
ونوه إلى أن أردوغان بدأ يشعر بخطورة الموقف في ليبيا ومدى تقدم الجيش الوطني الليبي في أرض المعارك، فحاول استغلال الأمور ليباغت بهجوم يعيد خلاله حفظ ماء الوجه، بعدما فقد الكثير من المرتزقة في المعارك المشتعلة في ليبيا وسوريا، وعودتهم إلى أنقرة جثثا هامدة، ما يشكل ضغطا على أردوغان ونظامه.
وتوقع الديهي أن يستمر أردوغان في أعماله العدوانية تجاة المنطقة والعالم، بهدف تشتيت الرأي العام الداخلي عن فكرة إجراء انتخابات مبكرة، وكذلك إشغاله بحروب خارجية لكي لا يكتشف فشل النظام التركي في محاربة فيروس كورونا، المتفشي حاليا في تركيا بصورة كبيرة.